الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
------------------ الكاتبة : إيفون ويتال ------------------ ------ الملخص ------ قبل سنتين رودلف برنك كان قد بعثر حياة جاين وكسر قلبها قبل ان يهجرها، ولنكون عادلين معه، فهو لم يكن يعرف انها كانت تحمل طفله في أحشائها. الآن وقد عرف أصر على ان يتزوجا، لكن بالرغم من قيامه بهذه الخطوة الكبيرة ليعيد تصليح الأمور، إلا ان زواجهما كان مجرد زواج صوري. فيما حبه القديم، سيبيل راميلنغ، ظلت جزءاً لا يتجزأ من حياته كما كان دائماً، وبالطبع بدا كأنه لا يدرك ولا يهتم بكون جاين لا تزال مغرمة به .. ما هو الأمل الذي تملكه هي بإيجاد سعادة لها معه؟.. ------------ الفصل الأول ------------ بدأ النهار كالعادة بالنسبة لجاين دويل، ما عدا انه كان اليوم الأول للأسبوع الأول بعد عطلة الميلاد وسيواجهها طبعاً بعض التوتر في إستقبالها للطلاب في الصف الجديد الذي ستبدأ بتعليمه، ما عدا ذلك كل شيء عادي، فقد قامت بالمراسيم اليومية في تحميم وتلبيس أبنها أندرو البالغ من العمر سنة وثلاثة أشهر ثم أطعمته طعام الفطور قبل ان تتركه بين أيدي أمها القادرة ثم تذهب الى مدرستها . لم تدرك تماماً في أية لحظة من النهار أحست بقلبها ينقبض وأنبأتها حاستها بأن شيئاً ما سيحدث اليوم، وحين خرج طلابها في النهاية للذهاب الى بيوتهم أدركت ان شيئاً ما لن يحدث في المدرسة وقفز عقلها الى بيت والديها وإلى أبنها آندرو فلو ان شيئاً سيئاً قد حصل لأحدهما كانا ولا بد إتصلا بها وأعلماها . هل هناك أمر ما يزعجك جاين؟ سألها مدير المدرسة حين دخلت الإدارة لتحضر بعض الأوراق خاصتها، حين لاحظ تقطيبة الإنزعاج بين عينيها الرماديتين. تمالكت أفكارها وردت بسرعة : کلا سيد ويليامز ليس هناك أي مشكلة لا شيء أعلم عنه . انت تعرفين طبعاً أن بإمكانك الإستعانة بي في أي وقت تحتاجينه جاين!». نظرت اليه للحظة كان فتياً قليلاً لإستلام مركز المدير لكنه كان يعاملها بطريقة لطيفة جداً طوال السنة الماضية، وفي بعض المناسبات كانت تحس ان اهتمامه بها لم يكن فقط أمراً مهنياً صرفاً، لكنها نجحت في ان تبقي علاقتهما مجرد علاقة عمل دون ان تسبب له أي أذى أو خيبة. شكراً سيد سید ،ويليامز هذا لطف كبير منك قالت ا بسرعة قبل ان تجمع أوراقها وتغارد الغرفة. كانت تعيش بإنزعاج مستمر وعدم راحة كلية خلال السنتين السابقتين، لكنها أخذت قراراً لتناسي هذا كان التناسي أمراً أكثر من صعب لكنها نجحت به هم جميعاً نجحوا في تخطي الصدمة والعار والهفوة المشينة التي أرتكبتها . دفعت جاین بوابة بيتها وقطعت الحديقة الصغيرة الجميلة قبل ان تصل الى الباب كل شيء كان يبدو هادئا وعادياً كما تركته في الصباح، فكرت جاين وهي تفتح الباب لتدخل ،كالعادة كان أندرو هو أول من يستقبلها فأخذ يدبدب على يديه وقدميه بأتجاهها وهي تضحك بغبطة وإبتهاج، حملته ورفعته عالياً قبل ان تضمه اليها وهي تقول بكل حب : هل أشتقت الي يا حبيبي؟». والتفت الذراعين الصغيرتين حول عنقها وأطلق صوت غرغرة محبب وأخفى وجهه في شعرها البني الكثيف، آه كم تحب هذا الطفل الرائع، بشعره الأسود الفاحم وعينيه الخضرواین تحبه بألم يهدد بخنقها بعض الأحيان. «جاین؟» نعم أمي، اني آتية» أجابت بسرعة وأتجهت وأندرو بين ذراعيها الى غرفة الجلوس حيث كانت والدتها . لم تكن والدتها هناك وحدها، فوالدها ايضاً كان في الداخل، وهذا بدوره كان أمراً غريباً فليس من عادة والدها ان يترك عمله ويأتي في هذا الوقت الى البيت، كان يجلس على كرسيه وغليونه في فمه وكان يقف وظهره الى النافذة رجل طويل القامة، أسود الشعر وذا عينين خضراوين لا تنسيان أبداً. كان كل شيء بالنسبة لجاين، كأنه حصل البارحة فقط، تخرجها من الجامعة مع صديقتها اليسون بيترز والذهاب كان تاون الى ناتال على الساحل الجنوبي في رحلة من مدفوعة المصاريف لمدة أسبوعين برفقة اليسون ووالديها الفندق كان على شاطىء البحر مباشرة وقضيا مساء ذلك اليوم الأول بالسباحة والتنقل بكسل على رمال الشاطىء. لا أصدق ان السنوات الثلاث القاسية والتي أنقضت بالدرس والجهد قد أصبحت وراءنا تنهدت اليسون وقالت وهي تستلقي على الشاطىء وتبعد خصلة من شعرها الأشقر الطويل الى وراء كتفها.