و عدنا لنلتقي


وبقيت أحلم رغم عدم معقولية الحلم بأن الحیاة ستجمع بيننا مرة أخرى . وها نحن قد التقينا . . لكن من المتیقن أننا سنفترق ثانية . . وهذا إحساس لا أرغب في معایشته وتحمل تبعاته مجددا
***
راقب حسام الفتاة الجالسة إلى المائدة عن يمينه في مطعم وكافيتريا روجيه مبتسما .. كانت تحاول معرفة بعض أنواع الأطعمة التي تضمنتها القائمة التي قدمها لها النادل دون أن تسعفها لغتها الفرنسية الركيكة في توضيح ما تریده . بينما بدا النادل المسكين في حيرة من أمره محاولا فهم ما تریده . ورآها تتلفت حولها قائلة بلسان عربی واضح : لا أدرى كيف أجعلك تفهم ؟ هل تتحدث الإنجليزية ؟ لكنه هز رأسه بالنفي فغادر ماندته متوجها إليها حيث تناول القائمة من يدها قائلا تسمحی ؟ نظرت إليه بدهشة تمتزج بالبشاشة قائلة هل تتحدث العربية ؟ أوما برأسه قائلا : كما ترين . ما هو الصنف الذي ترغبينه .. أشارت إلى الصنف الذي يحتل المرتبة الرابعة في القائمة قائلة : - هذا. لكنى أريد معرفة مكوناته أولا وطريقة إعداده . وسرعان ما تحول إلى النادل مشيرا إلى ما طلبته ليترجم ما قاله بفرنسية سليمة . وقد انبسطت أسارير الرجل فأخذ يشرح لها بالتفصيل مكونات الطعام الذي اختارته وطريقة تسويته فتحول إليها ليترجم بدوره ما قاله النادل بينما أحست بشيء من الحرج لما سببته من ارتباك و للطريقة التي أسهب بها في الشرح فوافقت على الفور رغم عدم استساغتها لمكوناته . بينما أسرع الرجل لتلبية طلباتها بعد أن وجد أخيرا من ينهي تلك المشكلة يمنحه الفرصة لشرح مزايا الطعام الذي طلبته . أما الفتاة فقد تحولت بنظراتها إلى الشاب الفارع القوام صاحب الملامح الوسيمة والذي تشوب بشرته سمرة خفيفة تزیده جاذبية لتقول له بامتنان : - أشكرك . في الحقيقة أنا لا أعرف إلا القليل من اللغة الفرنسية و إن أجيد الإنجليزية إجادة تامة .

تحميـــــل الملــــف مـــن هنــــــا