الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
----------------------- الكاتبة : غنجر شامبرز ----------------------- ------ الملخص ------ بريانا كاتبة مشهورة , رواياتها العاطفية كانت تهز مشاعر كل الفتيات الأميركيات جميلة , حيوية , مرحة , كانت سعيدة وواثقة جدا من نفسها ذات يوم التقت في دالاس برايدر كنترل واختفى اتزانها فورا لماذا , امام هذا ارجل تفقد كل سلطتها على نفسها ؟ الحياة الحقيقية صعبة ! ادركت بريانا ذلك عندما قرأت المقال اللاذع الذي كتبه رايدر عنها هل سيكون بطل روايتها القادمة ؟؟ ----------- الفصل الأول ----------- " انا احب رواياتك ! " " وابطال قصصك رائعون ! " كانت فكرة جيدة جدا ان تضعي رواياتك ضمن أطار تاريخي ! الا يتطلب ذلك منك أبحاثا كثيرة ؟ كانت بريانا سان كلير تجلس في وسط مكتبه في دالاس تقدم أهداء آخر رواية لها كان ضجيج قرائها المعجبين يزعجها قليلا , مع ان نجاحاتها المتتالية علمتها منذ مدة طويلة كيف تتخطى خجلها وخوفها الطبيعي منذ ساعتين طويلتين والناس يتزاحمون حولها , يرهقونها بالأسئلة , وبالمديح , ويعطونها نسخا لتوقيعها وكانت بريانا تتقبل ملاحظاتهم بطيبة قلب , وتجيب على اسئلتهم بمحبة واهتمام , وتبتسم رغم تعبها ومللها , والجميع سعيدون بالثرثرة, ولو للحظات مع كاتبتهم المفضلة عند الظهر, بدا لها أخيرا إن الازدحام خف قليلا فتنهدت ومدت يدها اليمنى لقد كتبت اهداءات كثيرة حتى أصبحت تشعر بألم بأصابعها ألقت نظرة إلى الشارع من خلال زجاج النافذة , ولاحظت أنها تمطر بغزارة يا إلهي تمتمت بصمت لم تكن قد حملت معها مظلتها من المؤكد أنها ستصاب بالبلل حتى عظامها قبل أن تصل إلى السيارة التي استأجرتها هذا الصباح ! ألم يكن من الأفضل أن تستعمل السيارة مع سائقها التي خصصتها لها دار النشر ؟ كانت قد رحلت من 3 أسابيع للتأكد من الإقبال على كتابها الأخير لقد ملت المطارات والفنادق وسيارات الليموزين والمجاملات بدأت تشعر بحاجة للتمتع بقليل من الحرية وهكذا قررت أن تذهب بوسائلها الخاصة الى سان انتونيو حيث ينتظرها موعد هام غدا كانت بريانا قد نشأت في ريف بنسلفانيا , ومع ذلك أعجبت كثيرا بتكساس وعندما علمت أن هذه الولاية ستكون آخر مرحلة في سفرها اصرت على الذهاب إلى سان انتونيو منذ مدة طويلة كانت تحلم بأن تجعل أحداث إحدى قصصها تدور في هذا الإطار الساحر بروح الهيبة والوقار كانت المدينة القديمه رومنطيقية! والأجمل من ذلك أنها تضم بين جدرانها مؤسسة تكسان الثقافية, التي تقدم لبريانا كل الوثائق الضرورية قطع حبل أفكارها فجأة وصول معجبة متحمسة جدا " هل أنت حقا بريانا سان كلير ؟ " نعم " أجابتها بريانا مبتسمة بلطف كانت صورها تملأ جدران المكتبة ومع ذلك لم تكن هذه المرة الأولى التي يطرحون عليها هذا السؤال كان الناس مندهشين عندما اكتشفوا أن كاتبتهم المفضلة لا تزال شابة وفاتنة " غير معقول! قالت محدثتها بمزيد من الحماس " أحب كثيرا ماتكتبينه! أبطال رواياتك رائعون ! ومشاهد الحب آلا تنفعلين وأنت تقرأينها من جديد؟ " احيانا " اجابتها بريانا بصدق محاولة المحافظة على أبتسامتها " كنت متأكدة من ذلك ! وكيف لا ؟ يوجد فيها الكثير من الانفعالات والأحاسيس انزعجت بريانا كثيرا من كلام محدثتها الحماسي فحاولت أن تغير موضوع الحديث " أتريدين أن اوقع على لكنها للأسف لم تتمكن من إنهاء كلامها " أتعلمين أنك تشبهين شخصياتك الأناث ؟ وخاصة هذه وأشارت بأصبعها إلى المخلوقة المرسومة على غلاف آخر رواية لها " هذا مثير حقا! ألحت محدثتها : " نفس الوجه تماما الفم الرقيق ,العيون الخضراء , الشعر الأشقر, " ودون أن تهتم لانزعاج بريانا الظاهر , بدأت تقرأ بصوت مرتفع الملخص الموجود على آخر صفحة من الكتاب " الأرض كلها كانت تبدو مشتعلة الشمس تلمع في السماء الرمال كانت تحترق, وديسموند يضم بحرارة بين ذراعيه جسد ديانا العاري وكأنت لشدة سعادتها تتأوه بضعف" تحركت بريانا على مقعدها بتوتر إذا تابعت محدثتها قرأءة النص بهذه اللهجة , فإنها ستبدأ بالصراخ, كما وأن كل الموجودين في المكتبة التفتوا نحوها يراقبونها " يبدو هذا مثيرا حقا ! أتسمحين لي بأن توقعي لي على نسخة منها ؟ سرت بريانا بهذا الطلب وتمالكت نفسها لكي لا تكتب لها الى بان كتبت عبارتها المعتادة " مع كل مشاركتي الوجدانية" بعد أن ارهقتها الأمرأة بالشكر ابتعدت بسعادة كبيرة أسندت بريانا ظهرها جيدا وتنهدت بالطبع أن يكون المرء كاتب قصص عاطفية ناجحا أمر متعب أحيانا ! فجأة شعرت بأنها مراقبة , فأدارت رأسها بسرعة على بعد خطوات منها, يقف رجل سبق لها أن لاحظته عدة مرات وينظر إليها كأن منظرها يسليه بالتأكيد لم يكن قد فأته ما جرى بين الكاتبة وبين تلك الأمرأة المبالغة بحماسها كان أنيقا ببدلته الجميلة , وشعره الأسود وجاذبية ملامحه لم يكن جميلا حقا, بكل ما تعنيه هذه الكلمة إلا أنه يملك سحر مدهشا وتنبعث منة قوة غريبة وعندما ابتسم إنثنت زوايا عيونه بتجاعيد دقيقة, كان بكل بساطة رجلا لا يقاوم أقترب من الطاولة, وتناول كتابا تصفحه بحركات آلية " لا تقل لي أنك أنت أيضا مغرم بقصص الحب؟ قالت له بلهجة مضحكة كما كلمتها معجبتها السابقة فضحك الرجل, وأحست بريانا بالارتعاش , يا إلهي, هذا رجل يملك جاذبية تجعل الصخري ينفعل ! وانتظرت أن يتكلم ببعض القلق والاضطراب وقد لا يخرج من فمه سوى صوت يشبه نعيق الغراب او يشبه أزيز آلة مزعجة , كانت تعلم أن بعض الأشخاص يفقدون كل سحرهم عندما يفتحون فمهم " وأنا أيضا أتمنى أن توقعي لي على نسخة" أجابها أخيرا بإمكان أكبر مطربين الكرة الأرضية أن يغيروا مهنتهم ! كان صوته عميق وعذبا , ارق من المخمل , عذبا مطعما باللهجة التاكسانية تناولت الفتاة نسخة من كتابها بيد مرتجفه " ما هو اسمك ؟" سألته وهي تتناول قلمها " رايدر كنترل رائع! من المستحيل تخيل اسم آخر لشخص مثله حاولت إخفاء اضطرابها , وكتبتت عبارتها المعتادة ووقعت تحتها ثم ناولته الكتاب وهي تبحث عن شيء ذكي تقوله له ولكن للأسف فقدت حيويتها فكرها فجأة , والكلمات التي تتردد في حنجرتها مجنونة جدا" أنت الشخص الأكثر سحرا رأيته في حياتي أتسمح لي بتقبيلك؟ بالطبع إذا لفضت هذه الكلمات فأما انه سيهرب راكضا, او سيأخذ بكلامها جديا وكلا الاحتمالين سخيفين محرجين " زهرة الرمال تمتم وهو يقرأ عنوان الكتاب وتأمل صورة البطلة الموجودة على الغلاف, ثم تأمل بريانا طويلا " إنها حقا تشبهك" أضاف مبتسما أحست بريانا بأن خديها يشتعلان " بالفعل"أجابته متلعثمة " لقد استلهم الرسام من ملامح وجهي في رسم الصورة " وسكتت ولم تضف بأن الباقي كان من الخيال الفنان وكان رايدر كنترل لطيفا فلم يعلق أكثر على الموضوع إلا أن البريق الذي لمع في عيونه كان كافيا " حسنا أعتقد أنني سأسهر هذه الليلة على قراءة روايتك هذه كلها" " أتمنى أن تعجبك" " أنا متأكد من ذلك" وساد صمت ثقيل بينهما ولكي تتمالك نفسها أخذت بريانا توقع آخر نسخات أمامها على الطاولة " لقد حصلت على عدة نجاحات" " نعم هذه الرواية نجحت بشكل مميز" " ألم يكن الأمر كذلك دائما؟ سألها بفضول فضحكت بريانا بمرح " الآن بلى! ولكن كان يجب أن تراني منذ بعض الوقت , لم أكن قادره على التخلص من كتبي حتى ولو وزعتها مجانا " لا أستطيع تصديق ذلك " إنها الحقيقة لم أكن أملك دعم الفريق الذي يحيط بي الآن كان يجب علي أن أقوم بنفسي بالدعاية لرواياتي وتنظيم عددا من احتفالات التواقيع وعندما كنت أصل إلى المكتبات كان الناس ينظرون إلي وكأنني وقعت فجأة من الكوكب مارس واعترف أنني أحيانا كنت أشعر بأنني نوع من المخلوقات الغير أرضيه ضاعت وسط الصحراء ! " آلم يخطر ببال أحد أن ينقذ هذه المخلوقات الماريسية؟ " هذا ليس لم تتمكن من إجابته لأنه أحدى القارئات اقتربت منها وطلبت منها أن توقع لها على نسخة من زهرة الرمال ابتعد رايدر كنترل بينما أجابت بريانا بلطفها المعتاد على أسئلة محدثتها الجديدة , وبعد قليل شكرتها وضمت الرواية جيدا تحت أبطها كأنها تحمل كنزا وخرجت وضعت بريانا قلمها في حقيبة يدها ونهضت " هل انتهيت؟ سألها رايدر وهو يقترب منها " نعم " " هل تناولت غداءك ؟ أحست الفتاة بتسارع دقات قلبها كانت تذكر أنها وضعت مثل هذا المشهد في كتبها ولكنها لم تعيشه واقعيا ماذا كانت تفعل بطلات قصصها في مثل هذه الحالات؟ كن يبتسمن بكل بساطة ويجبن " لا " " أتريدين مرافقتي ؟ اضطرت لتمالك نفسها كي لا تقفز من فرحها كانت ترغب بالتعرف أكثر على هذا الرجل! لو لم يدعوها لكانت ماتت من الخيبة " حسنا ! أجابته بعد تردد شكلي " وبما أنني غريبة عن دالاس سأترك لك حرية اختيار المطعم" " عظيم المكان الذي افكر به قريب جدا من هنا بإمكاننا الذهاب مشيا على الأقدام لنصل إليه في الخارج كانت الأمطار قد توقفت, وظهرت أشعة الشمس خجولة بين الغيوم هذا اليوم ينبؤ بأنفراجات فكرت بريانا في حماس طفولي لكان المطعم الذي اصطحبها اليه يشبه تماما ما تخيلته عن ذوق رفيقها هادئ شاعري وحميم جلسا حول طاولة صغيرة وطلبا المقبلات وكانت عضلات بريانا كلها متقلصة بعد الجلوس طويلا في تلك المكتبة وكتفاها يؤلمانها فتنهدت بعمق وهي تسند ظهرها على الكرسي أنت متعبة؟ سألها رايدر بلطف و تأملها بنظرات عميقة وأنفرجت شفتاه بابتسامة صغيرة " جدا " أجابته وردت إليه ابتسامة " هل مضى وقت طويل في حملتك إلأعلانية هذه؟ " منذ بداية الشهر في هذه اللحظة أقترب الخادم ووضع المقبلات أمامهما على الطاولة فصمت كلاهما قليلا " احقا أنت تدعين بريانا سان كلير , أم أن هذا اسم الشهرة؟ " انه اسمي الحقيقي والتقت نظراتهما كأن كلا منهما يحاول أن يخترق فكر الآخر وكانت عيون رايدر كنترل زرقاء غامقة تشع بالجاذبية " أنا أجده اسما جميلا جدا" همس رايدر بحنان ارتعشت الفتاة " إنه يحاول اغرائي أنا مدركة جدا لخططه ولكن هذا لا يخيفني بل على العكس " أي تعيشين , ابريانا ؟ يا إلهي إن الطريقة التي يلفظ بها اسمي غريبة! كيف ستقاوم كل هذه الرقة والعذوبة في صوته ؟ " في بنسلفانيا , مدينة صغيرة قرب بيتسبرغ " اوه أنت إذا بعيدا جدا عن منزلك؟ هذه اللحظة كانت رائعة, حلم أبدا لم يسبق لها أن عرفت في حياتها شيئا مربكا كهذا " ايوجد احد ينتظرك هناك؟ سألها رايدر بهدؤ " هرة فقط !اجابته ضاحكة " ولكني لست متأكدة تركتها عند اختي , لابد انها سعيدة مع اولاد اختي الثلاثة الأشقياء وقد تكون نسيتني تماما شرب رايدر جرعة من كأسه وهو يتأمل رفيقته " لا من المؤكد انه يوجد هناك شخص آخر غيرها كم عمرك بريانا ؟ أثنا وعشرون عاما ؟ " بل سبعة وعشرون واكرر لك , هذه الهرة هي الوحيدة التي تنتظرني هناك " هل رجال بنسلفانيا مكفوفي النظر ام انهم أغبياء ؟ " لا هذا ولا ذاك " اجابته ببعض الأنزعاج " انني انا من لا يهتم بهم كثيرا " حقا ؟" " ولماذا انت مندهش هكذا ؟ " حسنا , كنت اتخيل انك بكتابتك قصص الحب تملكين بعض الخبرة تحركت بريانا بتوتر على مقعدها ان رفيقها لمس نقطة حساسة جدا " ايجب بالضرورة ان يكون كتاب الروايات البوليسية اما مجرمين او جواسيس ؟ سألته بسخرية " اتحاولين ان تقولي لي بأنك بيضاء كالثلج ؟ فاخفضت نظرها , واحمر خداها " لا , ولكن " هذا افضل ! انت طمأنتني وخلال لحظات طويلة , ظلا صامتين وبدأت بريانا تتساءل اذا كانت قد ارتكبت خطأ بقبولها دعوته على الغداء قد لا يكون رايدر مختلفا عن الرجال الآخرين فجأة امسك رايدر كنترل بيدها " هل انت غاضبة مني ؟ سألها بهمس " اذا كانت كلماتي ازعجتك فأنا اعتذر عاد الأمل من جديد يدفء قلب بريانا حتى ولو كان هذا الرجل يحكم بطريقة خاطئة على كتاب الروايات العاطفية , فعلى الأقل يبدو ذكيا ورقيقا لدرجة الأعتذار فهزت كتفيها " هذا ليس خطيرا " هذا افضل ! لأني كنت ساتأسف كثيرا لو افسدت هذه اللحظات اللذيذة اقترب منهما مدير المطعم , واخذ طلباتهما وبعد نصيحته , اختار الأثنان لحم البقر المشوي مع سلطة الخضار " منذ متى وانت تكتبين بريانا ؟ سألها رايدر بعد ان اصبحا وحدهما من جديد " منذ مدة طويلة " اجابته بمرح " عندما كنت في العاشرة من عمري , كتبت شعرا نشرته احدى المجلات " ومتى اصبحت كاتبة ممتهنة حقيقية ؟ " منذ سبعة اعوام , بعد ان نشرت كتابي الأول " كنت صغيرة جدا " ولا ازال ! " اجابته ممازحة فابتسم رايدر بحنان غريب , ثم تابع بعد صمت قصير " كيف تعثرين على شخصيات رواياتك ؟ هل تستوحينهم من بين الناس المحيطين بك ؟ " احيانا " وكيف يتصرفون ؟ اتخيل ان صورهم لا تكون دائما مغرية فكرت بريانا قليلا قبل ان تجيبه كان رايدر يبدو مهتما حقا بما تفعله , وفضوله واهتمامه أثر فيها قد يكون يفكر هو ايضا بالكتابة , وقد يكون بحاجة لبعض النصائح وكانت بريانا منذ ان بدأت تعرف النجاح , تحاول مساعدة كل اصحاب المواهب الجديدة حسنا , عندما نرغب بتهزئة شخص , نحاول ان نجعله سيئا نغير الأسم , الشكل الخارجي , وأحيانا الجنس , ونحتفظ فقط بخصائصه الخلقية المميزة له " هل سبق ان اتبعت هذه الطريقة ؟ " نعم مثلا , في رواية زهرة الرمال , استوحيت شخصية البطل الرئيسي من شخصية الرئيس الجديد للشركة التي يعمل بها والدي كان هذا الرجل يركض خلف التنانير والسيقان " ثم هزت كتفيها واضافت باحتقار " لقد حاول اغرائي , ولم يتردد في التحرش بوالدتي ! طبعا نحن لم نخبر والدي بشئ كي لا نثير الفضائح كان غبيا لدرجة انه فقد وظيفته بعد أشهر قليلة ومع ذلك , قررت الأنتقام منه في روايتي صورت هذا الرجل على انه صاحب حانة مشهور جدا ومعرف بأنه من حثالة الأنسانية " لكن انتقامك لم يكن ينقصه " شكرا , مع انني نادرا ما اهتم بهذا النوع من تصفية الحسابات , افضل ان اعيش في عالم خيالية صاف " وانا ؟ سألها فجأة بأبتسامة خفيفة " هل سأعرف نفسي ذات يوم من احدى رواياتك ؟ فتأملته ولمعت عيونها بمكر "لما لا؟ بإمكانك ان تكون بطلآ مناسبآ» . " بهذه الحالة , أفضل أن العب دورأ شريرآ. هذا أكثر إثارة ". " انت محق " ، فالكاتب يمل احيانآ من الشخصيات الطيبة !" " إذآ، اتفقنا؟ سأكون امرأ غير شريف ؟". " اتفقنا!" وضحكا معأ وفكرت بريانا بانقباض صغير في قلبها بإنها لم يسبق لها أن احست بهذا القرب مع أحد ما من قبل وحتى الآن » لم يكونا قد تكلما سوى عنها وعن نشاطاتها الأدبية اقترب خادم ووضع امامهما الطبق الذي طلباه ، لحم العجل المشوي وطبقين من سلطة الخضار. وسرا الإثنان باختيارهما لهذا الطعام ، »بانتظار وصول الحلوى، تلفتت بريانا حولها، هذا المكان يعجبها كثيرآ. . «انت صامتة ، فجأة . . . " قال لها رايدر «انا اتمتع بلحظات الهدوء هذه ". "هل اضجرتك بأسئلتي ؟ «لا, ابدآ! انا سعيدة فقط لأن ~جولتي اوشكت على نهايتها" . "هل ستكون دالاس آخر مرحلة فيها؟» "انهم بانتظاري في سان انطونيو . فانتفض رايدر وتأملها بنظرات غريبة " هناك انا اسكن " همس وأمسك يدها "أوه , حقآ؟" سألته متلعثمة واخذ قلبها يدق بسرعة "و. . . هل انت متزوج ؟ »حاولت من خلال سؤالها ان لا تظهر فضولها. " انا مطلق " . احست بريانا فجأة بكره لتلك الإمرأة التي شاركت حياة رايدر كنترل فترة من الزمن . يا الهي» ماذا يحصل لي؟ انا اعرف هذا الرجل منذ ساعات قليلة فقط " أأنت هنا من اجل العمل ؟ سألته وهي تحاول إخفاء ارتباكها. ´ "نعم تقريبأ» سأعود بعد يومين أو ثلاثة على الأكثر" ثم مكث لحظة ، وأضاف بصوت عذب "ماذا ستفعلين بعد ظهر هذا اليوم ؟» . "سأتابع توقيع كتابي" . " اين ؟ ""في مركز تجاري في طرف المدينة » «بهذه الحالة » اسمحي لي أن اوصلك » لا تقلقي سأعيدك بعد ذلك إلى فندقك ، اين تنزلين ؟ ". "في الشيراتون . "" رائع ! إذا اتفقنا؟>< «نعم . . . اجابته بصوت منخفض وخشيت أن يفهم جوابها بطريقة خاطئة . ولكن ماذا يهم ؟ الآن ، امنيتها الوحيدة آن لا تترك رايدر. لشدة انفعالاتهما، لم ينهيا طبق الحلوى، ونهضا ليخرجا وعندما وضع رايدر يده حول كتفيها ليرشدها نحو الباب . ارتبكت بريانا كثيرآ وخافت أن تتعثر. هذه اليد الناعمة الدافئة أكثر احراقآ من أية شعلة . . . في الشارع ، احست فجآة بالذهول «يا إلهي ماذا يحصل لي؟ أنا لا اعرف نفسي. . ." فكرت بقلق فهي لم تكن معتادة على اللحاق بأول رجل تتعرف عليه » ماذا تعرف هي عن هذا الرجل ؟ لا تعرف شيئآ باستثناء أنه يجذبها بقوة كبيرة . . "أوه ، توقفي عن طرح الأسئلة .ا" أنبت بريانا نفسها بصمت ، "لمرة واحدة في حياتك » ألا يمكنك ان تكوني أكثر بساطة لبي نداء رغبتك ، استغلي هذه اللحظات دون أن تفكري بالغد. . . عندما فتح رايدر لها باب سيارته دخلتها بدون أي تردد" فلتذهب المخاوف والحذر إلى الجحيم ! اليوم ! هي ترغب بأن تكون مجنونة ، بأن تعيش ! في رواياتها هي تخلق دائمآ فتيات متحررات » لا يبالين بالتقاليد . فلماذا لا تفعل مثلهن » لماذا لا تسمح لنفسها بمغامرة يدق لها قلبها بعنف ؟ . >انت مستعدة ؟" سألها رايدر قبل أن يدير. محرك سيارته >نعم " اجابته بمرح . ظل رايدر إلى جانبها طوال جلسة التوقيعات . يراقب باهتمام كبير القارئات اللواتي جئن لتهنئة كاتبتهم المفضلة ويتمع باهتمام أكبر لأجوبة بريانا على أسئلتهن . في نهاية فترة بعد الظهر، شكرت صاحبة المكتبة الكاتبة الشابة بحرارة كبيرة . "متى تعتقدين أنك ستنشرين روايتك القادمة ؟» سألتها صاحبة المكتبة سمعت أنها ستصدر في نهاية شهر حزيران » أليس كذلك ؟ . "بالفعل أنه التاريخ المحدد اصبحت على وشك الأنتهاء منها . . ." " هذا أفضل ! سأقول ذلك لزبائني الذين سيكونون سعداء ، لديك الكثير من المعجبين في مدينتنا آنسة سان كلير! " كانت صاحبة المكتبة تنظر كثيرآ بطرف عينها الى رايدر الذي ابتعد وفضل أن ينتظر بريانا أمام الباب . يبدو انها كانت تتساءل من هو هذا الرجل الفاتن » واي دور يلعب في حياة كاتبة الروايات العاطفية هذه لم ترغب بريانا بتعريفهما على بعض » فمدت يدها نحو محدثتها ثم ودعتها وانضمت إلى رايدر في الخارج . وعندما وصلا إلى السيارة » جلست بريانا أسندت رأسها الى الخلف واغمضت عيونها . الإبتسام الدائم والظهور بشكل لائق مع عشرات الناس ولمدة ساعات طويلة كان هذا عملا شاقآ بالنسبة لها"ألا يزال لديك عدد كبير من هذه الأعمال ؟» سألها" رايدر بلطف . «بالنسبة لدالاس ، كانت هذه الأخيرة لحسن الحظ . ولكن في سان انطونيو ستكون بانتظاري جولتان للتوقيعات " . «انت متعبة جدآ . عندما تنهي جولتك اتفكرين بمنح نفسك فترة من الراحة أم تفضلين العودة إلى منزلك للإنغماس برواياتك الجديدة ؟" . التفتت بريانا نحوه »» وعيونها نصف مقفلة ، «تأملته وهي تفكر. "أنوي البقاء قليلآ للراحة في سان انطونيو. . . »< . لم يبد رايدر أي تعليق ولكن البريق الساخر الذي لمع في عيونه كان غريبآ. بماذا يفكر؟ ايعتقد انها قررت البقاء في سان انطونيو أيامآ قليلة فقط لأنه يقيم في هذه المدينة ؟ . "" يجب آن اقوم ببعض الأبحاث " حددت كلامها بسرعة " فارتسمت ابتسامة على شفتي رايدر "الخبيث ! " فكرت بريانا بغضب "ألانني كاتبة قصص عاطفية يعتبرني إمرأة مغامرة أبحث عن المشاعر القوية لكي اغذي بها وحيي.) أهو رجل كغيره من الرجال الذين التقيت بهم في حياتي؟. "أهي أبحاث من أجل كتابك القادم ؟" سألها رايدر أخيرا ." كان صوته عذبأ لدرجة أن غضب بريانا تبددبسرعة . قد تكون أخطأت فى تفسير نواياه . على كل حال قلما يهمها ذلك . ألم تقرر أن تتبع غريزتها دون طرح أسئلة لا اهمية لها؟ "نعم . . . »" "ما هو موضوع الكتاب ؟» ." "" للحقيقة حتى الآن انا نفسي لا اعلم >الاتريدين أخباري؟» سألها ضاحكا اتخافين أن أسرق فكرتك ؟" "" لا بالتأكيد! من الصعب علي آن اتكلم عن رواية قبل أن أضع لها تصميما محددا ". انا بحاجة أولا لبعض الدرس والتوثيق . . . " . "" الدرس والتوثيق ؟" سألها مندهشأ "طبعآ! هل نسيت آن رواياتي تدور بإطار تاريخي؟ أنا لا اخترع شيئآ تصور! بعد أن اختار العصر، احتاج للاستعلام عن طريقة حياة الناس عاداتهم وأطعمتهم وأفكارهم وأهوائهم . . . باختصار، آحاول ان اتصور كل العناصر التي تؤلف وجودهم » . "وبعد ذلك ، تبدأين بالكتابة "." "تمامآ" "كم تستغرقين في كتابة الرواية ؟» "احيانآ سنة كاملة "" "حقآ؟<» سألها بدهشة أكبر "يقال بأن بعض الكتاب ينهون كتابآ في اسابيع قليلة » عندئذ. عادت بريانا لطبيعتها الحذرة "إذا كنت تريد لصداقتنا أن تستمر، فارجوك أن لا تمزح بيني وبين الأخرين ! أنا لست متاجرة بالأدب لكنني أحاول ان امنح قرائي بعض الفرح . وهذا يتطلب طاقة كبيرة وساعات طويلة اقضيها أمام اوراقي البيضاء" . ضحك رايدر "" حسنآ، يا له من حماس فني.ا أعدك بأن لا اقارنك ابدآ مع أي كان . . . " ثم تأملها بمرح وأضاف ؟ "على كل حال ، أنا اشك بأن هذا ممكن . من المحتمل ان لا يكون هناك شخص آخر يشبهك على هذا الكوكب » "شكرآ. . . بالتأكيد لا يوجد» "لا يمكن القول انك تنقصك الثقة بالنفس ." اجابها ممازحآ" "" انا لست واثقة جدأ من نفسي كما يظهر" اعترفت مبتسمة "بكل بساطة جهل الناس حول مهنة الرومنس تشعرني احيانا بالغضب " فأمسك يدها من جديد وقبل أطراف أصابعها بحنان دون أن يرفع نظره عن الطريق " اعذريني . . . . وعندما لم تجبه , وكانت مرتبكة جدآ لدرجة عدم تمكنها من النطق ، فأضاف بصوته العذب الهادىء «هل انت مستعجلة على العودة إلى فندقك ؟" "لا. . . " اجابته متلعثمة وهي تحاول ان تتمالك دقات قلبها. . " إذا، انا اقترح عليك أن نقوم بنزهة صغيرة في السيارة ، فأنا اعرف مكانا جميلآ، ليس بعيدأ عن هنا "يبدو لي أن هذه فكرة جيدة !» اجابته بعد أن جمعت بعض قوتها فلمعت عيون رايدر من جديد. . . خلال الطريق استرخت بريانا وقد هدهدها هدير المحرك وشعرت بأنها تطير على غيمة تسبح في الفضاء إلى جانب رجل صامت وحنون . كانت تشعر بأنها بأفضل حال ولدرجة أنها لم تتحرك عندما أوقف رايدر السيارة لم تكن ترغب بقطع سحر هذه اللحظات . . . "استيقظي، أيتها الأميرة النائمة . . . ءهمس رايدر "لقد وصلنا. . . ". وداعب خدها بلطف » وعندما فتحت عينيها، لاحظت أنه اقترب منها وينظر إليها نظرات عميقة "أين نحن ؟"." "" وهل هذا مهم ؟» سألها مبتسمأ "لا. . . " اجابته بصدق لم يجبها رايدر، واكتفى بتأمل وجه رفيقته الجميل وعيونها الرائعة ولونها الاخضر المشع وجبينها المرتفع ، وانفها الصغير المستقيم ، وشفاهها المرسومة برقة بالغة وعندما انحنى نحوها» احست بريانا بان قلبها سيتوقف عن النبض كانت تنتظر هذه اللحظة منذ أول النهار وتخطى ذلك كل أحلامها واكثرها جنونأ، لم يسبق لقبلة أن جعلتها تنهار بهذا الشكل . وهذا وكأن جسد رايدر وجسدها قد خلقا الواحد من أجل الآخر عندما ابتعد عنها كانت عيونه تلمع ببريق عميق " هل انفعل أيضأ بشكل تام مثلها؟ فجأة اضاء وجهه من جديد " عندما افكر انني اصطحبك الى هنا كي تسترخي قليلا امتنت له بريانا لأنه تكلم بمرح وبدد الارتباك الذي يسود بينهما " واذا قلت لك انني اشعر بالأسترخاء ؟ اجابته بدلال " انا لا اصدقك تأثرت بريانا باندفاع لايقاوم فداعبت شعره الأسود بحنان " انت محق رايدر " اعترفت بصوت مرتجف فامسك يدها ورفعها الى شفتيه " اهكذا يفعل ابطال رواياتك ؟ همس وهو يقبل بشفتيه الحارتين راحة يدها " نعم اجابته وتنهدت " ولكن الم تكن تريد ان تلعب دور الشرير ؟ أضافت ممازحة " بالفعل " اجابها بابتسامتة الصغيرة الساخرة " ومع ذلك لا يخلو الأشرار الذين من نوعي من الأحاسيس مثلا , رغم سوداوية روحهم , الا يمكنهم ان يرغبوا بالبطلة بصدق ؟ فتأملته بدهشة واحست بأن كلام رايدر له معنى آخر , وكأنه يريد ارغامها بلهجة المزاح ان تفهم شيئا " انت رومنسية " أضاف بحدة مفاجئة " انت لاتجهلين اذا انه هناك عدة انواع من الأبطال , ملائكة وشياطين , واحيانا من الصعب جدا التمييز بينهم لم تجبه بريانا واكتفت بأن هزت رأسها موافقة حسنأ. " قال لها مبتسمآ " ما رآيك لو نخرج من هذه السيارة ؟ انظري خلف هذه الأشجار يقع فندق قديم ورائع . أنه أحد الأمكنة السياحية في دالاس ، انا متأكد أنه سيعجبك , هل انت جائعة ؟»<. " ابدآ" اجابته وهي تنزل من السيارة «لا تقل لي أنك تفكر بالطعام بعد الغداء الذي تناولناه !». "" ولكن بلى! انا لم يكتمل نموي بعد تصوري!.». "وكم عمرك يا صغيري؟» سألته ممازحة . "انا في السابعة والثلاثين . هل أبدو مسنا ؟. للحقيقة ، كان يربكها بأسئلته وبتغير لجهته السريع المفاجىء. "حسنا بالنسبة لماذا؟»." "كي الاحق فتاة مثلك . . ."." استحسنت بريانا هذه اللعبة فارادت ان ترد له المزاح . "" كل شيء يتوقف على ما تفعله بها عندما تمسكها !». "أشياء مرعبة طبعآ» اجابها بمكر. فقهقهت ضاحكة وتبعته في الممر المؤدي الى بناء كبير رائع في هندسته . في الداخل كان يسود جو لطيف اعجب بريانا فورآ. كانت تعبد الماضي والتراث . وديكور الصالة الكبيرة لم يكن قد احدث فيه أي تغيير منذ القرن الماضي، السقف المرتفع الذي تتدلى منه ثريات ضخمة , اللوحات القديمة الحية التي تزين الجدران . " هل اعجبك هذا المكان ؟» سألها رايدر وهو يقودها الى طاولة مغطاة بشرشف ناصع البياض . " انه رائع " اجابته بابتسامة مشرقة قدم لها كرسيا , وجلس قبالتها " يبدو ان غرف هذا الفندق رائعة " قال لها فجأة " لا يمكنك ان تغادري تكساس دون ان تنامي فيه ولو لليلة واحدة على الأقل "