الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
----------------- الكاتبة : آن ميثر ----------------- -------- الملخص -------- منذ صغرها كانت صوفي صديقة لروبرت، شقيقها بالتبني، وللأسف اصر والداهما على ابعادهما ووجدا ان ارتباطهما مستحيل وهكذا شجعا الشاب على الزواج من فتاة اخرى وارتاحا لرحيل صوفي الى اليونان. هل ستتمكن المسافات من التغلب على عواطفهما؟ من ينتصر، الحب أم العقل؟ . ------------ الفصل الأول ------------ بدأت صوفي تجد الوقت طويلا في هذا القطار المزدحم، وكانت تقف في الممر لأنها لم تستطع ان تحجز مكاناً قبل الانطلاق، إلا أنها كانت سعيدة جداً بالعودة الى المنزل لدرجة انها لم تعد تهتم براحتها حالياً، ان ومع رجلين عرضا عليها مكانهما بأدب إلا انها رفضت بابتسامة خفيفة، حتى وهي ترتدي تنورة المدرسة المكسرة وقميصها الازرق، كانت تشعر انها اصبحت امرأة مثيرة، ونظرات الرجال تشعرها بالراحة . وحاول شابان جنديان ان يثرثرا معها، لكن صوفي كانت فرحة جداً بلقائها مع روبرت ولا ترغب بقطع احلامها كي تثرثر معهما كم اشتاقت اليه خلال هذه الثمانية عشرة شهراً من الفراق لم تنس ابدأ كيف ضمها بين ذراعيه وقبلها آخر مرة . ... واخيراً سيلتقيان، طالما ان روبرت يقضي اجازته في المنزل. لقد علمت بذلك من رسالة والدها الاخيرة، سيمون سيكون هناك ايضاً، لكن صوفي كانت دائماً تفضل الشقيق الاكبر روبرت جذاب جداً! وهي تشعر بالراحة معه كان دائماً يظهر لها محبة واهتمام، ولقد علمها ركوب الخيل ولعب التنس والسباحة وفي سن مبكرة كلمها عن المساواة وكشف لها عن بعض آماله ومشاريعه المستقبلية، شجعها على المطالعة وحب الموسيقى والشعر، كان هناك اشياء كثيرة تقرب بينهما بمهنته تذكرت وهي تتأمل المناظر الممتدة امامها من نافذة القطار لقاءها الأول معه، ولم تكن صوفي تعرف والدتها التي توفيت وهي تلدها ووالدها كان مشغولاً دائماً كطبيب واستخدم عدة مربيات لرعايتها، فقرر مغادرة لندن لينتقل للعيش في بلدة صغيرة في شمال كوونتث وكانت السيدة لورا ايدريس تدير وحدها فندق كوونتث منذ وفاة زوجها بعد تعرض لحادث سيارة قبل ثلاثة اعوام. وكان لديها ولدان سيمون وروبرت في الثانية عشر والسادسة عشرة من عمرهما. ويتابعان علومهما في مدرسة هير فورد في البلدة المجاورة، تردد الدكتور كميل والد صوفي على زيارتها و اعلان زواجهما لم يفاجيء احدا. كانت صوفي عندها في الرابعة من عمرها فقط وتعلقت كثيراً بوالدتها الجديدة التي كانت لطيفة ومحبة واستطاعت ان تكسب قلب الفتاة الصغيرة. ولم يشكل الصبيان اية مشكلة، وعلى كل حال، كان عمل والدتهما قد اصبح متعباً جداً، ففرحا بايجاد فرح وهدوء منزل عائلي جديد، وأحبا الدكتور كميل كثيراً وتأقلما بسرعة مع الاخت الصغية ودللاها كأميرة صغيرة . اعجبت صوفي على الفور بهذا الاخ الكبير بالتبني كان شعبياً جداً بين اصدقائه ويقوم بنشاطات عديدة، لكنه كان يمنح صوفي كثيراً من وقته لدرجة ان بعض صديقاته كن يغضبن لأنهن يجدن امامهن منافسة صغيرة. بعد عامين ترك رحيله للجامعة فراغاً كبيراً في المنزل. ولم تعد تعد صوفي تراه إلا في الاجازات، بعد انهاء علومه، عاد للمنطقة وعمل في شركة صيانة في هير فورد. وعندما اصبحت في الثانية عشرة من عمرها اصبحت تشعر بانقباض في قلبها كلما تركها وخرج مع إحدى صديقاته . وجن جنونها عندما قرر والدها ارسالها الى مدرسة داخلية لمتابعة علومها ان فكرة عدم رؤيتها لروبرت كانت تخيفها. ماذا لو تزوج في غيابها؟ لكن والديها لم يهتما بتوسلاتها، حتى روبرت رفض ان يكون سنداً لها ،فرحلت وقضت الفصل الاول بكآبة كبيرة، ولكن شيئاً فشيئاً اعتادت على حياتها الجديدة، وقررت ان تنجح كي تعود الى كوونتث باقرب وقت ممكن. خلال هذا الوقت تابع روبرت نجاحه في مهنته، ثم عرضوا عليه العمل في فرع للشركة في لندن، وهكذا انتقل للسكن في العاصمة، ثم وقع عقدا للعمل في افريقيا الوسطى.. حزنت صوفي كثيراً، وكانت تقضي اجازاتها وحيدة كتيبة، حتى انها كانت ترفض الخروج مع سيمون واصدقائه قلق والداها كثيرا عليها، لكنها اخفت عنهما سبب همومها . نجحت صوفي في دراستها، وهنأها روبرت في عيد ميلادها الخامس عشر، وفي هذا العيد العائلي قبلها وكان والدها قد اقام هذه الحفلة كي يسعدها، لكنه لم يكن يعلم ان وجود روبرت وحده كان كافياً لأسعادها، وقد دعا والدها صديقين له مع عائلتيهما وكان بين الأولاد فتاة في السادسة عشرة من عمرها واربعة اولاد صغار وشاب في الثامنة عشرة من عمره، لكنه لا يقارن باخويها، وقد اصبح سیمون شقيقها بالتبني الاصغير مدرساً في مدرسة كوونتث . احست صوفي بالكر، الشديد نحو ايما الجميلة الانيقة للاحتفال لأنها كانت لا تبعد نظرها عن روبرت. وفي عيد رأس السنة، دعا آل كميل بعض الاصدقاء معهم بالعيد، ولهذه المناسبة، ارتدت صوفي اول ثوب طويل تلقته هدية من والديها، ووضعت بعض الماكياج على وجهها وعندما خرجت من غرفتها ابدى روبرت اعجابا كبيرا بها فدق قلبها بسرعة ولكنه عاد فجأة للنظر اليها كالأخ الأكبر واطرى على جمالها ونصحها ان تحذر من محاولات الشبان لاغرائها، ثم انضم الى ايما التي تبدو انها تثيره اكثر . عدة مرات خلال السهرة، لاحظت انه ينظر اليها لكنه لم يدعها ابداً للرقص معه، ولكي تخفي خيبتها، قضت معظم الوقت مع سيمون لدرجة انها اثارت غيظ فيكي باج ابنة احد التجار في البلدة، بعد قليـل لاحـظـت صـوفـي اختفاء ،روبرت فبحثت بنظراتها فوراً عن ايما وشعرت براحة كبيرة عندما رأتها ترقص مع هارولد فينابل، اقتربت السيدة لورا منها وقالت سيمون، كن لطيفاً وراقص فيكي، ألا تراها تشعر بالملل وانت صوفي، ابحثي عن روبرت، لا بد انه في مكتب والده . اسرعت صوفي الى غرفة المكتب، فوجدته جالساً على الكنبة يقرأ مجلة اقتصادية. والدتك تسأل عنك قالت له صوفي ولا ارغب بالعودة الى الصالون اجابها دون ان ينظر اليها . فدخلت واغلقت الباب خلفها . اذهبي صوفي وتسلي انا مرتاح هنا على كل حال سأنام باكراً لأنني يجب ان اعود الى لندن غداً باكراً». انك فظ جداً، احياناً روبرت! تعزل نفسك وكأن رفقتنا لا تعجبك ! لماذا تلعب دور الرجال المتعالين ؟ . وامام ابتسامته الساخرة، اضافت غاضبة حتى انك لم تدعني للرقص! . لم يكن ينقصك رفيق من سنك ..