الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الرغبة و الخوف

الملخص
------------
ألقت “هنه” برأسها على كتف “سام” وكأنها اعتادت ذلك مئات المرات، وأحست بنبض قلبها وهو يكلمها عن قوته وإخلاصه، عن آلامه وسروره، عن رغباته وكنوزه ومع أن “هنه” لا تؤمن بالحب من أول نظرة، فقد تبينت أن هذا الرجل استولى على جزء منها، جزء لم تكن هي نفسها تدري به. في مزرعة “باكينون” قضت “هنه” ومساعدتها “كلويه” أطيب الأوقات، لكن إصابتها بالصمم كانت حائلاً بينها فهو محترق بين كرامته ورغبته، وأخيراً دفن رأسه في شعرها المعطر الطويل وهو يدغدغ صدرها وراح في حلم بعيد لا يملك أن يبعدها عن ذهنه.
--------------
الفصل الأول
--------------
أوشك شهر أبريل على الانتهاء، نحن في ساعة متأخرة من الليل . ولكن يبدو أن أحدا لا يبالي فإن نادي "فلاينز وهو الأشهر على شاطئ البحر ما زال يعج بجمع مرح لاه الموسيقى صاخبة عالية تهتز لها الجدران والراقصون على الحلبة المطلة على المحيط يتمايلون جنبا إلى جنب وبهدوء ، ومن الشرفة الدائرية التي تعلو القاعة الكبيرة يسقط منديل من ورق وهو يرسم دوائر في الهواء على مائدة " هنه الكسندر بالقرب من يدها
رفعت السيدة الشابة رأسها فنظرت رجلا ينفرسهاوهو متكئ على درابزين الدرج المعدني وبين أصابعه كوب شراب ، وتلاقت الأعين وكأنها على ميعاد من زمن بعيد هي لم تتحدث أبدا إلى هذا الرجل ولكن وجهه يبدو لها مألوفاً وهو قمحي اللون مائل للسمسرة ، وقد نجحت نظراته وعيناه في التلطيف من قوة وجرأة ملامحه ، شاربه لم يجعله جميلا ولكن
شيئا ما جذبه إليها ، هذه الجاذبية التي لم تدر لها تفسيراً وكان به شيئا ما ساخرا وخطيرا للغاية أحبت "هنه" فيه أيضا هيئته . على كل فإن دراسة الهيئة والزوايا والأشكال هي شغلها الشاغل وقد أقلقها تخمينها ، كان يبدو قويا واثقا بقدرته ولكن انحناء كتفيه يدل على أن قوته الحقيقية تكمن في عقله وليست في عضلاته كانت "هنه" نعشق مراقبة الناس ودراستهم وكان لها حاسة سادسة بها تكتشف الشخصية الحقيقية لكل منهم
وبدا لها هذا الرجل وكأنه يريد أن يكون كتابا مفتوحا لها وكأنه لا يجد مشقة في إيجاد أصدقاء له فهو محاط بمجموعة صاخبة ، ومع ذلك فنظراته لم تبرح عينيها - " أنت تلهو ، همسها في أذنه أخوه "تريفور ماكينون وهو ینگی بجواره علی درابزين السلم - نعم إني ألهو في سكون كأني ثمل للغاية . . - أرى ذلك فإن الرادار نشط ... من هي المستهدفة » الجميلة السمراء التي بأسفل ؟
هز سام رأسه موافقة هو يراقبها منذ لحظة . إنها فتاة رائعة هي لا تهمل أنملة مما يدور حولها ، فهي تبدو كمن تحكم على الحفل دون أن تشارك فيه حقيقة ، لماذا لا ترقص » يا إلهي ! كم هي جميلة !! قال "تريفور - أنت على حق " لا بأس بها . أما صديقتها فمزعجة . نصرف وحدك لم ينتبه سام" إلى كلام "تريفور . هما أخوان ويعملان معا مئات الأشياء تقربهما لبعضهما إلا النساء .
كان "سام" يريد أن يكون وحيدا ، فهو يريد أن ينظر هذه الفتاة ويتأملها لاأكثر ، فهي غير عادية وتعلقت به نظراتها وكأنها مسلوبة الإرادة . عادة هي لا تحب الرضوخ ولكن هنا شيئا ما يجبرها أن تدير رأسها . إنه نداء لطيف جدا وملح ينتهي بـ"لو سمحت" رقيقة جدا . فهذا البريق المثير الذي
لمحته في عينيه عندما ابتسم لها أخيرا جعلها تمسك أنفاسها ، وأشار لها بيده كمن يريد أن يقول لها شيئا فتلفتت "هنه حولها ولم يلحظ أحد شيئا وأجابت هي إشارته دون أن تفهم ما يريد وأخذ هو يربت كوبه وعيناه مغلقتان على شيء على منضدتها، نظرت ولمحت المنديل الورقي ، فأخذت نعبث به وتدعكه في يديها ثم تقلبه . كان مكتوبا عليه بخط جميل : "أنت رائعة ، رفعت عينيها ذاهلة - فنظر إليها مبتسما وتأكدت مجددا أنها تعرف هذا الوجه وتزاحـمت الأفكار في رأس "هنه ، ولكن بدلا من أن ترضخ للأحاسيس التي بدأت تجتاحها فقد قررت أن تمسك عنها . يالها من غبية !
قد يكون هذا الرجل من الباحثين عن الغانيات وقد يكون الأمر في نصف الكرة الشمالي وهذا الإطراء هو إحـدى حيله عند الضرورة نظرت إليه من جديد وهذه المدة كالفاهمة للعبة وأنها ليست لديها النية للمشاركة فيها ، وشكرته بحركة من رأسها واستدارت إلى رفيقتها في الحقيقة لم تكن كلويه رفيقة بل أسوأ ، كانت عاشقة ولبست هنه ضد فكرة العشق ولكنها كانت عاشقة متعبة ولم تعرف "هنه أبدأ أن تقلد الأخريات ، فقد ورثت عن أمها أن تأخذ الطريق المضاد للمطلوب وأن تتشبث به ، ولم يكن هذا هو الحال مع كلويه فهذه عاشقة وتصر على أن تكرر لها ذلك مرتين في الشهر تقريبا وتفكرت "هنه" وهي تتفحص وجه "كلويه" ، هذا الوجه الهادئ المزين بالنمش وهاتان العينان اللتان وسعنا بسبب تعلقهما بهذا الموسيقي الذي يتوسط الحلبة . وهو يبدو نائها في عالم خاص به ، يحلق في سماء ليست هي بها، وفجأة لمحته يغمز بعينه إلى أحد ما على حلبة الرقص
هذه الحركة المبهمة أزعجت "هنه" ، فهي قد أتت إلى هذه الحمامات قبل وفود المصطافين للاسترخاء ولم يكن في خططها أن تتحمل دلع صديقة مريضة بالحب ، وتنهدت وهي تنظر إلى الشابة الجالسة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع