الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

مكالمات منتصف الليل

-------------- الغلاف الخلفي -------------- ارتعدت الشابة ، لقد كان الوقت متأخرا ولم تكن تتوقع زوارا . اتجهت عفويا إلى المطبخ لكنها لم تجرؤ على الإمساك بسكين الخبز الكبير . وبتواضع أكثر أمسكت بطاسة القلي وراحت تختبئ وراء الباب .. -------------- الغلاف الأمامي -------------- تحكي هذه الرواية العاطفية قصة حب نشأت منذ الصغر بين بطلي الرواية كيلي فلين وجيد برانان ذلك الأخير الذي تضطره ظروف عمل جده إلى السفر في رحلة حول العالم وترك حبيبة قلبه مدة سبع سنوات يعود بعدها ليصبح الوريث الوحيد لكل ممتلكات جده الحنون الذي كان يراعي حبيبته في غيابه.. تشعر كيلي بان كرامتها قد جرحت بتركه لها، فتحاول أن تبعده وترفض الزواج به لكن تذهب محاولاتها أدراج الرياح وبخاصة عندما تخضع لتهديدات مرعبة من شخص يسمم حياتها، ويجعلها هذا التهديد في حاجة أكثر إلى وجود جيد بجوارها . ما حكاية هذه التهديدات ؟ وما الذي ستنتهي إليه ؟ وكيف ستصير علاقتها بـ "جيد هل ستتزوجه ؟ أم ستنجح في إقناعه بان زواجهما لن ينجح ؟ مع متابعة هذه الأحداث الممتعة التي تجمع بين رومانسية الحب والمواقف المخيفة ستعرف - عزيزي القارىء - القصة كاملة ------------ الفصل الأول ------------ في نهاية ممشى الحديقة الكبيرة. ظهر المنزل الواسع، وتتابعت الذكريات في عقل كيلي فلين ، ودون أن تشعر انعقدت أصابعها على المقود . وبعد لحظات أوقفت محرك السيارة التي وقفت أمام واجهة المنزل البيضاء. ذلك المنزل الكبير الذي شيد على طراز منزل الملكة فيكتوريا" ، ملكة إنجلترا . لم تستطع كيلي أن تفتح باب سيارتها الكابريوليه على الفور. لكنها بقيت بضع لحظات في السيارة قبل أن تستطيع التحرك . كانت تشعر بانها غير مستعدة لمواجهة هذا الماضي الذي تعرف أنه سيظهر بمجرد أن تطأ قدمها عنبة هذا المنزل الذي كان جزءا من حياتها . عندما قررت الفتاة الشابة أن تهبط من سيارتها الحمراء ، رفعت عينيها ببطء ناحية المنزل : لم يتغير أي شيء .. ستائر الغرفة الأرضية مازال قماشها الدانتيل يتطاير مع الهواء من النوافذ المفتوحة . الاجنحة المطلية بالميناء كانت تلمع في شمس الصيف كما لو كانت قد جفت لتوها. وأمام باب الدخول امتدت مساحة شاسعة من العشب مثل سجادة كبيرة شديدة الخضرة. تقدمت كيلي أخيرا ناحية درج المدخل . قرعت مطرقة الباب البرنزية الثقيلة وترنحت عندما سمعت صدمة المعدن على الباب الخشبي الصفاق . ادركت وقتها ، أن هذه الضجة المميزة التي أحدثتها المطرقة ، والتي كانت تعتقد أنها قد نسيتها ، داعبت أحلامها كثيرا بشكل خفي بينما كانت تتنفس بعمق كما لو كانت تشجع نفسها ، لم تلمح أحدا بالداخل فكرت لحظة أن تنصرف . كانت ستقول : إنها قد جاءت ، ولم نجد أحدا بالمنزل فانصرفت . هزت السيدة كتفيها كما لو كانت تسخر من نفسها ثم رفعت اليد المعدنية مرة أخرى ورن صوت الاصطدام في سلم المنزل . عملت كيلي كل ما بوسعها كي تسيطر على نفسها ، وبالرغم من ذلك كانت شفتاها ترتعشان عندما سمعت خطوات في الرواق السيدة العجوز التي فتحت لها الباب كانت مربية أفراد عائلة كيرنا جان - برانان منذ قديم الزمن . قالت كيلي في نفسها وهي تبتسم . إنها لم تتغير بعد تمتمت السيدة العجوز وهي تدعوها إلى الدخول : - أنسة "كيلي . لقد مر وقت طويل .... إني سعيدة جدا لرؤيتك ثانية. لم تستطع كيلي أن تنطق بكلمة . حتى الزمتها ابتسامة دورثي التي أغلقت الباب بالكلام . تمتمت أخيرا بصوت منخفض: - صباح الخير ، لقد اتيت لأرى قالت "دورثي قبل أن تنهي كيلي جملتها بالتاكيد ، "جيد" ينتظرك في مكتب جده ثم قالت وقد بدا عليها الحزن : - يجب علي أن أقول مكتبه هو الآن . لكنك تعرفين بعد سنوات عديدة تبعت كيلي دورثي على السلم الذي مازال يحتفظ برائحة الورنيش المختلط بالليمون. أحست كيلي بالدموع تملأ عينيها بينما كانت خطواتها تتقدم على الدرجات الخشبية . أصغر شيء . أصغر صورة ، أصغر ركن في هذا المنزل كان يثير ذكرياتها عزمت على الا تظهر شيئا لمرشدتها التي قالت لها . على آخر درجات السلم تعرفين الطريق يا أنسة كيلي . إذا سمحت ، سأتركك واذهب لأني كنت استعد لوضع الخبز في الفرن عندما وصلت..... تذكرت كيلي طعم الخبز الساخن الذي كانت رائحته تملا المطبخ القديم بعد الظهر. وسالتها : أمازلت تصنعين هذا الخبز ؟ - بالتأكيد ، ولماذا نغير الأشياء التي تسعدنا ؟ إن جيد يعشق خبزي دائما ، وأنا أحب أن أرى يدي في الدقيق . ابتسمت دورثي بحنان. وإن لم تكن كيلي قد تماسكت ، كانت ستضمها بين ذراعيها وتقبلها تابعت المربية : - نسيت أن أقول لك: إن "جوان" قدمت استقالتها بعد وفاة السيد كيرناجان. وكان على جيد أن يعين سكرتيرة جديدة . سترين أنها رائعة تجمدت ابتسامة كيلي عندما اقتربت من مكتب رب المنزل كانت السكرتيرة الرائعة . في الحقيقة، فتاة جميلة ذات عينين زرقاوين ، وكانت جالسة خلف مكتب ، بدأ كبيرا عليها قالت بلهجة مرحة : - صباح الخير، لابد أنك كيلي فلين . اسمي ديان جران السكرتيرة الجديدة لـ"جيد" . أنا سعيدة لمعرفتك ، لقد سمعت عنك كثيرا من الغريب أننا لم نلتق قط في مدينة صغيرة مثل ترافيرس سيتي ومن جهة أخرى فقد أصبحت مشهورة منذ أن امتلكت معرض سمين : إني أعشق عملك ، في مفترق الطرق بين فن زخرفة الزجاج وفن الرسم هل تشعرين بأنك رسامة أكثر أم أستاذة في زخرفة الزجاج ؟ انفعلت كيلي بشلال الكلمات الذي كان يندفع من فم ديان" كما لو كان من المستحيل أن يوقفها شيء . تمتمت ببعض الكلمات عوضا عن الرد ، لكن ديان عادت تثرثر : على أية حال، فالفرصة ستسنح لنا بالتاكيد كي نلتقي ونتحدث في هذا الموضوع . بعد كل شيء ، لقد اتيت الرؤية جيد. اليس كذلك ؟ ضحكت ضحكة صافية صغيرة لايستطيع المرء أن يعرف منها ما إذا كانت ثائرة الأعصاب أم لا . فتحت "ديان باب مكتب جيد وقالت بلهجة وقحة تماما : جيد، لقد وصلت كيلي تساعت كيلي ما إذا كانت السكرتيرة تعمدت الحديث عن فرصة اخرى لرؤيتها ، هل وثق بها جيد؟ وماذا يدور في رأسه ؟ عندما انغلق الباب وراء كيلي أحست على الفور بأن القلق يتملكها . فكرت حتى إنها ليست بحالة جيدة، لكن إرادتها القوية دفعتها إلى التقدم ناحية النافذة التي كان المكتب بالقرب منها . قال جيد ببساطة كما لو كانت رؤيتها قد فاجأته : كيلي ! نبرة هذا الصوت الذي رن في أرجاء الحجرة المطلية بالجص ، أعادت الكثير من الذكريات في عقل كيلي حتى إنها لم تستطع أن تنطق بكلمة . تأملت جيد مازالت عيناه الرمادينان جميلتين كما كانتا دائما، وشعره الذهبي كان يحيط بالوجه - الذي فقد فحسب - علامات الطفولة التي كانت تعرفها ، وجدت كيلي خلف ابتسامة جيد ذلك السحر الذي لايوصف ، لكنها أصبحت الآن ابتسامة رجل ناضج . لقد تغير جسديا أيضا : جذعه الذي كان نحيلا من قبل نما الآن بطريقة متناسقة حتى كتفيه المملوءتين بالعضلات . رياح خط الاستواء الشمالي وشمسه أثرنا قليلا في بشرة هذا المغامر البرنزية التي أبرز لونها بلوفره الأزرق قالت كيلي - في عقلها - : ليس هذا عدلا ، كان يمكنني أن أجده عاريا ومكرشا ، وهانا اقابل رجلا لم أر شخصا في وسامته وأجده أكثر وسامة مما كان عندما تركته كان على الفتاة أن تبذل مجهودا كي لاتظهر اضطرابها، فقلبها كان يخفق بشدة بين ضلوعها كما لو كانت قد القت بنفسها في الماء . جلست بسرعة على الأريكة المواجهة لمكتب جيد وقالت بلا اهتمام : - جيد، اعتقد أنك أردت رؤيتي لسبب محدد، أرجوك ادخل في الموضوع مباشرة ابتسم جيد وقال في نفسه : من الواضح أن كيلي لم تتغير إنها دائما مباشرة ومنفعلة . سالها جيد كما لو كان يريد أن يؤجل اللحظة التي يفصح فيها عن سبب هذا اللقاء : - هل ترغبين في بعض القهوة ؟ ردت كيلي : - لا . شكرا كانت الفتاة جالسة تضع إحدى قدميها فوق الأخرى ، على حافة أريكة فخمة من الجلد الأشقر، وواضعة يديها على ركبتيها . كل شيء في كلام كيلي وهيئتها كان يقول : إنها تريد أن تعرف السبب الذي دفع جيد إلى الاتصال بها ، وتريد بعد ذلك الانصراف على الفور دون أن تجلس للثرثرة . صب جيد بعضا من القهوة في قدح ثم قال كي يكسر حدة الصمت الذي بدا مقلقا : إني أشرب الكثير من القهوة ، لا أعرف عدد الأقداح التي شربتها منذ هذا الصباح ردت كيلي بخبث : - إن شرب القهوة ليس رذيلة مرعبة وخصوصا بالنسبة للأيرلنديين إن لديك من الرذائل ماهو أخطر من هذه، أيها العجوز "برانان افلتت منها الكلمة . لقد أصبح جيد برانان" منذ لحظة انفصالهما . عندما أصبح من المستحيل على "كيلى أن تنطق باسمه الأول الذي طالما تمنمت به في أثناء الحب . قطب جيد حاجبيه عندما سمع كلمة برانان" هذه التي ذكرته بالأيام الصعبة التي رحلت فيها كيلي تمتم - لماذا تنادينني هكذا ؟ إنني أحب أن أسمع اسمي من فمك . ولاكون صريحا معك ، أحبك أن تنطقي اسمي لأن شفتيك عندما تنطقان به تتحركان بشكل يربكني حقا . أعرف أنك ستصفين كلامي هذا بالبلاهة التامة : لا أعرف إذا كان هذا بلاهة أم لا . لكني اعتقد أنك لم تحدد معي موعدا لكي تتحدث عن حركة شفتي وانا أنطق هذه الكلمة أو غيرها ... ما الموضوع ؟ - إنك لم تتغيري يا كيلي ، دائما عنيدة . لكني في الحقيقة ، لم اسالك عن أخبار أخيك : لابد أنه بلغ التاسعة عشرة الآن ، هل هو مستمر في دراسة الموسيقى ؟ ردت كيلي بنبرة خانت افتخار الاخت باخيها الأصغر : ميشيل بخير تماما . أشكرك . إنه يعزف الكمان وسيبدا الدراسة في مدرسة جويارد سكول عندما يبدأ العام الدراسي . لكني لم أعرف اهتمامك بـ "ميشيل هذا الذي . - إنه يهمني لأنه اخوك و ليس من السهل دائما تحمل هذه المسؤولية على الأكتاف اطمئن يا برانان إن كتفي صلبتان، وفوق ذلك فإن فلوس التامين سالها جيد: - هل كان لابد أن تبيعي المنزل ؟ لم أعد أستعمله : ومن جهة أخرى كان كبيرا جدا - وبالرغم من ذلك كنت متعلقة به جدا ... لقد عشنا فيه انا وانت سعيدين - إن الحياة تتطلب منا أحيانا أن نأخذ مثل هذه القرارات نطقت كيلي هذه صورة فجاة : كانت تحتضن جذع جيد، لقد كانت بخير وكل مشاكلهما قد تلاشت . طردت الفتاة هذه الفكرة من مخيلتها عندما تابع كلمات وهي تتنهد بحزن وظهرت في عقلها چید لم أسمع أية أخبار عن والديك إلى أن وقعت تلك الحادثة المروعة على الطريق السريع . لم ترغب كيلي في إثارة الماضي. إنها لم تعد فتاة صغيرة ولقد تغيرت كثيرا منذ وفاة والديها اللذين تسبب في موتهما سائق أرعن

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع