الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الليلة الموعودة

الملخص
------------
لم يتوقع كلاهما هذا الشعور الضاغي الذي سرى بكيانهما عندما تصافحا. ظلت أصابعهما ترتعش إثر التيار الذي شعرا به وحدهما. اتفاق غامض لم تصغه الكلمات. وابتسم كلاهما للآخر
-----------
الفصل الأول
-----------
نظرت "ميجن شاي بعين فاحصة إلى مرأة الحمام. لقد أعطت نفسها ساعتين من العناية، شعرها الأحمر الطويل الذي جمعته خلف رأسها يجعلها تبدو سيدة ثائرة. لمسة كريم أخرى يكون العمل قد انتهى. في الغرفة، كان بانتظارها الملابس التي اختارتها لهذه المناسبة في نظام جميل على السرير. خلعت "ميجن" البشكير الياباني لتكشف عن ملابسها الداخلية السوداء وبحرص شديد لبست جوارب من الحرير البني وقميصا من الساتان الأحمر.. أنيقا ومحتشما من الأمام ولكنه عار من الخلف على شكل سبعة من أعلى إلى أسفل. ولتخفي هذه الفتحة المثيرة ارتدت سترة من القطن البني. وكانت اللمسة الأخيرة هي النظارة الكبيرة. هنات "ميجن" نفسها على النتيجة، على ما هي عليه تشبه سيدة أعمال مسافرة في الدرجة الأولى, لكنها عندما تحل شعرها وتتخلص من السترة والنظارة تصبح مثل "بریچیت باردو" في فيلم "وخلق الله المرأة . ارتدت حذاءها "الهافان" الأنيق وتنفست بعمق، ثم خشية أن تنسى شيئا، تأكدت للمرة المائة أن الأسئلة موضوعة بعناية في الحقيبة الجلدية الواسعة، كل شيء بها. نظرت في المرأة بسرعة لتثبت في نفسها الشجاعة، ثم غادرت شقتها الواقعة في "مانهاتن" بخطى فتاة ذاهبة إلى حفل راقص. عاقدة العزم على النجاح في مهمتها. دخل التاكسي الأصفر في الشارع الخامس. شعرت "ميجن بأنها هادئة تماما. هذا الهدوء يعود إلى إيمان عميق بانه مهما حدث لها فسيكون نعمة من عند الله. كانت خططها تخلو من أي ثغرة. لقد درست بعناية نقاط الضعف والقوة، وتوقعت كل صغيرة وكبيرة فاقتنعت "ميجن إذن بمنطقية أفـعـالـهـا التي لا تحـتـمل الشك. وفي المقابل لم تكن تؤمن بالحظ ولا بالمصادفة. بالتأكيد، كانت تفضل أن تعيش قصة حب رومانسية تنتهي بالزواج والأطفال... إلا أن الحياة القاسية لم تترك لها الخيار يوما ما، في إحدى لحظات السعادة التي يمر بها المحبون حلمت بدستة من الأطفال، وبيت تملؤه الضحكات، على شاطئ البحر. وبعد ذلك، قررا أخيرا أن يكون لهما ثلاثة أو أربعة أطفال، وقد عقدا العزم على أن ينفذا ما حلما به بمجرد تخرجهما في الجامعة وتفتح أبواب الحياة أمامهما. هزت "میجن" رأسها بحزن، لقد نظرت دائما إلى موت كارل" على أنه أمر غير عادل. ليس فقط لأنها وجدت صعاب الدنيا ليندمل جرح حزنها عليه، ولكن لأن "كارل" كـان شـابا ذكيا لطيفـا جـدا إلى درجة جعلته يستحق الحياة حتى يوم الحساب بضعة أيام قبل موته، كانت "ميجن" نظن أنهما يملكان العالم في يديهما. لم ينل "كارل" قسطا من الحظ. إذا كانت "میجن" مازالت تحبه فهي في نفس الوقت لم تعد تفكر إلا في المستقبل. بعد عدة سنوات، وقعت في حب "بوب"، شاب رياضي يعيش حياته بكل طاقته. وجدا أشياء كثيرة مشتركة بينهما باستثناء الرغبة في تكوين أسرة حقيقية. في اليوم الذي جاء فيه "بوب ليطلبها للزواج رفضت "ميجن عرضه.. إن أملها في الحياة مع "بوب ليلا ونهارا لم يكن حجة مقنعة تعوضها عن غريزة الأمومة. كان فشلها في حبها هو الذريعة رقم واحد عند "ميجن". الحياة قصيرة. ولا يحصل المرء على ما يريد بإشارة من اليد وليصل إلى أهدافه يجب أن يتحلى بالإرادة وقوة الشخصية التي تعطيه الطاقة اللازمة للتدخل في القدر بدلا من الاستسلام له كالريشة في مهب الريح. إذا انتظر الإنسان الفرص كانتظاره لشروق الشمس في يوم ممطر فهو يخاطر بالانتظار طوال الحياة بدون طائل. فيجب أن يتحرك بشكل إيجابي والا يكتفي بالدعاء إلى الله. من ناحية أخرى تفكر "ميجن" في أن دور الله ليس فقط مساعدة البشر بل في اختبار إرادتهم أيضا بأن يضع الابتلاء في طريقهم من أن لآخر، ويراقب كيف سيتغلبون عليه

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع