الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الأرملة و رجل الأعمال

الكاتبة : جانيت هامبتون
-------------------
الملخص
------------
لم تكن رو في حاجة إلى أن يكون في حياتها رجل، ولم ترغب في أن يكون لها كذلك. لقنها الماضي ما يمكن للحب أن يجلبه من المتاعب. كانت سعيدة بما يكفي في تنمية مشروعها الصغير لإنتاج الأزهار المجففة وفي تعلم كيفية الاستمتاع بالحياة بمفردها. إلا أن نيل ساكستون بدا مصمما على أن يحطم جميع دفاعاتها. أوضح نيل عدم استعداده لتقبل الرفض إجابة عن عرضه شراء أرضها، وبأسلوب أو بآخر أحست رو أن ما يرمي إليه كان أبعد من العقار الذي تمتلكه
--------------
الفصل الأول
--------------
علمت "رو" أن زائرا ما كان بالباب قبل أن يرن حبل الجرس عتيق الطراز مدويا في الشرفة الأمامية الصغيرة ، فقد بدأ "هوارشيو يدمدم من أعماق حلقه فور أن توقفت السيارة بالخارج.. ربما كانت "چين روسيل" قد حضرت لاستلام أزهار "الدلفينيون" التي كانت قد وعدتها بإعدادها ، لو كان الأمر كذلك فسيكون عليها أن تنتظر مدة نصف الساعة لأنها حضرت مبكرة بينما "رو" لم تنته من حزم تلك الأزهار منذ خمس سنوات عندما بدأت لأول مرة زراعة الأزهار والأعشاب
بهدف تجفيفها لم يكن لديها أدنى فكرة عن السرعة التي ستنمو بها صناعتها الصغيرة هذه ولا عن السعادة التي ستجلبها عليها ، لكن وقتئذ منذ خمس سنوات مضت لم تكن تعتقد أنه من الممكن ان تهبها الحياة السعادة مرة أخرى . وكانت مخطئة مع ذلك . ربما لم تكن منعتها من ذلك النوع الذي تتوقعه امرأة شابة في منتصف العشرينات لأنها لم تشمل أيا من الأشياء التي قد يعتبرها بقية العالم من ضروريات السعادة . فلم يكن - على سبيل المثال - في حياتها رجل لا عاشق ولا زوج يشاركها منع الحياة الضئيلة المتاحة وآلامها . لم
يكن لها أطفال ولا أسرة من أي نوع باستثناء "هوراشيو" ، ومع ذلك كانت قائعة بوحدتها - تفضلها بل وترحب بها للأمان الذي تكفله لها. دق الناقوس مرة أخرى وبصبر نافد حزمت "رو" مجموعة أخرى من الأزهار الطويلة المجففة ثم أسرعت فوق الأرضية المكسوة بالبلاط الحجري لسقيفة التجفيف لتغسل يديها في الحوض الحجري العتيق بأحد أركانها
كان بيتها - كوخ الكرمة - ذات يوم جزءا من ممتلكات أكبر منه بكثير حتى أن "كوخ الكرمة" هذا كان مخصصا لإقامة بستاني تلك الضيعة ، ولهذا السبب كان ملحقا به مجموعة منوعة من المباني الإضافية بما فيها سقيفة التجفيف الفسيحة إلى حد مناسب جدا بعروقها الخشبية الثقيلة عتيقة الطراز ، المناسبة جدا لتتدلى منها ازهارها وإلى جوار هذه السقيفة كان هناك حظيرة صغيرة من طابقين ذات علية مكسوة بالألواح الخشبية وجدران حجرية سميكة احتفظت بجفافها حتى في أكثر الأجواء إمطارا
أتاح مدخل الباب بالطابق الأعلى - الذي كان يستعمل يوما ما بمساعدة رافعته الصغيرة لخزن علف الحيوانات لفصل الشتاء - أتاح هذا المدخل الرؤية حتى المنزل الكبير والتلال التي تليه ، كما كان مطلا على حقلها ذي الفدادين العشرة وقد بدا باقتراب نهاية الصيف كتلة مبهجة من صف بعد صف من الألوان الشيقة بتفتح أزهارها كانت قد بدأت تقترب من الفترة الأكثر حرجا من ذلك العام المزدحم بالعمل . نهاية صيف جاف وخريف مبكر يعنيان أن بوسعها أن تقطف
أزهارها في أوجها - بينما أن الطقس العاصف الممطر يعني القضاء على الأزهار الرقيقة ويعني كذلك ضياع مجهود موسم بأكمله عوى "هوراشيو عند الباب عندما اتجهت إليه عنى وقد كان كلبا كبير الحجم غير معلوم السلالة على وجه التحديد . كانت "رو" قد عثرت عليه على قيد حوالي الكيلو متر إلى خارج القرية منذ ثلاث سنوات في فصل الشتاء ، ولم يمكنها الاهتداء إلى أصحابه حينذاك ، ومن ثم تبنته - أو تبناها بمعنى اصح - كما قالت لنفسها بأسى عندما تبعها إلى داخل المنزل
بدا كوخ الكرمة بنوافذه الصغيرة المقسمة معتما رطبا بعد حرارة الشمس بالخارج . كبرت مساحة الكوخ على مر القرون حتى أصبح منزلا ذا مساحة مناسبة على الرغم من أن " رو " رأت أن حجراته العديدة المتصلة ببعضها تعرقل سرعة الحركة فيه . كان المدخل الأمامي الصغير يزيد قليلا على كونه ممرا صغيرا لا ضوء نهار طبيعي فيه ، لذا أعمى ضوء الشمس الشديد رو لحظيا عندما فتحت الباب الأمامي وكان عليها أن ترمش مسرعة ، بينما كانت عيناها تتواءمـان مع شدته ، قبل أن تتبين ان زائرها لم تكن تا تلك العميلة التي كانت تتوقع حضورها بل كان غريبا تماما ... كان رجلا غريبا تماما
التفت أصابعها تلقائيا حول طوق عنق " هوراشيو " لتجد راحة في فروه الناعم . وفي قوة عضلاته من تحته ، وكما لو كان " هوراشيو قد استشعر فيها توترا فاطلق زمجرة تحذير عميقة من حلقه - " أنسة " لايفسي ؟ قال هذا بصوت عميق جدا يتوقعه المرء من رجل في مثل طول قامته وعرض منكبيه - هذا ما لاحظته " رو " كما لاحظت في ذات الوقت أنه ليس من ذلك النوع من الرجال الذي اعتاد أن يترك لينتظر . لو صدق استنتاجها قياسا على نبرة نفاد الصبر التي أضفت على كلماته جفافا جعل منها غضبا حادا .
عندما أومات مؤكدة اتخذ خطوة نحو الأمام : - هل يمكنني أن أتحدث معك ؟ على الرغم من أنه نظم كلماته في شكل سؤال ، لم يساور رو شك في أنه عنى بها جملة إخبارية تعبر عن قصد محدد . اضطرت إلى تتخذ خطوة إلى الخلف في ظلمة الرواق الضيق
اضطر الرجل إلى أن يحني رأسه حتى يمر من تحت العتبة العليا للباب . كانت جميع مداخل أبواب الكوخ منخفضة . لم يضايقها ذلك إذ لم يتجاوز طول قامتها مائة وستين سنتيمترا ، بينما كان من المؤكد سيسبب ضيقا شديدا لزائرها لو كان سيعيش في هذا الكوخ ، حيث بلغ طول قامته وفقا لتقديرها مائة وتسعين سنتيمترا ،

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع