الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

زوج الأمس

الكاتبة : انجيلا ديفين
------------------------
الملخص
------------
لديك الخيار، شركة أبيك مقابل عودتك إليّ “. كانت ايما قد تركت زوجها منذ ثماني سنوات ولكن ريتشارد فيلدينغ قد عاد الآن … يريد الانتقام. لقد عاش والدها لأجل شركته، فقد كانت تعني له كل شيء … فكيف بإمكانها أن تدع ريتشارد يدمرها ويدمر كل ما أوقف والدها حياتها لجلها! لم يكن لديها خيار، عليها أن تدفع الثمن لريتشارد، حتى ولو كان هذا الثمن يعني أنه لن يكون في إمكانها أن تعيش منسجمة مع نفسها مرة أخرى.
--------------
الفصل الأول
--------------
ما أن انطلقت حافلة الفندق فى منطقة بالينيز الريفية المعشوشبة . حتى شعرت إيما بحنين كان من القوة بحيث أمسك أنفاسها . لقد كانت هذه الجزيرة الأندونيسية ما تزال غريبة أخاذة كعهدها بها عندما سبق وزارتها أثناء شهر عسلها . منتديات روايتي . فأشجار النخيل تهتز اوراقها الخضراء الشبيهة بريش الطير ، فوق الرؤوس . كذلك فتيات فى تنانير وقمصان ملونة يتمشين على جانبى الطرق وعلى رؤوسهن سلال الفاكهة , ومرة أرغم السائق على التوقف تماما عندما انتشر فى الطريق سرب من البط ملأ الجو بضوضائه ، وعندما فتح باب الحافلة للاحتجاج لدى صاحب البط ، منتديات روايتي . اندفعت إلى الداخل موجة حارة من الهواء الاستوائى ملأت جو الحافلة المكيف الهواء مصطحبة معها عبير الجزيرة المؤلف من مزيج من نسائم البحر الرطبة وشذا أزهار التوابل الشرقية . وإذ استنشقت إيما هذا العبير المميز ، شعرت بشوق مؤلم نحو ريتشارد . وكان هذا الإحساس من القوة بحيث أغمضت عينيها لحظة قصيرة كادت تشعر معها ، منتديات روايتي . به جالسا بجانبها كعادته منذ تسع سنوات . وعندما عادت وفتحت عينيها ، كان المقعد فارغا وباب الحافلة مغلقا . أمسكت إيما بحقيبة يدها وهى تجذب نفسا عميقا مرتجفا ، منتديات روايتي . محاولة السيطرة على ضربات قلبها المتصاعدة . وتساءلت بذعر ، لماذا ترانى جئت لابد اننى كنت مجنونة . وهل أردت حقا أن أجلب إلى نفسى مثل هذه الآلام ؟ لشد ما كنت غبية ، غبية . منتديات روايتي . وأشاحت بوجهها عن النافذة ملقية بنظراتها على راكبى الحافلة . ولكن هذا لم يفلح سوى فى زيادة شعورها بالضيق . كان أمامها زوجان فى منتصف العمر أشيبا الشعر مشرقى الوجه بالابتسام ، بدا عليهما وكأنهما بعد أربعين عاما من زفافهما ، مازالا فى شهر العسل . وخلفهما كانت مجموعة من حديثى السن يتحدثون بانفعال وابتهاج . منتديات روايتي . ما ينبئ بأنهم قد تعارفوا حديثا . وأمامها مباشرة أكثر المشاهد إيلاما على الإطلاق ، عروسين من الواضح أنهما فى شهر العسل ، إذ كان ما زال عالقا بشعر العروس البنى الطويل قصاصات من ورق ملون ، وهى تحدق فى عريسها بسعادة غامرة . أما هو فلم يكن يرى سوى عينى عروسه البنيتين المتألقتين . منتديات روايتي . وشعرت إيما إزاء هذا المشهد بمثل طعنة سكين فى فؤادها . فهى لم تكن تكبرهما بالعمر كثيرا ، إذ أنها ما زالت فى الثامنة والعشرين ، ولكنها شعرت بنفسها تكبرهما بمئات السنين بالنسبة لتجاربها المرة . . . تنهدت وهى تفتح كراسة السفر الملونة التى كانت تعبث بها شاردة الذهن ، منتديات روايتي . وحاولت قراءتها . لم يكن ثمة فائدة من الشكوى ، فهى تحصد ما سبق وزرعته بيديها . كانت هناك لحظة أخرى مؤلمة عندما وقفت الحافلة فى فناء الفندق . فعندما تبعت حمال الأمتعة إلى الداخل حيث كان الجو باردا ، تناهى إلى مسامعها ألحان الفرقة الموسيقية المحلية . منتديات روايتي . تلك الموسيقى الغربية التى تتعالى فيها دقات الصنوج وقرع الطبل . وشعرت بأنها أليفة لديها ، نعم ، لقد كانت هناك فرقة موسيقية مثل هذه تماما وذلك عندما وقعت هى وريتشارد باسميهما عند هذا المكتب بالذات وذلك منذ تسع سنوات . لقد كانت استعملت فى ذلك الحين ، منتديات روايتي . اسمها بعد الزواج ، وذلك بأصابع مهتزة ، وهاهى ذى الآن أصابعها تهتز مرة أخرى وهى تتناول القلم فيجئ توقيعها مضطربا غير مقروء . بدا الاسم غريبا لديها إذ أنها لم تكن تستعمله . وذلك أثناء الثمانى سنوات التى انفصلت فيها عن ريتشارد . لأن دافعا أحمق جعلها تبقيه فى جواز سفرها . وهكذا كانت أثناء أسفارها ، يتملكها الوهم فى أنها متزوجة حقا . كما ان نفس الدافع الأحمق منعها من أن تطلب الطلاق من ريتشارد ، منتديات روايتي . ومع أنها كانت تحدث نفسها فى أنها تحتقره فقد كان تصورها أحيانا أنهما قد يعودان إلى بعضهما البعض مرة أخرى . كان هذا التفكير يشعرها بنوع من الراحة الممزوجة بالألم . وضعت القلم . إن ذهاب ريتشارد إلى القمر اقرب منالا من أن تعود بينهما العلاقات ، ولوت شفتيها لهذه الفكرة . قال لها الموظف الجالس وراء المكتب : " لا تبدو السعادة عليك يا سيدتى . هل هناك شئ ؟ " . فقالت تطمئنه بصوت مختنق : " كلا ، كلا . ليس ثمة شئ مهم" لا شئ مهما ما عدا أن زوجى يكرهنى ، منتديات روايتي . وأننى على وشك إعلان إفلاسى لعجز يبلغ العشرين مليون دولار . وأننى أشعر بتعاسة أتمنى معها لو لم أولد . وهكذا ، لا شئ مهما إطلاقا . كانت تفكر فى كل هذا عندما عاد الموظف يمنحها ابتسامة قائلا : " إنك مسافرة بمفردك ولهذا تشعرين بالوحدة . اليس كذلك ؟ اسمحى لى بتقديم اقتراح إليك . منتديات روايتي . إننا نقيم حفلة كل ليلة . . . حفلة غير رسمية تعرض فولكلورا محليا ، ما يجلب لضيوفنا سرورا كبيرا . وسيكون هناك شبان كثيرون . فهل تحبين أن أجلسك إلى مائدة تضم حولها سائحين يمكنك ان تتخذى منهم أصدقاء ؟ " .

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع