الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : كاترين سبنسر
------------------------
الملخص
------------
انني لست من يصلح للنساء الواقعات في محنة”.
ولكن رغم ما يدعيه، كان ميك هيلتون يطارده، إذ انه منذ اللحظة الذي جاء فيها إلى المدينة، استولى على قلب مادلين بجاذبيته الفائقة للنساء، ولم تكنهي فتاة ضعيفة، ولكنلم يخطر ببالها على الاطلاق أن كل كلمة رقيقة منه وكل همسة شاعرية، كان هو قد خطط لها مسبقا وبقصد تبعا لخطة مرسومة.
لكنها خطة سرعان ما ابتدأ ميك نفسه يرتاب فيها.
--------------
الفصل الأول
--------------
كانت مادلين موشكة على الشروع في نزهتها
المعتادة مع كلبتها العرجاء فوق كثبان الرمال، وذلك
صباح يوم الخميس، عندما توقفت سيارة آندي لاثام
امام باب بيتها.
قال لها وهو يخرج من السيارة: «انني مسرور إذ أصل
في الوقت المناسب، يا عزيزتي.» ولكنها رغم كلمة السرور
هذه أدركت في الحال انه جاء في مهمة رسمية لأن أول
شيء قام به هو وضع قبعته البوليسية على رأسه بحزم، لقد
كان آندي حازماً تماماً بالنسبة للقوانين، وهذا احد اسباب
شعور مادلين بالارتياح معه.
ابتسمت له بحرارة: «لا يبدو عليك القلق، ولهذا فالأمر
غیر خطیر، یا آندي، اتراني خرجت على القانون بشيء ما،
أو ما اشبه؟»
فأجاب وقد خلت ابتسامته من تألقها المعتاد: «يا له من
سؤال، انني جئت فقط لأتفحص في أمر رجل غريب اقام في
هذه النواحي.»
وانحنى يربت على الكلبة ذات الثلاث قوائم والتي كانت
تدور حولهما تلتمس العطف كالعادة، وعندما عاد ينظر
إلى مادلين، كانت الرزانة تسود ملامحه: «ان لديك جاراً
غريباً هو شخص جاء في سيارة جيب تجر بيتاً على
عجلات استقر بها على أراضي تايلور العجوز، فقد رأيت
آثاراً حديثة لعجلات سيارة على الطريق المؤدي إلى ذلك
المكان وذلك عندما مررت من هناك في طريقي إلى هنا،
لقد رأوه في المدينة أمس، ثم توقف عند مرآب فيكمان
يسأل عن الطريق، وهو ليس من سكان هذه المنطقة بكل
تأكيد.»
سألته بمرح: «وهل علي ان اقلق لهذا؟» لكن ملامح أندي
بقيت على رزانتها، وعلى كل حال، لم يكن في هذا ما يدعو
إلى الدهشة مادام يقوم بعمله بشكل جدي للغاية.
فأجابها: «ربما، أو عليك أن تنتبهي على الأقل، وتتخذي
الاحتياطات اللازمة لحماية نفسك.»
تحمي نفسها؟ ومن شخص مخيم هنا؟ «لا تكن سخيفاً
يا آندي، فهذا بلد حر، وليس هناك أية لوحة موضوعة
على أراضي تايلور تحذر من التعدي عليها، وقد يكون
رجلاً عجوزاً مسالماً يبحث عن مكان يقوم فيه بصيد
السمك.»
«انه ليس عجوزاً، وانا لست واثقاً من انه مسالم، فقد
اظهر اهتماماً كبيراً بالمنطقة، ما تشوش ذهني... وأنا أراه
جذاباً للغاية، في الواقع، بحيث انتهى بأخذ برينت، صاحب
المرآب، بعد اغلاق الكاراج إلى حيث تناولا المرطبات.»
عادت مادلين إلى الضحك، فقد كان برينت فيكمان
معروفاً بحبه للأقاويل مع أي شخص يشجعه على ذلك،
وقالت: «ربما هذا يجعل الرجل يستحق العقاب ولكنه لا
يجعله مجرماً، يا آندي.»
«قد يكون الحق معك، ولكن الزمن تغير منذ جاء جدك
الأكبر ليستقر هنا وذلك سنة 1900، فهذه المنطقة
لم
تعد منطقة صغيرة معزولة كما كانت، يا مادلين كما انك
لست زوجة صاحب املاك تعيشين بين بيوت عمال
المزرعة عندما تحتاجين إلى مساعدة، انك هنا تعيشين
بمفردك.»
«كلا، أنا لست كذلك، ان لدي كلبة بثلاث قوائم تبذل
حياتها في سبيل حمايتي.» واثباتاً لكلامها، كانت الكلبة
تدور حول مادلين كل لحظة، وتهمهم مسرورة كلما ربتت
هذه عليها.
«انك امرأة تعيش بمفردها في عزلة عن المجتمع، ثم
تظنين ان من الذكاء ان تخرجي دون ان تقفلي ابوابك.» كان
صوته هذه المرة يوحي بانعدام صبره عليها. «وهذا هو
السبب، يا مادلين، الذي جعلني احضر شخصياً لتنبيهك،
وذلك بدلا من ان اقوم بما هو المفروض عمله، هذه اللحظة
والذي هو قراءة تقارير الليلة الماضية عن الجنح التي
وقعت في هذه المنطقة.»
فقالت له: «كان بإمكانك ان تتصل بي هاتفياً فتوفر
عليك هذا الإزعاج. ان الشيء السار في جزيرة سبندريفت
انه لم يكن في حياة جدي الأكبر هاتف يصلها ببقية
العـالـم.»
«انني لم اتصل لأنني كنت اعلم انك كنت ستستمعين
إليّ وتوافقينني على كل شيء، ثم بعد ان تضعي
السماعة، تنسين كل شيء قلته لك، وهكذا قطعت كل ذلك
الطريق اليك هنا. وقبل ان اعود، أريد ان أرى جارك
الغامض هذا لأفهم سر تحركاته وهو يأتي بشكل مفاجىء
إلى شبه الجزيرة الصغيرة هذه والتي لا تصلها بالأرض