الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

و عندما أقبل الصباح
And Then Came Morning

الكاتبة : دافني كلير
------------
الملخص
------------
كان عمل أمبير في معرض الفنون في سيدني، يتطلب كل وقتها وتفكيرها، ولا يترك لها وقت لأي شيء آخر أو لأي انسان. خاصة الفنان الملتحي والمتقلب المزاج جويل ماتسون، كانت تريد رسوماته…ليس اهتمامه الشخصي، لكنه أصر على أن يخفف من حدة طباعها. كما أن إلهامه الفني أظهر جمال وقسوة اوستراليا، كذلك تمكنت عيناه من رؤية الحواجز التي وضعتها أمبير لمواجهة العالم، هل خوفها من الحب سيبعد عنها الرجل الوحيد الذي تمنته بصدق طوال حياتها؟
-----------
الفصل الأول
-----------
كان الحر الشديد يلف مدينة نيويورك، والسماء الملتهبة تغطي المدينة بلونها الأحمر الناري بالاضافة إلى حرارة المكيفات التي تنفثها السيارات المزدحمة في الشوارع. اصطدمت أمبير برجل قادم من الناحية المقابلة كي لا تضرب بعربة يتدلى منها صفوف من السجق. وكادت ان تتعثر بالحاجز الحجري الذي يمر بوسط الشارع المليء بمئات السيارات، اسرع الرجل بالامساك بها كي لا تقع. قالت: «شكراً، اني آسفة.» قال ببرودة: «اعتني بنفسك الآن.» رامقاً إياها بنظرة ناقدة وهو ينظر إلى حذائها ذي الكعب العالي، قبل ان يتابع طريقه. فكرت، هؤلاء هم سكان نيويورك دائماً على عجلة من امرهم، ويتميزون بالثقة بالنفس والتي يراها البعض نوعاً من التهور، ومع ذلك قد يظهرون في بعض الاوقات اهتمامهم بالغرباء. لقد نسيت كم من المرات قد قال لها اشخاص عن حسن نية، ملاحظين لهجتها النقيضة عنهم... مع ان معظمهم فكروا انها انكليزية الجنسية...ان تهتم بنفسها وتنتبه لامتعتها ولحقيبة يدها. لكن لم تكن هذه زيارتها الأولى وكما حدث لها في المرات السابقة، فهي لـم تواجه أية حوادث تذكر. بل هي على العكس تحب سرعة الحياة وضجتها في نيويورك وحتى الحرارة لا تجدها مزعجة. فالصيف في بلدها حرارته تسلق الابدان، أيضاً شعرت بالراحة عندما وصلت إلى مكان مبرد وهادىء، انه معرض الفنون أبيل غايت، في الداخل كان هناك ردهة واسعة، أرضها رخامية وابوابها الواسعة للمعرض مفتوحة لاستقبال الضيوف. رأت قفصين على جانب الغرفة مكوم عليهما عدد من اللوحات، ومجموعة من الرزم رميت على الأرض بجانبهم. كان هناك رجل على السلم يعلق صورة من غير اطار مباشرة امام الباب، ويرتدي قميصاً زرقاء باهتة اللون وبنطلوناً من الجينز. تطلعت إلى كتفيه العريضين وشعره الأسود الاشعث والذي يصل إلى ياقة قميصه. اعتقدت انه بلا شك احد مساعدي هاري. ما ان اقتربت اكثر حتى ادار رأسه، وهو لا يزال يمسك باللوحة. قال وهو ينظر اليها بغير اهتمام: «ن يفتح المعرض قبل الساعة الخامسة، عودي بعد مرور ساعتين.» قالت وهي تتقدم داخل الغرفة الواسعة: «يتوقع هاري حضوري.» لم تتمكن من رؤية كامل اللوحة بسببه، لكنها كانت ترى بوضوح الألوان الساطعة فيها ممزوجة باللونين الاسود والأحمر، لم تجدها تتضمن الميزات المتعارف عليها لأعمال ماتسونز والتي اصبحت ذات شهرة عالمية. كان هناك لوحات أخرى معلقة على الجدران، وتحمل ارقام بجانبها، شعرت بمجرد نظرة سريعة عليهم ان عليها التوقف بجانب كل واحدة ودراستها عن كثب، فالمجموعة كلها رائعة، لكنها كانت تعرف ان جويل ماتسون فنان ماهر... فمجرد وصول بعض لوحات له إلى موطنه الاصلي اوستراليا، حتى رأت الكثير من النجاح والشهرة في جميع مجلات الفن التي كانت تصلها باستمرار من اميركا. رفع الرجل زاوية اللوحة قليلاً ومن دون ان ينظر اليها سأل: «هل هي مستقيمة هكذا؟» تطلعت أمبير بعين متمرسة: «اجل.» «حسنا.» ادار السلم وبلحظة قفز على الأرض، ثم استدار ليواجهها. كان اطول بكثير مما توقعت، وشعرت برغبة قوية ان تبتعد عنه. هز رأسه بقوة ليبعد الشعر المتدلي على جبهته وعينيه، وبعد ذلك وقف يحدق بها. شعرت أمبير بالتوتر، كان ينظر اليها بغير استلطاف، وعيناه تتنقلان من قميصها باللون الكريم إلى سترتها الحرير والتنورة التي تبديها كسيدة أعمال وهي تعلق حقيبتها الجلدية على كتفها. بعدها انتقل بعينيه كي ينظر إلى حذائها قبل ان يعود إلى وجهها، وشعرها الأحمر الذي يحيط به. تخيلت ان نظرته فيها شيء من عدم الاعجاب، انه هز رأسه قليلاً قبل ان يقول: «هاري يتوقع حضورك؟» نظرت إلى ساعتها: «قال لي استطيع الحضور في أي وقت بعد الساعة الثالثة.» رأت ان الساعة قد تجاوزت الثالثة بخمس دقائق. اضافت بصوت ناعم لكن بحزم: «انني أمبير وينيارد، ربما يمكنك اخباره انني هنا؟» كان وسيما جدا ومجرد النظر اليه يجعل قلب المرأة يضطرب، ومن الواضح انه يعلم بنفسه. ذلك. فلقد شعرت ان ليس هناك ما يشغل باله غير الاعتداد ما ان انشغلت بالتفكير به، حتى تغيرت نظرة الرجل، اذ شعرت انه يحمل انطباعاً متفاجئاً مع قليل من الفرح، قال: «بالتأكيد.» ومن غير أن يتحرك من مكانه، ادار رأسه قليلاً وقال: «هاري يوجد سيدة هنا تريد مقابلتك!» من دون ان تحرك عينيها لاحظت التشديد في كلامه. هزت رأسها وقالت بلهجة جافة: «شكراً لك.» ثم استدارت مبتعدة عنه قليلاً ووقفت تنتظر حتى ظهر هاري غايتس من باب في احدى زوايا المعرض، اسرع الخطى ليقطع المسافة بينهما في حين بدأت بالسير نحوه. وعلى عكس مساعدته تماماً، كان هاري بكامل اناقته يرتدي بدلة وقميص مع ربطة عنق تناسب ثيابه. مد يديه وضمها اليه: «أمبير! تبدين رائعة!» «لا، على العكس تماماً.» استدارت أمبير بصورة تلقائية لمواجهة الرجل وراءها في حين ابعد هاري يديه عنها. قالت بصوت بارد كالثلج: «استميحك عذراً؟» يقف لـم يكن عليك ارتداء هذه الثياب الباهتة اللون.»لقد كانت محقة بتقديرها لنظرته المستهجنة، لأن تلك العينين البنيتين كانتا ناقدتين بشكل واضح. «انها لا تناسبك ابداً.» اضاف، وكأنه غاضب: «التيتيان سيغضبون من قصة شعرك.» اقترب منها وشعرت أمبير انه كبير جداً وانها بذلت جهداً كي لا تتراجع مبتعدة عنه. قال بنعومة: «الذهبي الأحمر.» نظر اليها بتركيز. «ذلك اللون الذي عملوا عليه كثيراً حتى اخذ هذا الدفء باللون.» وتابع مستهجناً: «لكن لماذا هو قصير؟» اجابت ببرودة: «هكذا ابرد.» وهي تذكر نفسها ان هذا لا يعنيه. كانت ستقول له ذلك عندما انفجر هاري ضاحكاً. قال معترضاً: «جويل! يجب ان لا تقول مثل هذا الكلام لأمبير. فأنتما لم تلتقيا الا الآن... اعتقد انكما تعارفتما؟» لم تتفاجأ أمبير، الشعور الغامض الذي احست به اخبرها قبل ان يلفظ هاري ذلك الاسم. القاسي جويل ماتسون رسام ذو لمسة ماكرة. اجفلت وهي تقول: «ليس بالتحديد.» ومدت يدها التي غطتها يد ذات لمسة ناعمة بالنسبة إلى حجمها اضافت تكلم هاري: «لم يقل لي السيد ماتسون عن اسمه.» ترك يدها وهو ينظر اليها مستفهماً: «اسمي جويل، هل تريدين مني ان ادعوك آنسة وينيارد؟» حاولت أن تبدي لهجتها هادئة، مع ان صوتها كان جافاً: «لا، بالطبع لا.» شعرت ان جسدها أيضاً اصبح متوتراً، وحاولت بصعوبة ان تهدأ نفسها. تحرك هاري منزعجاً، فنظر جويل اليه، حرك فمه متضايقاً وهو يقول: «يخشى هاري ان اكون قد ازعجتك.» عاد لينظر اليها ويسألها بجدية: «هل انزعجت مني؟» اجابت أمبير: «انني اتعامل مع فنانين منذ سنوات خلت.» نظر إليها بقسوة اكثر، كانت عيناه تبحثان في اعماق عينيها الخضراوين قال: «حقاً، لكنني كنت اقول الحقيقة،

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع