الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

صيف مصيري

الكاتبة : مارغريت واي
------------------------
الملخص
------------
في ذلك الصيف، تغير كل شيء فأولا وجدت شيلي أباها. لأول مرة منذ ستة عشر عاماً، يجتمعان معا مرة أخرى. ولأول مرة تعلم شيلي السبب الحقيقي الذي جعل أباها يترك اسرته. ثم هناك كان راف كونواي. الذي انجذبت شيلي إليه ولكنه كان واثقاً من أن الطمع هو وحده الذي أتى بها إلى أستراليا … وذلك لكي تستغل ثراء أبيها وكرمه. ولكي تقنع هي راف بالعكس، كان يعني خداع لأمها، وهذا ما لم تستطع شيلي القيام به. صيف مصيري حافل بالحب والمرارة … كيف ستكون نهايته؟
--------------
الفصل الأول
--------------
كان منظر المروج الخضراء المترامية، لا حد لجمالها.. وانتابها شعور قوي دافىء، فبعد الشتاء البارد الطويل في الجزيرة الجنوبية في نيوزيلاند، بدا لها الأمر وكأنها وصلت إلى روعة الشمس المتألقة. هنا وهناك، ومن خلال حقول الخيزران الفسيحة، كان بامكان شيلي أن ترى المساكن الريفية البيضاء تحيط بها صفوف أشجار الألياندر بألوانها البيضاء والصفراء والوردية، هذا إلى أشجار المانغو بأحجامها الضخمة وقد أثقلت أغضانها بالثمار. كانت الأسقف الهرمية لتلك المنازل الجميلة القائمة على أعمدة ضخمة قد حولت أشعة الشمس لونها إلى لون الطحالب الأخضر، أو الرمادي الممزوج بالوردي أو اللون الأحمر. كان قاع كل هرم منها واسعاً يمتد فوق الشرفات التي تحيط بالمنازل. وكان درابزين الشرفات محاطاً بسلاسل الزهور بشكل لم تر شيلي مثله من قبل كانت الطبيعة مزدانة كأن كل شيء فيها يغني في ذلك الصباح الرائع. المقاعد الخشبية، الأسيجة، الأبنية الملحقة بالبيوت، الشرفات. ولكن كان هناك أشياء أخرى كثيرة لم تستطع تمييزها، فتكهنت بأنها من نباتات الأدغال الشتوية في الشمال. كانت كيب يورك إحدى أكبر المناطق البرية في العالم. وساورها الأمل في أن ترى شيئاً منها قبل هبوب الرياح الموسمية التي يتعذر أثناءها الوصول إلى شبه الجزيرة هذه. الحاجز الصخري الكبير، كان في برنامجها هو أيضاً. وكان ممتدأ بجانب البراري الساحلية، حيث يمتد سد مرجاني أكثر من ألف ومائتي ميل ليمثل سدأ عملاقاً أمام ارتفاع المحيط الباسيفيكي، وداخل البحيرة المالحة امتدت آلاف من الشعاب المرجانية والجزر ذات الجمال الفائق. وجزر أخرى مثل هايمان وهاميلتون وليزارد، كانت منتجعاً للأغنياء والمشهورين. كانت شيلي تريد أن تمضي قسماً من وقتها على الأقل في اكتشاف تلك الشعاب الصخرية ولا شك أن والده لن يمانع. والدها... الذي اختفى من حياتها حين لم تكن تتجاوز السابعة من عمرها. لقد أمضت كل السنوات الماضية التي تلت ذلك محاولة، عبثاً، أن تتعود على غيابه. تذكرت اليوم الذي رحل فيه، تذكرت بكاءها وتوسلها إليه: «لا تذهب يا بابا. أرجوك ألا تذهب.» كم من المرات استعادت ذلك المشهد في ذهنها؟ مئات، آلاف، لقد بقي لا يفارقها أينما ذهبت. كان مشهداً مروعاً لا يمكن أن تنساه... ان مشهد كانت في ذلك الحين طويلة القامة بالنسبة إلى سنها، وذات ضفيرة شقراء غليظة تصل إلى ظهرها. ترتدي مريلة زرقاء وقميصاً وردياً. وكانت أمها سارينا، الرائعة الجمال، تضع يدها على صدغها وكأنها تعاني صداعاً. لقد اشتبكت شيلي ووالدها بعناق ابوي. لشد ما كانت تحبه. وكان حزنها لفقدانه بالغاً. كانت أمها تصفه، منذ ذلك الحين، بذي القلب القاسي، والشخص التائه دون هدف أو شعور بالمسؤولية، ويبدو أن الحق كان معها. فقد خرج أبوها من حياتهما كلياً. لم يكن رجلا تائها بالمعنى المعروف، ولكن سائق يخت ماهر يجول في جنوب الباسيفيك وجنوب البحر الصيني. عاش عدة سنوات في بالي وفيجي قبل أن يعود إلى كوينزلاند حيث كتب إليها وذلك لأول مرة منذ ستة عشر عاماً... وذلك بعد أن اشترى مزرعة قصب سكر ونزل في ميدان العمل مع شريك، (أتوسل إليك، يا ابنتي الحبيبة، أن تأتي، إنك ناضجة الآن وبإمكانك أن تحكمي بنفسك.) قال إنه لم ينسها قط. فهي لم تبارح خياله يوماً منذ فارقها. ولكن أمها قالت ساخرة: «لا تصدقي كلمة مما يقول.» لكن شيلي صممت على أن تمنح أباها فرصة ليعود إلى حياتها. كانت شيلي تحب أمها، فقد قرب بينهما مواجهتهما للمستقبل وحدهما. ولكن أمها قد تزوجت مارتن الآن وأنجبت منه ولدين كانت شيلي شغوفة بهما حباً، وهما جايمس وتيموثي. ولكن شيلي لديها متطلباتها هي الأخرى، والآن فقط، منذ وصول الرسالة، أدركت مدى هذه المتطلبات والسرعة التي عليها أن تلبيها بها. فالحب الذي غمر السنوات السبع من حياتها لا يمكن أن يمحى أو يتلاشى. وكان كل ما استطاعت عمله کتمان الألم الذي بقي يثقل نفسها. إن وصولها سيكون مفاجأة كبرى. فقد كانت شيلي تلقت رسالة أبيها وأرسلت جوابها وذلك منذ ثلاثة أشهر، وحين كانت في غمرة انهماكها في التحضير لأول معرض فني يقام لها في متحف الفنون الكبير. والآن قد أقيم هذا المعرض والذي كان من النجاح بحيث لم تكن تجرؤ على التفكير في مداه، أقيم وانتهى وألقت هي عن كاهلها كل شيء، وذلك لكي تتمكن من الوصول إلى عتبة منزل أبيها، دون إعلامه

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع