الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

ربيع صقلية

الكاتبة : سالي ونتوورث
------------------------
الملخص
------------
لما كان ريف كفالري ثرياً وناجحاً ومليئاً بالثقة. فقد تعود على الحصول على ما يريد. وقد أراد بريوني. ولكن يبدو أن ثقة الايطالي المشهور قد خذلته هذه المرة ذلك أن بريوني قد جاءت إلى صقلية لنسيان خطيبها السابق
--------------
الفصل الأول
--------------
يفترض بالزواج أن يكون بداية لحياة جديدة للعروسين. لكن قدر لهذا الزواج بالتحديد ان يغير حياة إحدى المدعوات، لم تأت الدعوة لبريوني فيررز في الوقت المناسب. لأنها كانت قد انهت حديثاً علاقتها مع خطيبها التي دامت سنتين، ولم تشأ أن تحضر عرساً لأي أحد آخر . ذلك أنها، بما أن العرس كان عائلياً والعروس هي عمها جورجينا، كانت تخشى أن تسألها هذه عن الموعد الذي ستصبح فيه عروساً هي أيضاً. هزت كتفيها للفكرة وارادت ان تنسى الدعوة، لكن بريق نظرات والدتها وتصميم والدها اكدا لها ان عليها الرضوخ وحضور حفل الزفاف. بما انها ابنتهما الوحيدة والمحببة لديهما، والجميلة جداً. كان مقرراً أن يكون حفل الزفاف في اوائل شهر آذار (مارس)، حيث ينتظر أن يكون الثلج والصقيع ما يزالا موجودين، لكن هذه السنة كان الطقس دافئاً ومشمساً ممالم يلائم مزاج بريوني قط. بدت العروس، جورجينا جميلة جداً كسائر العرائس، تحدق بنظرات الخجل إلى عريسها الجديد، مما جعل الحسد يخطو خطواته إلى قلب بريوني. ثم رأت ابتسامة الانتصار على وجه العريس، مما قلب عاطفتها إلى كره. في هذه اللحظة فقط شعرت بالسرور كونها لن تسلم قلبها لاحد آخر بعد اليوم. على الأقل ستكون هي سيدة نفسها، وعندما علمت أن ليس لديها ادنى فكرة عن نوع الحياة التي ستحياها امتلأ قلبها بالخوف من جدید. في حفلة الاستقبال في أحد فنادق المدينة، عملت بريوني جاهدة أن لا تقرب ناحية اقربائها. لكنها لم تفلح لأن والديها كانا قد تأبطا ذراعيها وراحا يتنقلان بها للتأهيل بكل المدعوين كل بدوره. كل الذين علموا بقصة خطبتها الفاشلة نظروا إليها نظرات العطف وتجنبوا الحديث عنه. والذين لم يعلموا أو حتى نسوا، خصوصاً الأقارب، قالوا لها: «متى ستدعيننا إلى حفلة زفافك يا بريوني؟» ولم تنفرد بنفسها إلا بعد أن قدمت جميع الضيافات وقطع قالب حلوى العروسين، فأخذت كوب شراب الورد وهربت إلى غرفة صغيرة في آخر الممر. جلست على كرسي يطل على الحديقة، واسندت ظهرها إلى الحائط، وقد شعرت أخيراً بالهدوء. بعد دقيقتين انفتح الباب، وتمنت من كل قلبها أن لا يكون الآتي أحد المدعوين. فكرت بريوني بحظها السيء هذا اليوم وهي ترى امرأة متوسطة العمر كانت قد لمحتها في الحفلة. وفوجئت المرأة بوجودها في الغرفة بمفردها، لكنها قالت لها بلهجة لطيفة: «أنا أيضاً لا أشعر برغبة لحضور حفلات الزواج.» ابتسمت المرأة وجلست على كرسي مريح، قالت: «يشعر المرء أنه غير اجتماعي إذا لم يقف كل الوقت في مثل هذه المناسبات.» لاحظت بريوني حذاءها الايطالي الغالي الثمن ذا الكعب العالي، وحتى ثوبها الجميل الحديث الطراز ابداها امرأة ذات طبيعة مسيطرة. وبدأت تفكر من تكون يا ترى؟ بالتأكيد لم تكن من احدى الأقارب، لكن ساورها شعور انها كانت قد التقت بها من قبل. بدت لها أن المرأة الأخرى وكأنها تعاني من نفس المشكلة لأنها قالت بعبوس: «هل أنت...» أجابتها بريوني: «بريوني فيررز. ابنة عم جورجينا.» ردت المرأة: «آه، طبعاً، كان علي أن اتذكر أنني التقيت بك في حفلة ذكرى مولد جورجينا الثامن عشر.» قالت بريوني: «كان ذلك منذ زمن، لا أتذكر علاقتك بالعائلة.» أجابتها المرأة: «أنا لست من الأقارب. انا صديقة جورجينا، كنت زميلة والدتها في نفس المدرسة.» قالت بريوني: «آه، طبعاً.»كان عليها أن تلاحظ أنها تبدو في حوالي الخمسين ولكنها لم تتذكر اسمها. عرفت المرأة ما كانت تفكر به بريوني. فقالت لها باسمة: «انا الكونتيسة هنريتيا ديل كفالري.» ابتسمت مرة اخرى لما رأت التعجب على وجه بريوني وأضافت: «اسمي إيتا» بالمختصر.» سألتها بريوني: «هذا اسم ايطالي، أليس كذلك.» أجابتها ايتا: «نعم، زوجي كان ايطاليا.» سألتها بريوني بتردد: «كان؟» قالت ایتا: «نعم، لقد توفي منذ تسعة أشهر.» أضافت بريوني: «أنا متأسفة جدا.» قالت الكونتيسة ببرود: «كان انطونيو اكبر مني وأنا متأكدة أنه عاش معي سعيداً في آخر سنين حياته.» سألتها بريوني: «لم يمض وقت بعيد على زواجك، إذن؟» أجابتها الكونتيسة بابتسامة: «منذ خمس سنين التقينا في حفلة، وفي الوقت الذي التقيت به، احست اني سوف اتزوجه، هذا بعد أن وجدت أنه أرمل ثري، طبعاً. أيصدمك هذا؟» بعد أن بدأت تعجب بها أجابتها: «طبعاً لا، هل أصبحت زوجة أب؟» أجابتها الكونتيسة: «لحسن الحظ، كلا ، لم يكن لانطونيو اولاد.» سألتها بريوني: «هل كنت متزوجة قبلاً. يا كونتيسة؟» أجابتها المرأة المتقدمة في السن: «أرجوك ناديني إيتا إن لقب الكونتيسة يبدو رسمياً بيننا. لا، لم أتزوج من قبل. ولكن كان عندي ارتباط في الماضي.» هزت بريوني رأسها وقالت: «كنت أنا ايضاً مرتبطة.» سألتها ايتا: «هل فسخت هذا الارتباط؟» أجابتها بريوني بهزة عنيفة من رأسها: «لا أعرف، في الحقيقة. فالأمور لم تجر كما يجب. لقد بدأت اشك بوجود شخص آخر في حياته. ولكوني كنت خائفة لمفاتحته بالموضوع لسببين اولا: لاتهامه لي بعدم ثقتي به. وثانياً: خوفاً من اعترافه لي بارتباطه. ثم وجدت قرطاً، طبعاً ليس لي، في جيب سترته، مما أدى إلى انفجار الوضع.» «هل اتهمك بعدم ثقتك به؟» «أكيد، وحتى رفض البوح بوجود أخرى أو عدمه.» قالت إينا بعطف: «زجك في الحيرة. وماذا حصل بعدئذ؟» «خرجنا من الشقة بنفس الوقت، ذهبت أنا إلى البيت عند أمي، ولم أعرف أين ذهب جيف. لأن الشقة بقيت فارغة. انتظرته ليطلب مني ان ارجع، وأظن أنه انتظرني لأطلب منه أنا الرجوع لبعضنا البعض. ولكن لا احد منا قام بالمبادرة.» «عندك كل الحق للانفصال، أنا متأكدة من أنك بعد سنة أو أقل، سترين كل هذه الأمور بمنظار آخر وسيبدو ذلك مضحكاً.» قالت إتيا ذلك بكل تأكيد مما جعل بريوني تبتسم وتقول: «أحب موقفك هذا. كل شخص آخر يعاملني كأنني ارملة تعيسة.» استدركت نفسها بسرعة وأضافت: «أنا متأسفة جداً، أنا...» «أرجوك ألا تعتذري، كنت أنا مغرمة بأنطونيو وحزنت جداً لوفاته، ومازلت اتعذب عندما اكون بمفردي. ولكن هذا لم يمنعني من التطلع إلى المستقبل، الآن أنا مستعدة لأي تغییر.» «هذا أكيد لكونك أرملة ثرية.» عقدت إيتا حاجبيها وقالت: «هذا ما ظننته، ولكن لسؤ الحظ لم تجر الأمور كما توقعت تماماً.» همت بريوني بأن تسألها عن السبب ولكن لأول مرة أدركت انها تتحدث إلى إمرأة غريبة وبعمر والدتها أيضاً. كانت إيتا منفتحة وودود مما سمح لها بأن تتكلم معها بكل حرية

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع