الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أمنيات الماضي

الكاتبة : فانيسا غرانت
------------------------
الملخص
------------
لن تسيطر على حياتي مرة ثانية “. لقد امضى كونر ستانفورد السنوات السبعة الأخيرة باحثا عن زوجته الهاربة ليطلب منها امرين: الأول، إعطاء تفسير لما فعلت، الثاني: الطلاق. لكن المرأة التي وجدها كونر أخيراً، كانت تختلف كثيراً عن الفتاة البسيطة التي عرفها، إذ أن ديكسي تعتقد أن زواجها منه كانت اكبر غلطة ارتكبتها في حياتها. لقد أحبت كونر بجنون، بالطبع . . . لكنها لن تكرر ذلك ثانية! ويبقى السؤال، ألا يحق لكونر أن يعرف بوجود طفلته؟
--------------
الفصل الأول
--------------
لم يكن يجدر بها ان تنتظر ثماني ساعات، بل كان عليها أن تذهب إلى المعرض هذا الصباح وتقول له: «دعنا نتحدث.» وتواجهه بالأمر، فيقولان كل ما يجب قوله وهما يجلسان إلى طاولة في الكافيتريا، والناس من حولهما. لكنها لم تفعل ذلك، بل امضت سوزي يومها وهي قلقة بشأن هذا اللقاء، وشعرت انها لم تعد على استعداد لذلك، كما كانت تشعر في اللحظة الأولى لرؤيتها اياه مؤخراً خلال هذا اليوم.
كانت تنوي في بادىء الأمر ان تتوجه إلى شاطىء جزيرة سويتي، توقف شاحنتها الصغيرة في الموقف المخصص للسيارات، وتنتظره قرب الصخور، والمحيط من خلفها، إلى أن يصل في الصباح الباكر. وما أن فكرت بذلك، حتى بدأ يجول بخاطرها كل ما قد يحدث ويفسد خطتها، كأن يسجل غاري أثناء رحيلها رقم السيارة ويستخدمه للبحث عنها ثانية، إذ ان رقم شاحنتها صادر من المكسيك. وراحت تتخيله يطرق بابها، وابنتها جسيكا تفتح له الباب. لكنها كانت تدرك انها واهمة، فهو على الأرجح لن يأبه لمعرفة مكانها. فقد مضت سبعة أعوام، وقد انتهت من حياته، هذا كل شيء. وقد كان من حظها السيىء ان يتوجه
إلى مركز إيغل التجاري هذا اليوم، وتوقف عند معرض اللوحات خاصتها. لا بد وانه رأى اسمها على احدى اللوحات، ورغب برؤيتها فقط بدافع الفضول. فلطالما كان يكره غاري الأمور المعلقة. وما عدا ذلك، لم يكن هناك سبب يدفعه لمعرفة تفاصيل حياتها.
ولم تكن سوزي اكيدة من تصديق نفسها لذلك أم عدمه، لكنها لم تتوجه إلى جزيرة سويتي بشاحنتها، بل توجهت إلى هناك بسيارة اجرة، وشعرت بتوتر حين انحرف السائق بها إلى الطريق المؤدي إلى جزيرة سويتي. كان الطريق المؤدي إلى تلك الجزيرة مكاناً يقصده أهل المدينة للتنزه أيام العطلة، ولم تكن تلك الجزيرة حقيقية تماماً. اذ انه كان بالامكان الوصول اليها عبر طريق معبد، حيث الأعشاب الخضراء تغطي الأرض والمقاعد الخشبية تنتشر على الجانبين. لقد كان المكان مناسباً للقائهما، أو حتى لتنزه الأشخاص منفردين. عندما أتت سوزي إلى هنا في مرات سابقة، كان هناك عدد غير قليل من الناس، وهذا ما تصورته حين اختارت هذا المكان للقاء غاري. لكن الآن، ومع حلول الظلام، كان من الصعب رؤية أي شخص في المكان. كان يجدر بها اختيار مكان آخر للقائه. والمركز التجاري كان المكان المناسب، ذلك لأنهما سيتمكنان من الكلام، ومن ثم سترحل، ولن يستطيع ابدأ ان يعرف اكثر مما ستقول، غير انه يمكنه ان يطلب ذلك من روني، لكن روني لن يبوح بأسرار يجهلها هو، لذلك فانها اذا لم تخبره هي... لقد كان غاري بمثابة اخ كبير لها عندما كانت لا تزال
صغيرة، يهتم لشؤونها ويدير لها حياتها، لكنها الآن في السابعة والعشرين من عمرها، وقادرة على الاهتمام بشؤونها، لكنه قد لا يرى ذلك. قد لا يكون قادراً على قول «كيف حالك؟» و«إلى اللقاء» فقط، بل قد يصر على معرفة المزيد. ولطالما كانت له طريقته الخاصة لمعرفة ما تكتمه سوزي، فعندما كانت في الحادية عشر من عمرها، تمكن غاري من ايجاد المكان الذي كانت تختبىء فيه، في تلك الغرفة الخشبية القديمة قرب الشاطيء. وعندما بلغت الخامسة عشر من عمرها، فرت سوزي، وكان غاري هو من وجدها، وهو كذلك من اقنعها بالعودة إلى منزلها بأسلوبه وجاذبيته.
كانت بعيدة عنه هذا الصباح مسافة مئة قدم فقط عندما تحرك أحدهم ورأته. فجفلت لرؤيتها خياله للحظات، تماماً كما حصل عندما مرت من أمام معرض لبيع اجهزة التلفزيون ورأته على أحدى الشاشات. غير ان عقلها بعد ذلك اخبرها ان ما رأته ليس خيالاً، بل كان غاري، بلحمه وشحمه، وان استدار فانه سيتمكن من رؤيتها! أخذت تركض بعيداً عن المكان وهي تلهث بقوة من شدة خوفها، إلى أن اطمأنت انه لم يلحق بها. لكنه شعر
بوجودها الآن. فأدركت ان عليها مواجهته، وان توضح كل ما يحتاج إلى توضيح في الأمور المعلقة بينهما. لذلك اتصلت بالمعرض، من غرفة هاتف خارج المركز وهي مرتدية بنطالاً وبلوزة قطنية، وصورة غاري لا تفارق مخيلتها. مرت سيارة شحن كبيرة حين اجاب روني على اتصالها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع