الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

نهاية الشك

الكاتبة : روزالي آش
-------------------
الملخص
------------
أن نعيش اليوم بكامله! “. كانت فلسفة رومانو مناقضة تماما لفلسفة كارولين في الحياة. هو كان يؤمن بالتمتع بكل ما تقدمه الحياة، أما هي فكانت تضع نصب عينيها الحذر والتاني في كل شيء. لكن على جزيرة مالطا الرومنطيقية، وجدت كارولين نفسها ترمي بما آمنت به في مهب الريح بتشجيع من رومانو. وضعت حذرها جانبهاً واختبرت الشغف في الحب للمرة الأولى. رومانو إنسان مميز. إذا، كيف تتأكد كارولين من أنه لا يعتبرها مجرد مغامرة عابرة لقضاء عطلة مسلية؟
--------------
الفصل الأول
--------------
«رومانو! و ستيفاني!» مدت سوزان هاستنغز ذراعيها مرحبة بحرارة بضيفيها: «كم أنا سعيدة برؤيتكما! تعالا لأعرفكما على ابنتي كارولين...» كانت الخادمة مشغولة بتجهيز طاولة الغداء. حار. كانت كارولين تقف على الشرفة في الطابق الأول في بيت أمها القديم في كالكارا، تسكب لنفسها شراباً منعشاً ليساعدها على تحمل الحر الشديد في منتصف يوم نظرت إلى الأعلى وهي تبتسم بلباقة ولكن ابتسامتها تلاشت على شفتيها فوراً. تصلبت في مكانها مصدومة وغير مصدقة. امتلأ كأسها وأخذ الشراب يندلق على الطاولة أمامها دون أن تلاحظ ذلك.
الرجل الذي خرج لتوه إلى الشرفةكان طويلا،رشيقاً وشديد السمرة. لولا بذلته الثمينة المصنوعة من الحرير، لاعتقد من يراه للوهلة الأولى أنه شخص قادم من زمن آخر ، زمن مليء بالقسوة والمغامرة والتوحش، ولكن خياطه اعطاه مظهر الرجل المتمدن الذي ينتمي إلى عالم الانسان المتحضر. تدلت من رقبته ربطة عنق حريرية بفخامة البذلة. تخيلته کارولین شخصاً ينتمي إلى عالم المكتشفين القدماء الذين غزوا واستعمروا مالطا ومعظم المناطق التي تطل على البحر المتوسط منذ آلاف السنين. جف حلقها. هذا الشخص لم يكن تجسيداً لأحد البحارة
الأشداء من العصور القديمة، ولكنه بالطبع لم يكن أيضاً الرجل الذي وافقت على العمل معه في الاسابيع القليلة القادمة. شعرت وكأن تياراً قد صعقها، وبجسمها يرتجف من ردة الفعل لدى رؤيته. لا يمكن أن يكون ما تراه حقيقياً. لا بد أن خيالها يصور لها أشياء وهمية لا وجود لها. هذا لا يمكن أن يكون رومانو دي سيورتو، صديق أمها، الرجل الذي دعاها إلى مالطا... حدقت به مذعورة. كانت تقف قرب طاولة المشروبات حيث تدلت زهور الياسمين والورود بشكل فوضوي من أوان جميلة. أما هو فكان يقف في مواجهة الشمس التي عكست مظهره الصلب المعتد بنفسه. إنه رجل معتاد على اعطاء الأوامر بكتفيه العريضتين ومظهره القوي وعنفوانه. بكلمة
واحدة كان نموذجاً للرجولة المتكاملة في مظهره. وقفت إلى جانبه فتاة ذات شعر أسود طويل وعينين بنيتين وفم صغير شبيه ببرعم زهرة ندية. كانت تلبس فستاناً أبيض ضيقاً. قدمت اليها تحت اسم ستيفاني مارسا، سكرتيرته. ولكن الرجل هو الذي جذب نظرها كالمغناطيس. بادرها قائلاً وهو يتفحصها بإمعان: «أنا سعيد بمقابلتك ومتشوق للعمل معك، يا سنيوريتا هاستنغز.» تفحصها من رأسها حتى أخمص قدميها بعينين سوداوين كسولتين.نبرة صوته حملت في طياتها مداعبة ساخرة جعلت شعر كارولين يتصلب عند مؤخرة عنقها.
وصوته. ذاك الصوت جعل كل شكوكها تتبخر. أحست بألم حاد، فهي تستطيع أن تتعرف على هذا الصوت في أي
مكان. انه ذاك الصوت العميق والغامض ذو النبرة اللطيفة والقوية في آن واحد. كان هو. ولكن هذه المرة، كان الشعر الأسود المجعد جافاً ومرتبأ وقد أستبدل القميص العادي المبتل والسروال القصير بهذه البذلة الرمادية الثمينة. ولكنه كان الرجل نفسه.. المنقذ. ان منقذ ليلة أمس ومديرها المؤقت هما شخص واحد. ساد صمت مطبق. تمنت كارولين في هذه اللحظات، أن تنشق الأرض وتبتلع الناس من حولها. اجتاح جسمها موجات تارة باردة وأخرى حارة. مست بيدها المرتعشة شعرها الأشقر الطويل، احست برباطة جأشها تخذلها.
تناهى إليها صوت أمها يسألها: «كارولين؟ هل أنت بخير يا عزيزتي؟» لم تسمع صوت أمها بوضوح، أحست بأنها مشوشة الأفكار، كانت أمها تنظر إليها من تحت حافة القبعة المصنوعة من القش تنتظر الرد. أجابتها كارولين بصوت متهدج وهي تحدق بذهول بالزائر الجديد: «أنت؟ أنت رومانو دي سيورتو؟» العينان السوداوان كانتا تحدقان بها بسخرية: «بالطبع، أنا هو بنفسه، وقد تقابلنا من قبل، أليس كذلك؟»
كان يسخر منها. اطلت من عينيه نظرة خبث وقحة حين قال باستهزاء: «لقد تقابلنا مؤخراً في ظروف... درامية؟» أصرت اسنانها بشدة. تحولت نظراتها المذهولة إلى نظرات يتطاير منها الشر وهي تراقب تلك النظرات الساخرة الوقحة التي تتفحصها. تصبب جسدها عرقاً. احست بقميصها الحريري المخطط باللونين الأبيض والرمادي قد أصبح رطباً على جسمها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع