الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

موعد مع الحب
West Of Bohemia

الكاتبة : جيسيكا ستيل
-------------------
الملخص
------------
لقد كان انجاز ذلك الأمر بالنسبة لكارا كينغسدال سهل جدا. فقد كانت صحفية محترفة وقد خدمها الحظ في أن تحصل على موعد لأجراء مقابلة مع الكاتب المشهور و الصعب فندلين غاجدوسك. ولكن كارا لم تستطع الذهاب وطلبت من شقيقتها أن تذهب بدلا منها الى تشيكوسلوفاكيا منتحلة شخصيتها.كانت فابيا تعرف انه ليس من السهل خداع رجل مثل فين . ولكن وقوعها في حبه زاد الأمر تعقيدا
--------------
الفصل الأول
--------------
تحركت فابيا مستيقظة في غرفتها في الفندق صباح الاثنين وعندما عاودتها الذكريات، عادت فأغمضت عينيها الخضراوين الجميلتين فجأة وهي تتمنى لو أنها مازالت في انكلترا. بعد حوالي ثانية، هزت رأسها بعنف تنفي بذلك، هذه الخواطر من ذهنها، لتعود فتفتح عينيها محاولة التفكير في النواحي المشرقة. ولكن الشيء الوحيد المزعج، كما ادركت حين اوشكت الكآبة أن تعود إليها، هو أنه، عدا عن وجودها في مدينة الحمامات المعدنية الساحرة ماريانسكيه لازنيه، وهي المدينة التي كانت دوما تتمنى زيارتها، عدا عن ذلك، لم يكن ثمة ناحية مضيئة في وجودها هنا.
فكرت في أنها لا بد كانت معتوهة تماماً حين سمحت لشقيقتها كارا بأن تقنعها بالقيام بهذه الرحلة وحدها. ذلك أن كارا كانت أحرى بأن تنجح في هذه المهمة لولا الظروف التي طرأت في آخر لحظة. صحيح أن كارا كانت أكثر حنكة منها في الشؤون العملية، ولكن هذا متوقع، إذ كانت في الثامنة والعشرين من عمرها أي أنها تكبرها بست سنوات. وربما ما كانت كارا قادرة على البقاء في حقل الصحافة لو لم تكن شديدة الحذق تعرف كيف تشق طريقها إلى ما تريد. وسواء كان هذا صحيحاً أم لا، فإن فابيا كانت تسارع إلى الدفاع عن أختها
ولو بينها وبين نفسها. وكان لكارا نصير قوي هو بارنابي ستيوارت. كان بارني رجلاً متفوقاً لامعاً في وظيفته العلمية، ولكنه من ناحية أخرى، كان شارد الذهن نوعاً ما، ومهملاً بوجه عام. وكانت هناك أوقات، كما تعرف فابيا جيداً، كان بارني يدفع أختها ذات الكفاءة والعقل المنظم، إلى الحيرة والذهول. ولكن، مع هذا، فقد وقعت شقيقتها في غرامه، ثم تزوجها منذ عام واحد.
مدت فابيا يدها إلى الطاولة بجانب السرير تتناول ساعة يدها. كان الوقت مازال مبكراً. ولم تكن مستعجلة لتبدأ يومها الذي قد ينتهي بنفس الخيبة الذي انتهى به نهار أمس وأمس الأول واليوم الذي قبله. وجلست متكئة إلى حاجز السرير. _ أخذت تفكر، متأملة، في أن الأمور لم تسر كما كان مقرراً لها، وتمنت لو كانت كارا حاضرة. كان يجب عليها أن تكون موجودة، إذ، في الحقيقة أن كارا وليست هي، المفروض آنها ستقوم بهذه الرحلة إلى تشيكوسلوفاكيا.
ودون شعور، عادت فابيا بخيالها إلى منزلها في غلوسترشاير حيث تعيش مع والديها في قرية هوك لايسي. كان والداها يملكان مأوى يضم تسهيلات لإيواء الكلاب التي يذهب اصحابها لقضاء إجازاتهم. وكانت فابيا مولعة بالكلاب والهررة ايضاً، لهذا السبب هناك اقتراح بأن تتعلم البيطرة.
كانت تتابع دراستها في الجامعة، عندما صعدت إلى غرفتها ذات ليلة ليتبعها والدها بعد لحظة، بعد أن راودته نفس شكوكها التي راودتها مؤخراً حول هذا الأمر، وهو
يقول: «إنني أعلم أن أمر العناية بالحيوانات، هذا، يحتاج إلى شخص يتولاه، ولكنني غير متأكد من أن عملاً مرهقاً مثل هذا، يناسبك، يا حبيبتي.» قالت له عندها: «ولكن، إذا أنا لم أدرس الطب البيطري، هل يجعلك هذا تشعر أنني قصرت في حقك؟» أجابها: «لا تكوني حمقاء، فإن هذا الأمر يعود إليك.» عندما انهت دراستها الجامعية، وجدت أنسب عمل لها هو أن تقدم المساعدة في إطعام تلك الكلاب والعناية بها وإفراغ المزيد من الحب والرعاية لبقية الحيوانات تلك. كانت شقيقتها مولعة بالحيوانات هي أيضاً، ولكنها لم
تجد الوقت الذي تقضيه معهم، أبدأ. إذ أنها تركت منزل أسرتها مباشرة بعدما تعدت سن الثامنة عشرة. وبعد أن تزوجت بارني كما كانت تدعوه، في لندن، وكانت تأتي لزيارة أسرتها كلما سنحت لها الفرصة هي وزوجها، أو بمفردها أحياناً إذا لم تسنح الفرصة لزوجها. ذات يوم، وكان هذا منذ شهرين، كانت كارا في المنطقة التي يعيش فيها أهلها، في مهمة صحفية، مرت لرؤيتهم. وراود فابيا شعور ما أن ثمة شيئاً غير عادي تريد كارا أن تخبرهم به. ولم تكن فابيا وحدها في هذا الشعور إذ أن والدهما، وهو رجل قوي الملاحظة قال: «هل ستخبرينا عن الأمر، أم أنه سر؟»
قالت كارا: «احزروا ما هو.» قالت الأم التي كانت متشوقة إلى أن تصبح جدة: «ربما أنت حامل.» هتفت كارا ساخطة: «أمي. هل تريدينني ان أضيف عبئاً
آخر إلى العبء الحالي الذي يثقل كاهلي بعملي المرهق هذا، وكذلك العناية ببارني؟» كانت كارا لا تريد أن تترك عملها لتؤسس أسرة، وهذا الموضوع كان يؤلم أمها على الدوام. ولكن، لأنهم لم يروا كارا منذ عيد الميلاد الماضي، وقد لا يرونها بعد الآن لعدة اسابيع أخرى، لـم تـحاول الأم مناقشتها في الأمر، بل قالت بلطف: «ولكنك طلبت منا أن نحزر...» تألقت عينا كارا وهي تقول: «إحزروا ما هي المقابلة التي ستعتبر مقابلة السنة في المجلة؟» كانت كارا قد استقرت أخيراً في العمل في مجلة (الحقيقة).
قالت فابيا وهي تظن أن كارا تعني المقابلة التي قامت بها مؤخراً في المنطقة: «إنها تلك المقابلة الرائعة التي جئت تحدثيننا عنها.» قالت كارا: «أوه، كلا، فهذه المقابلة تافهة بالنسبة إلى التي سأحدثكم عنها.» سألها والدها: «أتعنين أنك لم تقومي بالمقابلة بعد؟»
أومات كارا برأسها وهي تخبرهم بفخر. مشيرة إلى أنها عرفت هذا الصباح قبل التوجه إلى تشالتنهام، وبينما كانت تتفقد بريدها الخاص في المكتب، انها حصلت على مقابلة صحفية مع فندلين غاجدوسك. سألتها فابيا: «أتعنين الكاتب التشيكوسلوفاكي؟» مع انها لم تقرأ أي كتاب له، فقد كانت تعلم جيداً أي مركز مرموق يتمتع به ذلك الكاتب في عالم الأدب. أجابت كارا باختصار: «هو نفسه.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع