الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

منزل الأحلام

الكاتبة : لي ميشيل
---------------------
الملخص
------------
( كان صراعا بين ارادتين…فمن كان الرابح ) كان رجلا غريبا خلابا، بالغ الوسامة والحنكة، ولكن سايمون نيكولز كان أيضا دون قلب، كان مصمما على المطالبة بإرثه وسحق خطط جايمي للمحافظة على المنزل الفخم الذي تهتم باستمرار وجوده إذ يحمل لها الذكريات، فهو بحاجة للحب. مثل جايمي تماما، وهي متلهفة إلى رؤيته مرة أخرى يعج بالضحكات، بالأطفال والأسرة. ان عليها أن تكافح في سبيل تحقيق أحلامها، فهل بامكانها أن تكافح أيضا اعجابها رغما عنها بسايمون؟
--------------
الفصل الأول
--------------
زمجرت ریاح آذار (مارس) فوق المقبرة، متخللة معطف جايمي الصوفي الأسود عابثة بخصلات شعرها الأشقر البارزة من تحت قبعتها، عقدت ذراعيها فوق صدرها وحاولت ان تركز اهتمامها في ما يقوله الرجل دون ان تستطيع ان تسمع كلامه جيداً. ولكنها على كل حال، لم تكن تريد ان تستمع، فقد كان يكفيها متاعب مواجهة كون غريتا، غريتا التي لم يكن ثمة نهاية للمحبة والدفء والمرح في مشاعرها، غريتا هذه قد رحلت، ومن المحتمل أن يزيد كلامه من حزنها بدلاً من ان يغزيها، ذلك ان جايمي كانت تفضل دوماً الإنفراد بأحزانها. عضت شفتها تكبت بذلك شهقة، ثم نظرت حولها إلى الجموع، كان المحافظ قد حضر وكذلك اساتذة المدارس والجيران الأقربون. كانت غريتا شاويك تعرف كل شخص تقريبا في مدينة سمرسيت، وبالرغم من البرد القارس فقد اجتمع عدد كبير من الأصدقاء والجيران هنا هذا النهار في جنازتها، اصدقاء كثيرو العدد، ولكن قريب واحد فقط. هذا الصباح، استقرت عينا جايمي على ابن اخت غريتا، متأملة... لم تكن قد رأته قط قبل اليوم سوى في الصور الفوتوغرافية التي تحتفظ بها غريتا على الدوام، ولم يكن من الصعب على جايمي ان تميزه بين جموع الحاضرين، فقد كان وحيداً حتى وسط كل تلك الجموع، ذلك ان اصدقاء غريتا بقوا بعيدين عنه، ولم يكن هذا غريباً مادام اكثرهم لا يعرفونه، فقد كان من الصعب ان يستطيع واحد من الحضور ان يقول انه سبق له وتعرف إلى سايمون نيكولز. كان يقف حاني الرأس قليلاً ودون قبعة، وقد شبك يديه خلف ظهره، وكان يرتدي معطفاً أسود. وكانت الريح تعبث بشعره القاتم الجعد. تساءلت جايمي عما إذا كان حقاً كما يبدو عليه من الاعتداد بالنفس، ان عليها ان تسأل غريتا... ولكنها سرعان ما تملكتها صدمة وهي تتذكر انها لن تستطيع بعد الآن قط ان تسأل غريتا عن أي شيء، ولم تعد تستطيع حبس دموعها، انتهت مراسم الجنازة، ثم التفت رجل الدين إلى سايمون يقدم اليه واجب التعزية، بينما اخذ الجموع يتمتمون وهم يتوجهون إلى صف السيارات التي تنتظرهم. أمسكت يد بذراع جايمي، وصوت هولي ديرموت يقول: «هل تحدثت إليه؟» هزت جايمي رأسها نفياً وهي تخرج منديلاً لتمسح به دموعها: «انه لم يحضر إلا قبل ساعة من ابتداء المراسم.» «ومتى ستسألينه؟» «هولي، لا يمكنني ان اتقدم من رجل في المقبرة واقول انني آسفة لوفاة عمتك، وبالمناسبة هل استطيع استعارة بيتها لمدة شهرين وأفتحه للسائحين؟» كان صوت جايمي يرتجف وهي تقول ذلك. صعباً، يا جايمي، يجب ان تغتنمي هذه الفرصة. فقد اخبرني المحامي هربرت اندرسون ان «لا تدعي الأمر يبدو سايمون سيرحل هذا النهار.» «ومادمت متلهفة إلى هذا الحد، يا هولي، فلماذا لا تتحدثين انت اليه؟ فأنا لست رئيسة شركة الخدمات المتحدة، بل انت.» ولكن الاحتجاج لم يكن منطقياً، وكانت هي تعرف ذلك. فالتكلم مع سايمون نيكولز عن منزل غريتا كان على جايمي ان تقوم به، وإذا كان هو سيرحل عن سمرسیت حقا قبل ان ينتهي النهار، ولا بد أن هربرت اندرسون يعرف ذلك، حيث انه محامي غريتا، فهولي إذن على صواب. ويجب أن لا تضيع الوقت. ولكن هذا لا يعني ان جايمي دهشت حقاً لسماعها ان سايمون ليس في نيته البقاء طويلاً، فأثناء حياة غريتا لم يكن يجد وقتاً للقدوم لرؤيتها، فلماذا يزعج نفسه بالبقاء هنا بعد انتهاء الجنازة؟ وقفت جايمي باعتداد، ونظرت إلى الخيمة، ولكن سايمون نيكولز كان قد خرج. رأته مازال على بعد عشرين متراً، وكان متجهاً إلى حيث السيارات، فاندفعت ناحيته، صائحة: «يا سيد نيكولز.» وداست قدمها بقعة متجلدة فانزلقت وكادت تقع عليه، وكان هو قد مد يده ليمسكها، ولكنها كانت قد تمكنت من استعادة توازنها قبل ان تميل عليه، ورفع هو حاجبيه قليلاً يسألها: «نعم؟» لم تكن جايمي قد لاحظت من قبل مبلغ طول قامته، ونظرت إلى عينيه، كانتا خضراوين كالزمرد، وكانت اهدابه اكثف وادكن لوناً من شعره، كما كان ثمة غمازة في ذقنه. «كنت تقولين يا آنسة...» فقالت له: «اسمي جايمي لوغان، انني آسفة جداً لموت غريتا.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع