الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

معزوفة الحب

الكاتبة : فاليري بارف
------------------------
الملخص
------------
حضرة السيد براند المحترم،
تحيـاتي. إسـمي سـوزان كـيـمـبـر وأنا من أشـد المعجبات بك. إنني واثقة من أنك تتلقى آلاف الرسائل، ولكن هذه الرسالة مختلفة، لذلك، ارجـوك، ارجـوك أن تتابع القراءة.
أما السبب الذي جعل بيني تتمنى لو لم تكتب ابنة اختها تلك الرسالة المحتوية على كل ذلك التضرع، فلأن سوء الحظ وقسوته جعلها وسيلة لعودة ريد براندن إلى حـيـاتـهـا... ذلك أن خسارتها لـحـبـه وثقـتـه، منذ سنوات، قد حطمت قلبهـا المرهف»، إنما ذكـريـات حـبـه الحلوة ما زالت حية في خيالها. ولكن، هل من الممكن أن تبقيها المجابهة الثانية بينهما، على صمودها بعد دروس الماضي، و ذلك رغم ما فـي شـخـصـيـتـه مـن قـوة جاذبية.
--------------
الفصل الأول
--------------
حضرة السيد براندن المحترم، تحياتي. اسمي سوزان كيمبر، وأنا من أشد المعجبات بك. إنني واثقة من أنك تتلقى آلاف الرسائل، ولكن هذه الرسالة مختلفة، لذلك أرجوك، أرجوك أن تتابع القراءة. إنني في الرابعة عشرة من عمري، وأتعلم موسيقى ولدى مدرستي منهاج المرشدين حيث يدعو التلامذة موسيقيين عالميين لنصحهم وارشادهم في هذه المهنة. وهكذا صممت على أن أطلب من أعظم نافخ كلارينيت في العالم، أن يكون مرشدي.
وقد ابتدأت بدراسة النفخ في هذه الآلة الموسيقية منذ كنت في المدرسة الابتدائية. وأنا لا أطمح إلى أن يكون لي مثل نبوغك في العزف المنفرد الذي سجلته عندما كنت في الرابعة عشرة، ولكنني أرغب في اتباع خطواتك في العزف والتسجيل مهنة لي، لكي أتمكن في النهاية من أن أكون مخرجة موسيقية مثلك، وربما أصبح لدي يوماً ما، شركة خاصة بي للتسجيلات الموسيقية. لن أتطفل عليك أكثر من ذلك، فإن وقتك ثمين. إن المرشد غالباً ما يرد على الأسئلة بريدياً، كما يدلي برأيه في الشريط الذي يحوي عزف التلميذ، فهل لك أن تقوم بهذا لأجلي من فضلك؟
المخلصة: سوزان (سوزي) كيمبر.
حاشية: «انني أخص بالذكر عشقي البالغ لمعزوفتك الموسيقية (أندريتي).»
حدق ريد براندن في الورقة المطبوعة على الآلة الكاتبة التـي فـي يده. واستقرت نظراته الفولاذية على السطر الأخير، خطته يد التلميذة دون عناية، و يشعر بصدمة تخترق منه الأعماق. كيف استطاعت فتاة صغيرة لم يعرفها من قبل قط، أن تستمع إلى معزوفته «أندريتي» هذه؟ قالت له مساعدته: «ماذا هناك؟ هل ثمة حماقة أخرى في هذه الرسالة؟ كنت أظن أنني أبعدتها كلياً.» رمق مساعدته تونيا ريغ، بابتسامة باهتة وهو يقول: «إنها ليست حماقة، فأنت تحسنين حجب تلك الأشياء عني تماماً، وأنت تعلمين ذلك، وانما هو من تلميذة مدرسة بأن أكون المرشد لها. اوه! متى سيتوقفون عن اعتباري نجماً شعبياً؟»
أجابت: «عندما لا تعود تبدو كذلك.» فرفع يده بضيق ليدفع إلى الخلف خصلات شعره البنية والتي كانت تساهم دون وعي منه، في إضفاء الوسامة إلى شكله، وهو يقول: «وما الذي يجعلني أبدو نجماً شعبياً؟ وما هي الجاذبية في مدير منفذ للإخراج الموسيقي ناهز الثلاثين من عمره؟» ومد يده إلى بطنه وهو يقول: «يا للهول، حتى لكأن كرشأ قد ابتدأ عندي في البروز.» فقالت: «إذ عدا عن مظهرك الذي يبديك كنجم سينمائي، فتسجيلاتك الموسيقية تساعد في ذلك.» فقال: «إذن، أظن الوقت قد حان لكي أتخلى عن التسجيل الموسيقي، وأتفرغ لإدارة الأعمال.»
فقالت: «إذا أنت تفرغت لإدارة الأعمال فإن علينا أن ننتقل إلى حيث لا ندفع ضرائب باهظة.» فقال: «بمناسبة الانتقال، كيف وجدت التغيير من لوس انجلوس إلى نورث سیدنی؟» فأجابت: «إنني أفتقد الإثارة والتقدم العصري في لوس انجلوس، ولكن استراليا لها سحرها وخاصة ذلك البيت الرائع ذو السقف القرميدي الذي جهزته لي. كيف يسير البحث عن منزل مناسب لك؟» فأجاب: «ببطء. كاد ان يصيبني الغثيان من ذلك المسكن الطابق العلوي. وأنا لا أنفك عن البحث عن منزل.» فرفعت حاجبيها كخط القلم وهي تسأله: «إذن، فالانتقال إلى هنا سيكون بصورة دائمة؟» فأجاب: «سبق وأخبرك بذلك. حيث أن العمل في أميركا
يسير بيسر، وعليّ أن أركز اهتمامي هنا الآن.» فقالت: «أعلم ذلك، فأنت بادتك دوماً.» ومدت يدها تتناول منه الرسالة التي كانت ما تزال في يده، قائلة: «هل أنهي أمر هذه؟ فأرسل الجواب الرسمي المعتاد مصحوباً بصورتك وإمضائك كالعادة؟» فأجاب بحدة ودون وعي: «كلا.» وما لبث أن اغتصب ابتسامة وهو يتابع: «سأهتم بأمر هذه الرسالة بنفسي.» وأضاف لنفسه قائلا، إلى أن أعلم أين سمعت تلك التلميذة معزوفة «أندريتي» هذه.
وانطفأت حماسة تونيا، فقالت تشير إلى الرسائل التي تفيض بها السلة: «هل لك أن تهتم بهذه أيضاً؟ إن ثمة عرضين للزواج بينها قد يعجبانك.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع