الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لعبة الانتظار

الكاتبة : ديانا هاملتون
-------------------
الملخص
------------
واجهي الحقيقة، فأنت معجبة بي مثلما أنا معجب بك، كلانا يعرف ذلك منذ اللحظة الأولى للقائنا. اعترفي بذلك “. كان سول اكرمان، مدير التلفزيون، يبدل أصدقاءه تماماً كما يغير ثيابه. فهو غني، ناجح، وجذاب، ولم تكن هناك امرأة لم ترغب في مشاركته حياته، وقد أعتقد أن فينيللا هي واحدة من هؤلاء النساء. لكنها في الحقيقة لم تكن تلك الشقراء المتحررة. وقد كان هناك سبباً لإخفاء شخصيتها
--------------
الفصل الأول
--------------
نظرت مجموعة الصحفيين والمصورين الذين كانوا ينتظرون أمام مدخل مطعم وست إند الفخم إلى سيارة الأجرة التي توقفت عند المدخل.
«أنت على حق، لأنهم لحقوا بنا إلى هنا.» ثم اقتربت فينيللا أكثر إلى حيث يجلس أليكس، وهي تنظر إليه بعينيها البراقتين، وقالت له بلكنة غير التي تستخدمها عادة، إذ انها تستخدم لكنات كثيرة وبسهولة كبيرة في حديثها: «استجمع قواك أيها الوسيم.» فنظر أليكس إليها وابتسم.
«أنا دائماً على حق يا عزيزتي، عليك ان تعرفي ذلك. هيا، دعينا نبدأ المواجهة!» ثم وضع يده على قبضة الباب، وبالرغم من نبرة صوته المداعبة، كشف ضوء السيارة الداخلي عن التوتر الظاهر على وجهه. أخذت فينيللا تقول في نفسها انه رغم بلوغ أليكس سن الخامسة والخمسين، الا انه لا يزال وسيماً، ويتمتع بسلاسة وخف ظل. وهي لا تستطيع أن تفهم كيف يحاول سول أكرمان، رجل الأعمال القاسي القلب أن يطيح بأليكس. فماذا يعرف سول عن أليكس؟ أليكس الذي يتمتع بموهبة الابداع، فهو لا يمكنه إدراك ذلك لأنه لا يشغل عقله سوى الحسابات والأرباح. رسمت فينيللا ابتسامة عريضة على وجهها لدى
خروجها من السيارة ووقوفها على الرصيف، والأضواء الخافتة تنعكس على وجهها الحنطي اللون المتجه إلى حيث يقف أليكس الذي كان يدفع النقود لسائق سيارة الأجرة، وهي تنظر بعينيها المثقلتين إلى أولئك الصحفيين. كان طولها ملفتاً للنظر، خصوصاً في الحذاء العالي الكعب الذي كانت تنتعله، بالإضافة إلى فستانها الذي أضاف رونقاً إلى هيأتها الأنيقة وكتفيها العريضين، وقماشه الحريري الأسود المنسدل.
بعد ما اختفت سيارة الأجرة، استأنف الصحفيون حركتهم باتجاه فينيللا عندما تعرفوا إلى شخصية مرافقها. فقد تتبعوا أخبار سول أكرمان عندما كان في المسرح فالتقطوا بعض الصور، وسجلوا بعض الكلمات التي صرح بها وبطلة المسرحية التي كان يرافقها، مما جعل الصحفيين يصفون هذا النهار بالمميز. فقد كان هناك الكثير ليكتبوا عنه، كاتب مسرحي لامع وبطلة المسرحية المعروفة في كافة أنحاء البلاد. توجهت فينيللا إلى الجهة الثانية من الرصيف حيث كان يقف أليكس، والابتسامة العريضة لا تزال مرسومة على وجهها، بينما كان المصورون يلتقطون الصور.
«هل حضرت الافتتاح، يا سيد فيربورن؟» «ما رأيك في ذلك الولد الجديد في محطة فيجن وست؟»
«الآن، بعد وجود هذه العلامة المميزة في محطة أكرمان، أتظن ان برنامجك سيستكمل بالشكل نفسه؟» ثم انهمرت الأسئلة بسرعة على أليكس وقد أبدت فينيللا
دهشتها لسرعته في الإجابة دون أي اضطراب أو انزعاج، محافظاً على نبرة صوته الطبيعية الناعمة. «لا يمكنني أن أدعو جيثرو تامبلين ولداً، لكنه عبقري بكل تأكيد. وكما تعلمون، هو متعاقد مع محطة فيجن وست على أن يمثل مسرحيتين سنوياً لشبكات التلفزة، الأمر الذي يجعلنا نفتخر به.» كان ذلك أمراً واضحاً للجميع. إذ ان محطة فيجن وست كانت قد وزعت مصوريها خارج المسرح، للتأكد من أن كل سكان الجهة الغربية يعرفون أن محطة التلفزة المحلية هي التي تنقل هذا الحدث. حضور سول أكرمان للعرض الأول، ومن ثم حفل العشاء الذي أقامه بحضور المؤلف وزوجته، وفيستافين، بطلة المسرحية الجميلة، في رداء أنيق بعد انتهاء العرض.
«وهل ستستمر شبكات التلفزة في شراء برنامج (أمسيات مع أليكس؟) هل أنت قلق بشأن انخفاض نسبة المبيعات؟» قالت فينيللا مقاطعة والتجهم باب على وجهها: «عزيزي، هل علينا أن نبقى هنا؟ الجو بارد.» لكن الجـو لـم يكن كذلك. فقد كانت هذه الليلة احدى ليالي شهر أيار (مايو) الدافئة، لكنها لم تكن تريد أن تستمر تلك الجموع في استجواب أليكس، فاقتربت منه وكأنها تطلب
منه أن يحميها. فهي لا تذكر انها احتاجت طوال سنين عمرها الخمس والعشرين إلى شخص أو حماية. لكنها كانت لتفعل أي شيء حتى تنقذ أليكس من ضرورة الإجابة عن هذا السؤال بالتحديد.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع