الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لحظة الندم

الكاتبة : ليز فيلدنغ
-------------------
الملخص
------------
لم تكن لدى جوانا أية خبرة مع الرجال, من قبل لقد دخلت عالم الرجال كمهندسة مدنية وشعرت بالمودة نحو البعض منهم بالتأكيد, ولكنها لم تعرف, من قبل, مثل هذا الشعور المغناطيسي الذي شدها إلى كلاي تاكيراي. لقد أحبته, ولم تشك في هذا . . وقد لاحقها هو برغبته . . . وهذا كان الاختلاف الأول بينهما. الاختلاف الثاني كان حين أخذت تتساءل عما إذا كان يرغب فيها لنفسها أم لأسهمها في الشركة. وفي النهاية لم تشأ أن ترتدي المئزر لتطبخ وتعتني بالأطفال. وقد قيل: ” لا تتزوج بسرعة, فتندم على مهل“.
--------------
الفصل الأول
--------------
تصاعد رنين جرس الباب ملحاً. تململت جوانا في سريرها متذمرة، فقد كانت قد صممت على أن تمضي صبيحة هذا اليوم، السبت، متكاسلة في فراشها حيث أنها كانت أول عطلة تأخذها منذ أسابيع. وما لبثت أن تناولت رداءها المنزلي كي تضعه على جسمها، وهي تصرخ قائلة: «ها أنا قادمة.»
ابتسم ساعي البريد عندما فتحت الباب وهو يقول: «أنا آسف لازعاجك يا آنسة غرانت. ولكن هناك رسالة مسجلة تحتاج إلى امضائك.» اخذت جو منه الرسالة بعد أن وقعت بإمضائها، ابتسم الساعي مرة أخرى وهو يقول: «شكراً. يمكنك أن تعودي الآن إلى فراشك.» نظرت إليه مبتعداً، ثم عادت تنظر إلى المغلف السميك في يدها. لا بد أن ثمة شيئاً هاماً في داخله، وفتحته، لتخرج منه ورقة واحدة قرأتها بسرعة، ثم قطبت حاجبيها. كانت الرسالة من مكتب شركة محامين يقدم عرضاً مغرياً لشراء العدد الكبير من الاسهم التي ورثتها عن أبيها.
اعادت قراءة الرسالة للمرة الثانية. لم يكن ثمة اسم الشاري، وانما، «وصلنا عرض من شخص بأن...» وهذا كل شيء. هزت جو كتفيها، ثم ألقت بالرسالة بعيداً لكي ترد عليها في ما بعد. إن شخصية الشاري لا
تهمها، لأن اسهمها من شركة ريدموند للبناء ليست للبيع. «أنت، يا فتى!» ألقت جو نظرة ساخطة من فوق السقالة. إنه احمق آخر قصير النظر يظنها فتى لأنها تقف إلى ناحية البناء. ولكنها، مع هذا، أخذت تتفحص باهتمام ذلك الرجل الذي كان واقفاً في الساحة، وبالرغم من بعد المسافة، فقد استطاعت أن ترى أنه طويل القامة يرتدي بذلة من التويد جميلة التفصيل. كان يبدو، على وجه العموم، أنيقاً لا تشوبه شائبة.
ردت عليه من أعلى: «ماذا تريد؟» رفع يده يقي عينيه من أشعة الشمس وهو «أريد السيد جو غرانت. هل هو عندك هناك؟» ردت عليه قائلة: «ها أنا نازلة إليك.» وهبطت الدرجات مسرعة لتستدير إلى حيث واجهت الرجل الغريب ذاك. وكانت على صواب بالنسبة إلى طوله، إذ وجدته يفوقها طولاً بحيث أنها، وهي التي يقارب طولها المئة وسبعين سنتمترا، وجدت نفسها ترفع رأسها لتنظر إلى وجه لوحته الشمس لرجل تستدعي شخصيته الاهتمام، ذي عينين زرقاوين
تتألقان بالحيوية وتتناقضان مع شعر أسود مجعد لم يكن يبدو عليه القابلية للخضوع لأية قصة أو تسريحة مهما بلغت مهارة الحلاق. واخذت عيناه الزرقاوان تحدقان فيها بحيرة وكأنه شعر بأن ثمة خطأ في مفهومه نحوها، لا يدري ما هو بالضبط. اهتز اعتدادها وثقتها بنفسها إزاء السرعة المفاجئة يصرخ مجيباً
لضربات قلبها عندما وقع نظرها على هذا الغريب الملوح البشرة، لتشعر بوجنتيها تلتهبان بينما فغرت فاها صامتة تنظر إليه. وأخيراً، وجاء صوتها الذي كان حاداً لدرجة صعقت لها، وهي تقول: «حسنا؟» بدت على جبينه تقطيبة بسيطة، وقال برقة نفذت إلى اعماق نفسها: «اسمي تاكيراي، وأريد أن أرى جو غرانت لقد اخبرتني فتاة في المكتب أنه يعمل هنا.» وضعت جو يديها في جيبي سروالها بحركة صبيانية دون وعي منها، ثم مشت مبتعدة عنه وهي تناديه من فوق كتفها قائلة: «يمكنك أن تتفضل إلى هذا المكتب يا سيد تاكيراي.»
أجاب متباطئاً في اللحاق بها: «لقد سبق وذهبت إلى ذلك المكتب ولكنه لم يكن هناك.» قالت جو وهي تفتح باب المكتب ثم تنتظره: «لابأس، سيكون هنا.» ثم دخلت المكتب بينما هز كتفيه وتبعها. خلعت قبعتها الخشنة وقد داخلها سرور الظفر وهي تسمع هتاف الدهشة من ذلك الرجل لدى رؤيته لشعرها الكث الكستنائي الفاتح وهو يتناثر حول وجهها، ثم استدارت تواجهه قائلة: «انني جو غرانت، يا سيد تاكيراي، والآن ما الذي تريده بالضبط؟»
بدت في عينيه ابتسامة دافئة وهو يعترف بغلطته قائلاً: «ثمة امور كثيرة في فكري. ربما تتقبلين اعتذاري المتواضع؟» أجابت: «ربما.» ولكنها كانت تشعر، وهي تحاول أن تغطي تصاعد نبضها، إزاء ابتسامته، بإظهار التهذيب الهاديء.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع