الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

كوني لي سيدتي

الكاتبة : كاترين سبنسر
-------------------
الملخص
------------
كانت ميلودي وورث لطيفة ومهذبة. وقد شاء قدرها أن تولد ثرية. وهذا، حتى الآن، لم يكن يبدو لها مشكلة، ثم ظهر جايمس لوغان في حياتها ليطلب منها أن تتوقف عن مساعدة الناس الذين لا يريدون إحسانها. كيف يجرؤ على ذلك؟ حسناً، عليها أن تتحمل رؤية الابن لأن أباه كان عجوزاً رائعاً. ثم راعها أن وجدت نفسها تغرق في حب جايمس لوغان الصلب المتغطرس. ولم تعرف ماذا يجب أن تفعل بهذا الشأن بعدما أخبرها أن المستقبل لا يمكن أن يجمعهما معاً
--------------
الفصل الأول
--------------
لا بد انها كانت غافية حين كان رأسها متدلياً كرأس دمية مكسورة، إذ أن صوته الذي فاجأها من حيث لا تعلم، جعلها تقفز مذعورة مما اصاب عنقها بالتواء مؤلم. سألها بنبرة فيها من اللوم ما جعل قلبها يهبط: «هل أنت من أحضر سيث لوغان؟» أجابت محاولة النهوض من كرسيها: «أجل، لقد جئت معه في سيارة الاسعاف. كيف حاله؟» لم يجب، إذ كان مشغولا بتفحص شكلها. ولم تكن نظراته أقل من صوته سخرية من مظهرها. جذبت اطراف ثوبها الفضي حولها رغم علمها بأنه يرتفع حوالي الأربعة
سنتمترات فوق ركبتيها، وأنه لا يتناسب مع هذا الموقف الخطير. وكان جوربها الحريري ممزقاً، وقد أدركت ان هذا قد حدث بسبب جلوسها على الأرض ووضع رأس سيث في حضنها بعد حادث الاصطدام. كانت عصابة رأسها قد انزلقت قليلاً بعد ساعات الليل الطويلة التي امضتها حيث كان منظرها يبدو غير مألوف في غرفة الانتظار في المستشفى. جاهدت للوقوف على قدميها، وهي تنظر إليه متفحصة. كان يزيدها طولاً بقدم على الأقل مما يجعل طوله يتجاوز الستة أقدام. وكان لون بشرته يتوهج بسمرته التي اكتسبها من المناطق الاستوائية حيث كان هناك، بعكس بشرتها البيضاء الناصعة. وكان شعره الأسود اللامع
يتجمع متجعداً فوق جبهته. اما ذقنه التي لم تحلق منذ أمس، فقد كانت تدل على شخصية عنيدة مسيطرة وكان الاستياء بادياً على فمه الجميل.
أشاحت ميلودي بوجهها بعيداً. ما الذي تفعله؟ وكيف تسمح لنفسها بأن تسترسل في مثل هذه التصورات بينما ثمة رجل يموت في الغرفة الأخرى بسببها؟ عادت تسأله: «كيف حاله؟» وأخذت تعبث بعصبية، بعقد الخرز الطويل المتدلي على مقدمة ثوبها الفضي. رفع يده ليزيح خصلات شعره إلى الخلف محركاً كتفيه وكأنه يريحهما بعد طول انحناء على طاولة العمليات فوق ذلك الرجل الذي دهسته سيارة الليموزين.
لاحظت يديه الجميلتين بأصابعهما الطويلة ذات الأظفار البيضاء المقصوصة. ومهما تكن أخبار الجريح فلا بد أنه قام بكل ما في وسعه، فهو لم يكن بالرجل الذي يستسلم بسهولة، وكذلك أولئك الذين كانوا يعملون معه، دون شك. سيث لوغان فقد كان ما يزال حياً. أما قال ببرود: «سينقلونه من غرفة الانعاش في خلال ساعة.»
تنفست بارتياح قائلة: «إذن، سيشفى؟» أجاب: «إن ساقه مصابة بكسور مضاعفة وحالتها سيئة، ولكنه إذا لقي العناية المناسبة فسيتمكن من السير عليها مرة أخرى، هذا إذا لم يصب بالتهاب رئوي أو جلطة رئوية في الأيام القليلة القادمة.» ارتجفت ميلودي لكلماته المتشائمة هذه، وعادت تسأله: «وإذا حدث له ذلك؟»
أجاب: «قد يموت حين ذاك.» شهقت بألم قائلة: «أوه، لا...» شملها، للمرة الثانية، بنظرة باردة من عينيه الزرقاوين، ثم قال: «حسنا يا آنسة وورث. إن الناظر إليك يكاد يقتنع أنك تهتمين بذلك حقاً.» أجفلت من النبرة الجافة غير الودية في صوته. قد يكون طبيباً ممتازاً وبالغ الوسامة. ولكن، إذا كان سلوكه نحوها يمثل ناحية اخرى من شخصيته، فهذا يعني أن شخصيته ما زالت في حاجة إلى الكثير لكي تكتمل. قالت محتجة: «إنني اهتم بذلك طبعاً. أهتم كثيراً. متى استطيع رؤيته؟»
قال وهو مازال يوجه إليها نظراته اللاذعة: «ذلك ليس من رأيي أبدأ.» ثم مد اصبعه تحت خيط العقد المتدلي على صدرها وأخذ يلف العقد عليه، ما جعلها تقترب منه إلى أن كادت تلتصق به، وهو يقول: «إن آخر ما هو في حاجة إليه هو زيارة من شخص مثلك.» دفعها التعب والقلق إلى أن ترد عليه بحدة، قائلة: «إن الرأي في هذا الأمر، يعود إلى السيد لوغان.» أجاب مبتسماً ببرود: «تماماً. ولكن السيد لوغان قد قرر طردك.»
«سأنتظر إلى أن اسمع هذا منه، إن لم يكن لديك مانع.» قال تاركاً العقد المتدلي واستدار لينصرف: «إنك في الانتظار على كل حال.» سمعت وقع خطوات خارج الغرفة، توقفت عند الباب، وما لبثت أن سمعت صوت الطبيب المقيم الذي كان في استقبال عربة الإسعاف ساعة دخولها المستشفى

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع