الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الادعاء الخطر
Dangerous Pretence

الكاتبة : ستيفاني هاورد
-------------------
الملخص
------------
كانت راكيل تمضي في فلورنسا اجازة كانت هي في أشد الحاجة اليها، ولكن كلوديو ديلانجيلو كانت له أفكار مختلفة تماما. لقد قرر أن يستغل راكيل لاعادة زوج والدتها من حيث هرب منه، ولأنها كانت متلهفة إلى إنقاذ زوج والدتها، وافقت راكيل على خطة كلوديو…لكنها سرعان ما ندمت على قرارها هذا، ذلك لأنها بينما كانت تتظاهر بأنها مغرمة بهذا الرجل ذي الجاذبية التي لا تقاوم، وجدت نفسها تتمنى لو أن هذا التظاهر يصبح حقيقة واقعة.
--------------
الفصل الأول
--------------
فتحت راكيل مصراعي الباب وخرجت إلى الشرفة المغمورة بأشعة الشمس حيث اخذت تستنشق هواء توسكاني المشبع بشذا الأزهار والنباتات الخضراء، يا لروعة الهدوء والسلام الذي تستشعره في الأنحاء وهي تجيل نظراتها في هذه المنطقة الريفية بتلالها المكسوة بالكروم واشجار الزيتون والسرو القائمة الخضرة والمتطاولة نحو السماء الزرقاء، وابتسمت وهي تسمع صوت الصرصار الكسول، في حديقة الفيلا، يعلو في حرارة ذلك الوقت من النهار. إتكأت على درابزين الشرفة الحديدي وهي تنفض شعرها الأحمر الكث الجعد عن كتفيها إلى الخلف، وهي تذكر ما قالته لها صديقتها ابيجيل وهي تودعهـا فـي المطار منذ يومين: «لقد مضت عليك فترة صعبة مؤلمة، ولكن التغيير سيفيدك، سرعان ما تجدين نفسك قد نسيت هذه المحنة في وقت قصير .» ابتسمت راكيل الآن، إذ يبدو ان الحق كان مع أبيجيل فها هي ذي هنا في فيلا والدتها الرائعة الجمال في سان كابانو من ضواحي فلورنسا، تشعر وقد تملكها الذهول، لأن كلام صديقتها كان صحيحاً، وان ما كان قلب حياتها رأساً على عقب اثناء الأسابيع القليلة الماضية قد ابتدأ يتبدد قليلاً، فقد عادت تتنفس بارتياح، لقد انتهت المحنة. عبرت ذهنها لحظة، صورة مارك، سبب كل هذه المحنة. اما الآن وقد رحل من حياتها، فقد أدركت انها ستفتقده. ذلك ان صداقتهما كانت طويلة، وقد أمضيا معاً أوقاتاً سعيدة، ولشد ما كانت آسفة إذ تنتهي بهذا الشكل، فقد كان آخر ما ترغب فيه هو ان تجرحه وتسبب له الألم. وتنهدت. كانت المشكلة انه لم يدع لها خياراً، لقد هي كانت مولعة بمارك، ولكن لم يكن هناك طريقة تجعلها تقبل التفكير بالزواج منه. وما لبثت ان انتفضت متخلية عن هذه الأفكار الكئيبة، أليس هذا ما جاءت لأجله إلى هنا؟ لكي تنسى ما حدث؟ حيث انها بعد اسبوعين من التوتر والألم لأن مارك قد رفض قبول كلمة (كلا) على الفور قد أوحى إليها بفكرة فجأة، أو ليست هذه هي أحسن فرصة تستغل فيها دعوة والدتها المفتوحة على الدوام لزيارتها هي وزوجها دينو في توسكاني؟ وبعد، فقد حانت فرصتها السنوية ولم يكن لدى راكيل أية خطة لقضائها. لم يأخذ منها الوقت سوى مخابرة واحدة إلى والدتها، فقد كانت والدتها اجابت: «ان رؤيتك ستسرنا جدا.» وذهبت راكيل في نفس اليوم إلى مكتب السفريات حيث حجزت مكاناً في أول طائرة. اتكأت على الدرابزين وتنفست بعمق وارتياح بالغ، دون ان تفكر في عدة مفاجآت مثل ذلك السفر المفاجيء لوالدتها وزوجها دينو لزيارة اصدقاء لهما في كابري، ولكن رغم انها وحدها الآن، الا انها لم تندم على مجيئها، فهي في سكون هذا المكان الرائع الجمال، ستتمكن وفي أسرع وقت ممكن، من رتق اعصابها الممزقة، وإذا بذلك السكون وفي تلك اللحظة بالذات، يتشتت. ذلك ان دراجة نارية فضية ضخمة ظهرت فجأة من منعطف الطريق ومحركها يهدر مبعثراً الحصى في كل اتجاه، ليقف فجأة تحت شرفة راكيل، واخذت راكيل تنظر إلى اسفل متأملة تينك الكتفين العريضتين لذلك الرجل الذي كان يمتطي تلك الدراجة، أكان عليه ان يحدث كل تلك الضجة؟ - وانحنت فوق الدرابزين وصاحت به: «هل تريد شيئاً؟» واخذت تتساءل عمن يكون، فهي لم تكن تتوقع زائرين. لكن يبدو ان هذا الغريب والذي كان يرتدي سترة من الجلد، لم يسمعها، ودون ان يلقي نظرة إلى ناحيتها، كان يترجل عن الدراجة، ثم يتوجه نحو الباب الأمامي وبعد ذلك بلحظة كان رنين جرس الباب يتجاوب في أنحاء المنزل. تبأ لهذا الرجل واستدارت راكيل على عقبيها بضيق، عائدة إلى حيث هبطت السلم إلى الطابق السفلي، لا بد انه وضع اصبعه على جرس الباب والتصق هناك. تبأ له من وقح ألا يفكر ان من المفترض ان يكون اصحاب المنزل في قيلولتهم، انها ستلقنه درسا حال وصولها إلى الباب. ولكنها ما لبثت ان جمدت في مكانها وهي على قمة السلم. لقد توقف رنين الجرس الثاقب، ما الذي كان يجري؟ ذلك ان الباب الخارجي قد انفتح على مصراعيه ليظهر الزائر غير المرغوب فيه في وسط الردهة.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع