الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الهروب من الوهم

الكاتبة : فاليري بارف
-------------------
الملخص
------------
الغرور، عدم الإحساس، وقوة الإرادة . . . كان سلايد بينيديكت يملك كل هذه الصفات. إلا أن كونه رئيساً لها في العمل، وجدت ايدن انه من المستحيل أن تدرك عمق تغييره لمخططها في العطلة. لم تكن ايدن تدرك عمق الانجذاب بينهما في البدء، وإلا لكانت علمت أن عليها أن تبعده عنها، ليس من اجل حماية نفسها بل لتمنعه من اكتشاف أسرار ماضيها
--------------
الفصل الأول
--------------
وضعت ايدن ليل يدها فوق اذنها الثانية، تحاول أن تستمع إلى الصوت الآتي من الهاتف، وأن تصد الضجيج الآتي من قاعة المسافرين في المطار. فجأة، التقط نظرها المتجول شخصاً ملفتاً للنظر يخطو بحزم بين الزحام. قالت بصوت منخفض: «غیر معقول.»
«ما هو غير المعقول؟» جاءها الرد العفوي من الطرف الآخر من السماعة. استعادت ایدن انتباهها وقالت: «اعتقد أنني شاهدت رئيسي في العمل هنا منذ لحظة.» ضحكت فيونا قائلة: «ماذا يفعل سلايد بينيديكت في مطار هوبرت؟ اعتقد انه في مكتبه يحاول أن يحط من قيمة مساعد الانتاج الجديد.»
«تعنين مساعده الرجل الجديد.» قالت ایدن مشددة على كلمة رجل، وقد انسدل شعرها الذي يصل إلى كتفيها على جبهتها ليخبىء الأسى المرتسم في عينيها الزرقاوين. كان استقدام سلايد لرجل من خارج شركاته وتعيينه في المنصب الذي عملت ايدن لأجله منذ أشهر، أمراً في غاية الصعوبة عليها. «كنت اعتقد ان هذه الرحلة هي لرفع معنوياتك... تناسي كل شيء عن السيد بينيديكت المتعصب لبني جنسه.» تنهدت ایدن عبر الهاتف قائلة: «أنت على حق كما هو
الحال دائماً.» كانت فيونا تعلم كم أن ايدن في حاجة إلى إجازة. كانت حياتها في الفترة الأخيرة تبدو وكأنها مقلوبة رأساً على عقب، كل ما تفعله كان يأتي بنتيجة معاكسة. كانت رحلة ايدن هي الرحلة الوحيدة على قائمة الرحلات في مطار هوبرت. هل كان سلايد ينوي القيام بهذه الرحلة؟ ما عساه يفعل هنا؟ كانت تسائل نفسها. قالت فيونا محاولة أن تهدىء من العصبية البادية في صوت ايدن: «قد يكون سلايد قدم لملاقاة شخص ما على رحلة مالبورن.»
وافقت ايدن كلامياً على تعليل فيونا إلا أن عينيها بقيتا تلاحقان الرجل. قد لا يكون سلايد على الاطلاق. إذ كان هذا الرجل طويلاً ـ اطول من جميع المسافرين ـ عريض الكتفين انيق الملابس وكأنه خرج من صالة لعرض الأزياء... إلا ان ذلك لا يعني أنه سلايد. هناك الكثيرون من الرجال يحملون مواصفات مماثلة. إلا أنه من المستحيل أن يخطو جميع هؤلاء الرجال برشاقة طبيعية. كانت حركات هذا الرجل مألوفة لديها: الثقة المطلقة اثناء التحرك وطريقة رفع خصلة من الشعر الداكن عن جبهته ووضعها خلف اذنه. «ایدن... هل ما زلت على الخط.»
حاولت ایدن ان تعود وتركز على المخابرة التي تقوم بها: «نعم، أنا هنا. أريد أن أطمئن أن أمي قد استقرت حيث هي. لقد لاحظت مؤخراً أن شيئاً ما يسبب لها الإزعاج، إلا أنها لا تستطيع أو لا تريد اخباري به.» تنهدت فيونا قائلة: «ستخبرك عن ذلك عندما تصبح مستعدة مهما كان الخبر... الآن كفي عن القلق. ان دار
الرعاية التي انتقلت إليها من افضل الأماكن المخصصة لهذا الغرض. أنا أكيدة، إذ انني عملت هناك لفترة. كما أنه يوجد بينهم اخصائيون في الأمراض الوراثية كالمرض الذي تعاني منه والدتك. صدقيني أن بيغي ستكون في أيد أمينة.» «لا اريدها أن تكون تعيسة. أنا أعرف أننا لم نكن دائماً متفاهمتين وعلى وفاق، الا أنني...» «الا أنها ستكون اقل سعادة لو أنك الغيت إجازتك. الا تعتقدين أنها تشعر بالحمل الثقيل الذي تلقيه على عاتقك... ربما هذا ما كانت تحاول اخبارك به.» نفت ایدن بحرارة: «انها ليست بالحمل الثقيل. قد تكون صعبة المراس في بعض الأوقات الا أنها ستبقى أمي واريد لها الأفضل.»
«أنا اعلم انها تقدر لك ذلك. ولكن فكري لو كنت مكانها ألا تودين أن تعطي ابنتك فرصة ما إذا استطعت؟» «اعتقد هذا.» لم تفكر ايدن في الأمر من هذه الناحية، إلا أن تنازل بيغي عن حبها للتملك واصرارها على انفاق ارثها الصغير مقابل اقامتها في دار الرعاية كي يتسنى لايدن القيام برحلتها كان امرأ يفوق التصور. بالرغم من أن فيونا قللت نفقاتها إلى الحد الأدني، إلا أن المبلغ الذي تدفعه لها ايدن لم يترك لها مبلغاً كافياً للقيام برحلات، ناهيك بمبلغ معين تدفعه لدار العناية اثناء غيابها. قالت ایدن بتأثر: «لقد كنت طيبة جداً معنا يا فيونا.» أجابت فيونا بلهجتها الاسكتلندية تكشف عن محبتها لايدن: «هيا.. ارحلي من هنا حالاً إن الاعتناء بوالدتك امر محبب.»
قالت إيدن: «سنفتقدك... لا تنسي أن ترسلي لي بطاقة بريدية من اسكتلندا.» «سوف افتقدك أنا أيضاً.» كانت فيونا الممرضة قد اخذت إجازة لتمضيها مع اقارب لها في موطنها فطلبت: «ارسلي لي بطاقة أنت أيضاً في حال لم تكوني مشغولة مع رجل جذاب في كوينزلاند.» «تكاد تكون فرصتي مستحيلة لذلك.» ضحكت ايدن منهية حديثها في الهاتف. لقد جربت الحب مرة واحدة فقط، احبت رجلا تعرفت عليه في العمل. بدا جوشوا روبنسون رجلاً مثالياً بالنسبة إليها... حنوناً لكنه قوي. وقد امضيا سوياً اوقاتاً ممتعة.
كانت تحدد مواعيدها معه في الأيام التي تتمكن فيها فيونا من مجالسة والدتها في المساء، ولم يكن جوشوا يعترض بل كان يمتدح فيها اهتمامها بوالدتها. وكان يقول باعجاب: «لا يوجد الكثير من الفتيات امثالك.» وقد كان محقاً بطريقة ما. إذ لا يوجد الكثير من الفتيات اللواتي يعانين مثل مشكلتها... تلك المشكلة ـ مرض والدتها الوراثي - التي سببت الفراق بينهما عندما عرف بها جوشوا.
عادت الذكريات الحزينة إلى عينيها. حاولت ان تقنع نفسها أنها افضل حالاً دون الارتباط به، إلا أن الذكريات السعيدة كانت أقوى من المحاولة. إلا أن فراق جوشوا عنها ما زال يؤلمها. لم يكن جوشوا على حق لكي يمنحها حلماً بمستقبل مشترطاً أن تكون خالية من العيوب الوراثية، ويرفض الاقتناع بأن مرض أمها

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع