الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الهاجس المر
Bitter Possession

الكاتبة : جيني كارترايت
------------------------
الملخص
------------
كونها متعقلة، وذات مهنة واعدة، ومتمكنة من ذاتها، استطاعت روزي ان تستجمع نفسها وتتخلص من افتتانها بجاك هيلاك. وعلى اية حال، لا شك ان هذا الافتتان كان الدافع الوحيد وراء الزواج المبكر والمتسرع. لكن، فجأة، يظهر جاك مجدداً وهو ينوي جعل زواجه من روزي أمراُ علنياً، ناهيك عما هو أسوأ، ادعاؤه بأنه ما زال متيما بها ومصمما على ايقاعها من جديد في حبه!
--------------
الفصل الأول
--------------
لم يحصل لها ذلك منذ عامين. في السابق اعتادت ان تنجذب عيناها وراء ذلك الخيال، ذلك الشيء الذي يبدو لوهلة ظلا داكنا لرأس... يعلو رؤوس المحتشدين بضع بوصات. عندها تصاب بالظمأ، ويخفق فؤادها على ايقاع مرتعب لترتد على اعقابها مهرولة بالاتجاه المعاكس. ولحسن الحظ، فهي بعد مرور كل هذا الوقت، لم تعد تحس بخوفها المعهود. في الواقع، كانت قد اقنعت نفسها: يستحيل ان يكون هو القابع في تلك السيارة وخصوصاً بعد مضي أربعة أعوام، وتحديداً في دوركستر. كان جالساً وراء مقود سيارة حين شاهدته للمرة الأولى. لم تكن حينئذ تلك السيارة السوداء الداكنة لرجل الأعمال، بل كانت سيارة رياضية جداً، تضم مقعدين من النوع القلاب بلون اصفر داكن وغطاء بلون أزرق جاف، كانت تنساب لاصقة بالأرض، متكئة على عجلاتها العريضة، تبعثر الحصى بكل الاتجاهات، فيما تستدير بقوة عند ناصية الطريق.
كانت روزي منحنية على الأرض، منصرفة لازالة الاعشاب الضارة من قبالة المنزل، حين اجتاحت السيارة - أو على نحو ادق، سائقها ـ وعيها في تلك الأمسية الحارة من شهر تموز ـ يوليو. كانت نظرة خاطفة من الجالس على مقعد السائق كافية لترسل احمراراً تورد في وجنتيها. كان
ذاك بمثابة الرجل الأكثر جاذبية من بين كل من رأتهم في حياتها. لقد اندفع في الطريق الموازي لبيتها مركزاً ناظريه عليها. نفضت قاذورات الأرض عن يديها ووضعتهما في الجيوب الخلفية لبنطالها. قال لها بصوت خفيض: «مرحباً.» فاتحاً باب السيارة مدلياً أولا بساق مردفاً اياها بالثانية. كان يرتدي سروالاً من الغبردين الزيتوني اللون وقميصاً قطنياً أزرق. وبمنظر شعره الداكن، الكثيف المصفف لخلف جبهته وسحنته السمراء الضاربة للصفرة، بدا امثولة للاناقة المتألقة. ردت روزي مضطربة: «أهلا...» وحاولت الا تقع عيناه على قميصها الوردي الرديء المتسخ ببقع الأعشاب، وبنطالها المهترىء. قد يكون مظهرها على هذا النحو ساعتئذ وليد الصدفة، لكنه، بكل تأكيد لم يكن أنيقاً الاطلاق.
حين راح يسير باتجاهها، استجمعت نفسها واقفة على قدميها، ومتلهفة بأن لا يبدو الفارق بينهما كبيراً، ولماذا عليها ان تأبه لذلك إذا كان ما فكر به يتجاوز وعيها؟ لكن الأشياء لم تكن على هذا النحو. وفي الواقع كانت المشكلة تكمن بأنها بالكاد تقارب العشرين... بل ستبلغها بعد شهرين... غادرت المدرسة منذ بضعة أسابيع فقط، وما زالت تعيش كبقية فتيات المدارس أحلام اللقاء بأحد الأغراب، الحسن المظهر، صاحب القامة الفارعة والبشرة السمراء، يا لسخافة تلك الفكرة... كانت تعي ذلك تماماً... وخاصة انه يقارب الثلاثين على الأقل، وربما اتى لمشاهدة والدها لغرض ما.
وفيما كان يمشي الهوينا نحوها، قال: «أنني تائه منذ وقت وأنا أبحث عن الطريق المؤدي إلى دوركستر، لكنني درت حول هذه الأزقة لما يبدو ساعات.» وجدت روزي نفسها تتمنى لو تهب عاصفة ثلجية عاتية ليتسنى لها ان تومىء له بالدخول إلى المنزل وتقدم له حساء ساخنا قالت حائرة وكأنها لم تسمع قط بهذا المكان: «آه... دورکستر.» وعندها استجمعت قواها مرة واحدة لتضيف بسرعة: «انه لجد سهل، الآن، تنعطف لليسار من ذلك
الطريق وتسير مسافة قصيرة ومن ثم، هناك منحنى لليمين. اعتقد انها الأولى، ما لم تتجاوز الطريق المؤدية إلى مزرعة هـايواردز، لكن لا بد وأن جسراً مرتفعاً بعض الشيء عقب الطريق التي تبحث عنها. لا بد وأن تتيقن انك اتجهت في الاتجاه الخاطيء إذا ما تجاوزت المبنى العالي هناك.» رفع يديه كمن يذود عن نفسه، باسطاً راحتيه باتجاهها وقال: «تمهلي... انتظري دقيقة.» «أنا آسفة. أليس بوسعك متابعة ما أقول؟ انني لست خبيرة بالإرشاد إلى العناوين والاتجاهات، انني متخوفة. المشكلة انني امضيت عمري هنا وأعرف الأماكن دون الحاجة للتفكير بذلك. دعني الآن أشرح ذلك بكلمات... إذا
كنت تفهم ما اعني.» ابتسم ابتسامة باهتة لا تخلو من المرح، جعلت عيناه الزرقاوان تتراقصان. ردت بصوت عال وبوحي من فكرة خالجتها للتو: «أوه، أنا أعرف ما يجب عمله

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع