الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الهاجس
Savage Obsession

الكاتبة : ديانا هاملتون
------------------------
الملخص
------------
هل الطفل الثاني هو فرصة أخرى؟ قبل كل شيء كان زواج بيث من تشارلس جنونا، فقد كانت مقتنعة بأن لا شيء وخصوصا هي، يمكنه أن يبعد تشارلس عن المرأة التي كان يحبها حقاً. وقد انتهى زواج بيث من تشارلس عمليا عندما أجهضت فخسرت بذلك الطفل الذي كان هو متلهفا إليه. وهكذا لم يعد ثمة فائدة من الادعاء بأنها ما زالت ضرورية في حياته، خصوصا وأن بامكان المرأة الأخرى أن تقدم له ما لا تستطيعه هي…أن تقدم له ابنا…ابنه؟ واكن لدى بيث أسبابا تجعلها تعتقد هذا، فهل حملها الثاني، والذي اكتشفته بعد أن تركت تشارلس، سيكون ذا أهمية بالنسبة إليه الآن؟
--------------
الفصل الأول
--------------
ما كان لها أن تتزوجه، فقد كانت حمقاء إذ توقعت امكانية نجاح ذلك الزواج، فيا لها من غبية. أخذت بيث تضرب بقبضتها الصغيرة حافة النافذة، وقد حجبت دموعها منظر حدائق منزلها ساوث بارك الرائعة. استدارت عائدة إلى غرفتها. ليس هناك وقت للبكاء. لا وقت للشروع في معركة للتغلب على الصدمة التي خلفت فيها هذا الألم في الأعماق، لا وقت هناك لمحاولة التغاضي عما رأت، وعما سمعت. لذا، لربما حفلة العشاء هذه الليلة ستكون ذات نفع لها وإن بدت خلاف ذلك وهي تقوم بدور المرأة التي تزوجها تشارلس سافيج... المضيفة المثالية لزملائه في العمل، فالقوم الذين بإمكانهم أن يكونوا ذوي نفع له... سيساعدونها في التغلب على الألم. ولكن كيف يمكنها التغاضي وهي تعلم بأن زانا هول، المرأة التي كانت حب حياة تشارلس وهاجسه الدائم، هذه المرأة هي هنا مرة أخرى؟ من الواضح أن ذلك كان بناء على دعوة منه، والأسوأ من ذلك. الأسوأ للغاية، هو اكتمال ذلك مع ابنهما البالغ من العمر سنتين، والذي هو ثمرة حبهما السيء المصير. شعرت لحظة بالألـم الـحـاد الذي استطاعت السيطرة عليه منذ اجهاضها منذ ثلاثة أشهر، شعرت به يهدد بتمزيق جسدها. ولكنها تجاهلته وتغلبت عليه، قبل أن يصل إلى الحد الذي لا يحتمل والذي يتركها عاجزة لا تصلح لشيء. أطبقت فمها بشدة وهي ترفع المشط، عابسة لارتجاف يدها، ثم أخذت تسرح به شعرها الأسود الطويل. إنها ستتصرف كما اعتادت عندما يكون لديهما ضيوف، فقد تمكن بذلك من التغلب على المحنة القادمة دون أن تلمس كرامتها. الكرامة، أو مظهرها على الأقل، هي كل ما لديها. ذلك أنه لم يكن لديها كبرياء أو احترام للنفس تتمسك بهما، وما كان لديها ذلك ابدأ، بالنسبة لتشارلس وإلا لما وافقت على الزواج منه. أغمضت عينيها وهي تشعر بالاحتقار من نفسها، ثم خرجت من الغرفة قاصدة المطبخ. سيبدأ ضيوفهما بالتوافد الآن في أية لحظة، وكانت الغرف جاهزة لهم. فالحديث عن العمل سيستمر أغلب العطلة الاسبوعية، وهناك زوجتان ينبغي الترحيب بهما غداً في غياب الرجال. فالنزهات في حدائق ساوث بارك هي رائعة على الدوام. كذلك تناول الشاي في الشرفة. ذلك دون أي اشارة إلى ما كانت تعانيه أو تشعر به، وفي المطبخ الرائع، استقبلتها السيدة بيني متذمرة: «وكأن ليس لدينا ما يكفي من العمل.» نظرت إلى بيث بطرف عينيها، حتى تأتي تلك السيدة مقتحمة المطبخ لتطلب ارسال الشاي إلى المكتب، وكذلك الحليب والبسكويت للطفل. إنه نسخة طبق الأصل عنه. وهذا، في رأيها هو عار. أخذت بيث تنظر إلى الخضار الطازجة بجمود. لقد خدمت السيدة بيني والدي تشارلس على الدوام باستثناء فترة قصيرة منذ ثلاث سنوات. وها هي ذي تنتبه إلى التشابه بين الوالد والابن، وكان ذلك واضحا على كل حال. حاولت أن تسمر نظراتها على مختلف أواني الطهي. لا فائدة من الاعلان عن تعاستها وذلها، ولكنها لم تحاول اسكات السيدة بيني وهي تتابع انتقاداتها اللاذعة: «وعندما ذهبت لاحضار الصينية، وذلك منذ عشر دقائق، وكانت ما تزال هناك، أخبرتني بأنها جاءت للمكوث هنا، قائلة أريدك أن تجهزي لي غرفة، يا سيدة بيني، وبسرعة، طبعاً. قالت ذلك بلهجة آمرة. وذلك الطفل، يا له من طفل لطيف. ليس الذنب ذنبه، أليس كذلك؟ وقد قلت لها على الفور، نعم. إنني مشغولة جداً يا آنسة هول. إنها ما زالت آنسة، أليس كذلك؟» سارت نحو حوض الغسيل وابتدأت تغسل الخضار، وهي تتابع قائلة: «لا أدري ما هو قصد زوجك بمنحها غرفة في المنزل وهي التي لم يصدر عنها سوى الازعاج. هذا ما أعرفه.» كانت بيث تعلم جيداً السبب الذي جعل تشارلس يعطي زانا غرفة، ولكن هذا شيء لا تستطيع احتمال التفكير فيه حالياً، وهكذا أجابت بلهجة ساخرة: «إنني واثقة من أن السيد سافيج لديه سبب منطقي يدفعه إلى ذلك.» لكن السيدة بيني أجابت بحدة: «لا تقولي السيد سافيج. إن تشارلس الفتى سيبقى على الدوام بالنسبة إليّ، تشارلس الفتى الذي عرفت منذ جئت للعمل عند والديه وكان في العاشرة من عمره.» ارتجفت بيث، وتمنت لو كان لديها ثقة هذه المرأة وشعورها بالانتماء إلى هذا المكان

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع