الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
-------------------- الكاتبة : مارغريت مايو -------------------- ------- الملخص ------- عندما انقطعت علاقتهما فجأة، لم تكن تانيا تتوقع أو حتى تريد أن ترى أليخاندرو هيرارا مرة أخرى رغم أن ذكرى أيامهما الماضية لم تبارح خيالها. وهكذا ذهلت وهي تراه فجأة في اللحظة التي وصلت فيها إلى تينيريف واكثر من ذلك حين أصر على أن يأخذها لتتفرج على احتفالات الكرنفال، وأثناء الاحتفالات تلك، عادت المشاعر بينهما تشتعل مرة أخرى، ولكنكان على تانيا أن تبذل جهدها لمقاومتها….كيف بإمكانها أن تنسى أن أليخاندرو كان هجرها ليتزوج من امرأة أخرى؟ ----------- الفصل الأول ----------- لم تستطع تانيا أن تصدق مبلغ تعاسة حظها، لقد كان السبب الذي كان يجعلها تكف عن زيارة شقيقتها في تينيريف هو خوفها من أن تصادف اليخاندرو ولكنها ما كانت تضع قدمها على هذه الأرض الاجنبية، حتى رأته على الفور في المطار ما جعل قلبها يخفق بسرعة، وذهنها يضطرب. كان بالغ الوسامة، كما تتذكره، اطول قامة من معظم مواطنيه، وكان شعره الأسود اللامع يرتفع بقصته، عن حدود ياقته، وتلك العينان البنيتان الثاقبتان بأهدابهما الكثيفة واللتان طالما أوهنتا عزائمها، مازالتا كما تعهدهما، لو كانت قالت انها لم تشعر بشيء لرؤيته، لكانت كاذبة، ولكنها لا تستطيع تناسي الألم المدمر الذي كانت شعرت به حين علمت انه متزوج. «تانيا، تانيا، أنا هنا.» وصل صوت شقيقتها إليها خلال اصوات المسافرين والضجة العالية، ولم تكن هي الوحيدة التي سمعته، فقد أدار اليخاندرو رأسه ينظر في اتجاه شارلين، ومن ثم اخذ ينقل نظراته بينها وبين شقيقتها تانيا، حدث كل ذلك في جزء من الثانية، فقد تلاقت نظراتهما فرأت عيناه تضيقان فجأة قبل أن يتحول انتباهه إلى امرأة رائعة الجمال أمسكت بذراعه ترحب به بحرارة، كانت امرأة ذات شعر أسود متبرجة للغاية وبالغة الأناقة، وازدادت المرارة التي كانت تانيا شعرت بها، طالما كانت تتساءل عما عسى ان يكون شكل زوجته، وها هي ذي تراها الآن، وتمنت لو ان باستطاعتها ان تستدير عائدة إلى انكلترا، وذلك في نفس الطائرة. كانت شقيقتها شارلين قد شقت طريقها إلى جانبها تحييها بشوق وحماسة، وعندما عادت ثانيا، بعد ذلك تنظر في اتجاه اليخاندرو وجدته قد ذهب، أترى رؤيتها له مجرد تخيلات لا غير؟ ولكن كلا، انها واثقة من انها رأته حقاً، وفيما كانت تفكر في ذلك، إذا ببطاقة تدس في يدها، وصوت لا يمكن ان تنساه يهمس في أذنها. «أحب ان اتحدث إليك، فاتصلي بي هاتفياً.» وسرعان ما اختفى بنفس السرعة التي ظهر بها، ونظرت شقيقتها إليها بحيرة: «أتراه هو حقاً؟» فأومأت تانيا تجيب: «انه هو نفسه.» «لا يمكنني تصديق ذلك، فأثناء هذه السنتين اللتين أمضيتهما هنا، لم أره حتى ولا مرة واحدة. من فتمتمت تانيا: «اعرف هذا فقد كنت اخبرتني به، وكان هذا ما اقنعني اخيراً بالحضور إلى هنا، ويا ليتني لم احضر... فهو سيدمر إجازتي.» «کلام فارغ، فأنت لن تريه مرة أخرى، ما الذي يريده منك، على كل حال؟» «قال انه يريد أن يتحدث إلي؟» فقالت شارلین ساخطة: «يا لوقاحته، هل هذا عنوانه؟» واختطفت البطاقة من يد شقيقتها ومزقتها قطعاً صغيرة ذرتها في الهواء.