الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الشفاء بالحب

الكاتبة : ليندسي أرمسترونغ
-------------------
الملخص
------------
الفنانون، كما خبرتهم جوانيتا من خلال حياتها العائلية، هم أناس لا يمكن التكهن بتصرفاتهم، إذ انهم ينساقون إلى أمزجتهم وتصوراتهم الغريبة. وكان الكاتب غاريت ووكر مثالا صادقا لذلك حين أوضح لها أن الجاذبية التي شعرت بها نحوه، لم يشعر هو بها. وكانت جوانيتا غارقة في المشاكل. هل ما شعرت به نحوه هو مجرد تأثر عارض؟ ثم هل كانت نواياه أكثر جدية؟ ولكن. إذا كان هذا صحيحاً. فماذا عن تصريحه بأنه ليس من النوع الذي يصلح للحياة الزوجية؟
--------------
الفصل الأول
--------------
«من أنت بحق الجحيم؟!»
نظرت جوانیتا سبنسرهيل بحيرة إلى الرجل الذي فتح لها الباب بعنف وثورة، رغم أنها كانت قد قرعته بكل رقة وأدب. كانت قد شاهدت غاريت ووكر هذا في مقابلة تليفزيونية حيث تحدث فيها عن أفضل كتبه الأخيرة مبيعاً، وكان إلى حد ما على وشك التصادم مع المذيعة المعروفة بهدوئها ورصانتها والتي كانت تجري معه المقابلة. ولقد كان يعرض، من خلال الشاشة الصغيرة، ذكاءاً وسحراً وحيوية، ذلك الذي كان يمثل شخصية الرجل العملي الخبير بالنساء. كانت تراه أمامها الآن شخصياً، وبالرغم من مظاهر الضيق البالغ على وجهه، كانت شخصيته القوية
المسيطرة واضحة بقوامه القوي الرشيق والبالغ ستة اقدام، وذلك بالرغم من مظهره الخشن بقميصه الكاكي وسرواله الجينز الباهت اللون. عاد يقول: «أكرر، من أنت بحق الجحيم؟ ولماذا تقفين مشدوهة تحملقين في وجهي بهذا الشكل؟» أقفلت جوانيتا فمها وقد تضرج وجهها، وقالت وهي تمد إليه يدها: «إنني جوانيتا سبنسرهيل من شركة بلومون وقد أرسلت لأكون هنا في هذا الوقت بالذات لكي...» قاطعها: «سبنسرهيل؟ كنت أظن أنهم سيرسلون إلى الآنسة هيل فقط.» وتجاهل يدها الممدودة رغم أنه حدق
لحظة في أصابعها الرشيقة التي كانت خالية من كل زينة ما عدا خاتم في اصبعها الصغير، وفي معصمها الرقيق الذي تحيط به ساعة ذهبية كبيرة بسوارها المخملي وسوار ذهبي بجانبها. ومن ثم رفع إليها عينيه الزرقاوين الرائعتين ومضى يتفحصها بوقاحة من قمة رأسها حتى اخمص قدميها. من شعرها القائم اللامع المعقود إلى الخلف إلى أسفل رقبتها، إلى عينيها القاتمتين، وقوامها الممشوق في ثوبها الجميل المنقط باللونين الأبيض والأسود بتنورته الطويلة، إلى حذائها الأسود المنخفض الكعب، ثم إلى عصا تحملها في يدها. ولم تظهر أساريره أية دلائل على مدى تأثره بمظهرها. وهو يسألها بجمود: «هيا تكلمي يا سيدتي. كلي آذان صاغية.» عضت جوانيتا على شفتيها وقد عاد وجهها إلى
التضرج وهي تقول: «إن... إن غلطتي، يا سيد ووكر، هي أنني أعمل باسم هيل، ولكن غاب هذا عن ذهني.» قال ساخراً: إنني أعجب إذ تتجولين بين الناس لتخدعيهم بهذا الشكل، يا آنسة سبنسرهيل؟» استجمعت جوانيتا شجاعتها لتقول له ببرود: «إنني لا أرى في ذلك أي نوع من التضليل، يا سيد ووكر. إنني...» قاطعها: «حسناً، ولكنني أنا أرى ذلك. وأظنك إحدى أفراد أسرة سبنسرهيل التي تزهو بنجم من نجوم الشاشة الفضية، الفائز بجائزة أرشيبالد.» جفلت جوانيتا وهي تتساءل عما تراها اقترفت لكي تستحق مثل هذا الاستقبال. وقالت متلعثمة: «إن... إن أبي ممثل، وأمي رسامة، كما أن أخي سائق سيارة سباق
ولأنني لا أريد أن أستغل شهرتهم في عملي فقد عملت باسم آخر...» قاطعها بابتسامة صغيرة: «أم لأنك تريدين أن تنفصلي عنهم؟» تنفست جوانيتا بعمق وهي تقول عابسة: «إنني لا أريد أن أتحدث عن أسرتي معك، يا سيد ووكر، ولا أن أقف هنا أتلقى الإهانات. لقد جئت إلى هنا في مهمة عمل، ولكن يبدو أنني لم أعجبك مما يجعل هذا العمل مستحيلاً بيننا. ولهذا، فإنني ذاهبة. إلى اللقاء.» استدارت لتذهب عندما قال بلطف: «عظيم! إنك بليغة في كلامك. ولكن، لماذا تحملين عصا؟» قالت: «إنني... ذلك ليس من...»
قاطعها: «ليس من شأني؟» وابتسم لها فجأة، إبتسامة مشرقة أصابتها بالإرتباك. وتابع يقول: «حسناً، فلندخل في الموضوع الذي هو من شأني... حسناً، أدخلي.» ووقف جانباً ليدعها تمر، ثم ما لبث أن قطب جبينه وهو يميل برأسه يسألها: «كم يبلغ عمرك يا آنسة سبنسرهيل؟» حدقت جوانیتا به، ثم قالت بجفاء: «وهذا أيضاً ليس من شانك .»
قال متهكماً: «أوه، بل أظن أن الأمر كذلك. فإنك هنا لكي تعيدي زخرفة منزلي، ولهذا، فنحن بحاجة إلى أن يعرف كل منا شيئاً عن الآخر. إنني في السادسة والثلاثين، بينما يبدو عليك أنك في الثامنة والعشرين.» قالت دون تفكير: «إنني في الخامسة والعشرين.» قال لاويا شفتيه: «اللعنة. إذا أردت أن تسيء إلى امرأة فخمن عمرها بأكثر مما هو

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع