الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : بيبر آدامز
-------------------
الملخص
------------
بعد عشرين سنة على نفيه من حياة ابنه، استغنى دانيال لوكاس عن الأبوة، ثم اكتشف أنه أصبح جدا!
ظهرت جيني ماهيو زوجة ابنه الذي لا يعرفها من قبل أبدا وبين ذراعيها حفيده الحبيب آملة باعادة الصلة بينه وبين عائلته. مع أن جيني أرادت مشاركة دان في عائلتها لكن شقيقتها الجميلة ماغي كانت رافضة ذلك.
ما كانت ماغي لتسمح لدان بالعودة ليكون جزءا من عائلتها إلا إذا اوضح ماضيه. لماذا هجر ابنه مع أن ماغي سمعت طرفا واحدا من الحكاية إلا أنها خشيت سماع الطرف الآخر. لأنه بحال كان دان الرجل المحب حقاً الذي يبدو عليه فهو قد يسرق عائلتها وقلبها أيضا، فهو أكثر من مجرد رجل. إنه أب رائع.
--------------
الفصل الأول
--------------
«هل أنت دانيال لوكاس؟»
وقفت امرأة شابة لم يسبق لدان أن رآها على عتبة منزله
وبين ذراعيها طفل صغير.
«أجل.» قال دون ان يتحرك من مكانه فيما هواء تكساس
البارد يلفحه. انتظر بصبر نطق الشابة بما تريد، لكنها ظلت
صامتة لبضع ثوان وتساءل إن كانت زبونة ثرية تقصده بعمل
ما. في هذا الصباح البارد شاهد سيارة قديمة متوقفة امام
منزله واحدهم بداخلها. ألقى نظرة أخرى على الفتاة أمامه،
على معطفها الرقيق وحذائها الرخيص وقرر انها بالتأكيد
ليست زبونة ثرية. فبحال ارادته ان يكون محاميها، فلا شك
ان ذلك سيتم عبر المساعدة القانونية.
«بماذا يمكنني مساعدتك أيتها الشابة؟»
صححت الشابة من وضعية حملها للطفل وحدقت بدان
بفضول، ثم قالت مبتسمة: «لا تبدو كبيرأكفاية بالسن لتكون
والد غاري.» ذهل دان لذكر ابنه الذي لم يعرفه، واصبح
فوراً متشككاً بالشابة وبنواياها.
«كنت مراهقاً حين ولد.» شرح دان، لقد كان في التاسعة
عشر من عمره حين ولد طفله وجعلته زوجته السابقة والداً.
احتضنت الطفل بيد وبيدها الأخرى ابعدت خصلات
شعرها البنية عن وجهها قبل ان تقول: «أنا سعيدة بلقائي
أخيراً بك.»
حان دور دان الآن ليحدق بالشابة التي أمامه، لم تكن قد
تجاوزت العشرين من عمرها، بدا الطفل على ذراعها عبء ثقيل
على جسدها الرشيق لهذا كانت تغير طريقة حمله على الدوام،
ابتسامتها المشرقة كانت تضاهي ابتسامة الطفل. اصول اللياقة
تفرض عليه دعوتهما إلى الداخل، لكن ظل دان بانتظار المزيد
من الشرح منها. فبعد كل شيء ما دامت تعرف غاري كفاية
لتعرف انه والده فعليها الادراك انها في حمى
الأعداء.
«أنا جيني.» قالت وكأن الاسم وحده كفيلاً بتمييزها.
«سررت بلقائك يا جيني. لكن ان كنت تبحثين عن غاري،
فقد جئت إلى المكان الخاطىء .»
كانت المرارة في نبرة صوته، تُظهر أن أكثر ما يندم عليه
في حياته، هو عدم وجود اي علاقة بينه وبين ابنه.
ردت الفتاة برقة: «لا ابحث عن غاري.»
«رغم ان السؤال قد يبدو فظاً، لكن لو سمحت لماذا انت
هنا؟»
حان أن المنياوى محلي ا
رفعت رأسها وشدت ذراعيها على الطفل وكأنها تدافع عن
حقه، قائلة: «ظننت ان الوقت قد حان لك لمقابلة حفيدك.»
نظر دان إليها وسأل: «من؟»
ادارت الطفل حتى يرى دان وجهه واخدت نفساً عميقاً ثم
قالت: «حفيدك، هذا هو ماثيو.»
دخلت جيني المنزل واغلق هو الباب خلفها. خانته
الكلمات فنظر إلى الطفل كمصدر الهام. كانت خصلات من
الشعر البني الحريري تظهر من تحت قبعته الزرقاء، شعر
داكن تماماً كعينيه البنيتين الواسعتين اللتين كانتا تنظران
اليه بفضول. انهما عينا آل لوكاس.
بالكاد كان دان قادراً على رؤية الأنف الدقيق والوجنات
الممتلئة، فالطفل كان يلعب بعضاضة بلاستيكة ملونة
يمسكها بيده. لكن بدا الطفل الصغير مألوفاً، يبدو شبيها
بغاري كما يذكر دان حين كان بمثل سنه قبل سنوات كثيرة.
اشعلت الذكرى نبضات قلبه فيما تلاقت نظراتهما، ابعد الطفل
اللعبة البلاستيكية عن فمه وقدمها بسخاء لدان، وارتسمت
ضحكة واسعة على وجهه اظهرت بضع اسنان بالداخل.
تناولت جيني اللعبة منه ومسحت ذقنه، ثم قبلت الطفل
على أنفه قائلة: «هذا جدك لوكاس يا ماثيو.»
«بابا.» تمتم الطفل وهو لايزال يضحك.
«انه يتكلم وعمره لم يتعد السنة، اترغب بحمله؟»
تناول الطفل منها لأنه لم يكن امامه اي خيار آخر، هو لم
يتناوله لأن موجة من حنان الجد اجتاحته، فهو لا يعرف
ماهية تلك المشاعر اصلاً، لكن هذا يحتاج لبعض الوقت
للاعتياد عليه، لم تتسن له الفرصة ليكون والداً فكيف ان
يكون جدا؟ كان في التاسعة والثلاثين من العمر فقط.
لم ينزعج ماثيو لانتقاله إلى احضان شخص غريب كما
يبدو. فقط ظل يضحك ويثرثر بلغته الطفولية. في الواقع كان
صغيراً لدرجة شعر دان بعدم الارتياح لحمله مخافة ان
يؤذيه، لعلها بذلة الثلج المنتفخة التي يرتديها هي من جعلته
يبدو ثقيل الوزن. «دادا.» تمتم الطفل.
«لیس دادا.» صححت جيني وتابعت برقة: «بل بابا، انت
وغاري متشابهان كثيراً لهذا يشعر ماثيو بالارتباك.»
«نحن كذلك حقاً؟» عرف دان آن سؤاله كان تافهاً، لكن
آخر مرة شاهد فيها ابنه كان الأخير مجرد طفل صغير.