الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أتسمع حبي

الكاتبة : راشيل فورد
-------------------
الملخص
------------
تحاول تامسين حماية أرضها بكل ما أوتيت من وسائل، لكن زاك مصر على استرجاع هذه الراضي بعدما باعها والده بسعر زهيد لوالد تامسين، وتبدا المشاكل والمحاربة الكلامية بينهما إلى أن ينتصر أحدهما أخيرا.
--------------
الفصل الأول
--------------
تحطم غصن عندما داست تامسین عليه بقدمها، فجمدت في مكانها حابسة انفاسها، ولكن لـم تبدر أية ردة فعل من الرجل ذاك، بل بقي مستنداً إلى جذع الشجرة، وهو يحدق في مياه الجدول المتدفقة. وفجأة، خرج القمر من خلف مجموعة من الغيوم فتراجعت بسرعة إلى ظل شجرة السنديان بجانبها، ونظرت إلى الرجل مرة أخرى، ولكنه كان ما زال شبحاً مبهما اكثر دكنة من النباتات القائمة حوله، كانت على وشك ان تصطدم به لولا ان حركة بسيطة نبهتها إليه بينما كانت تقترب منه. أرهفت حواسها ظلمة الغابة حولها ما جعل من أية حركة بسيطة، مثل احتكاك غصن بآخر، أو احتكاك أوراق الشجر فوق رأسها، أو حركة خفيفة لمخلوقات ضئيلة تتسلل بين المرات. الأعشاب، جعل كل ذلك يتضخم في مسامعها عشرات ونعقت من بعيد بومة بصوت جعل جلدها يقشعر فزعاً، ولكن أهي بومة حقاً، أم هو لص متسلل في هذا الليل... أم هو عدو؟ ولكن لم يكن ثمة صوت آخر، وهكذا عادت خفقات قلبها إلى طبيعتها. لفت وشاحها الأسود تخفي به قسماً من وجهها، ثم تركت ظل الشجرة واخذت تركض بصمت مجتازة الياردات القليلة من الأرض، حيث كانت الأعشاب تلمع باللون الفضي في ضوء قمر، إلى حيث وصلت إلى جذع شجرة أخرى. كان بإمكانها ان ترى الرجل الآن بوضوح تام، كان ظهره اليها مستغرقاً في تأمل الصخرة التي كانت الطحالب تغطيها والقائمة على ضفة جدول المياه، يا له من أحمق، فقد كان يجلس من دون احتراس، وقد بدا واضحاً انه يظن نفسه آمناً تماماً في هذا الركن من الغابة، ولكن تامسن اقتفت أثره إلى هذا المكان لأنها كانت تعرف وتعشق كل إنش من هذه الأرض، منذ طفولتها. إستلت البندقية من حزامها خلسة، ثم مدت يدها إلى سترتها فأخرجت منها الرصاصة ووضعتها في الخزان، ثم أزاحت بقدمها بخفة، غصناً جافاً آخر، وعادت تخرج من مخبأها ثم تسير بشكل جانبي كيلا يراها. رفعت معصمها الأيسر، ثم سددت فوهة البندقية والتمع المعدن في ضوء القمر، وللحظة إرتجفت يدها، فقد كان جاعلاً من نفسه هدفا سهلا لها، ولكنها ما لبثت ان نبذت ذلك الشعور بوخز الضمير الذي تملكها، وعادت تسدد البندقية مرة أخرى، ثم ضغطت بإصبعها على الزناد. لكن في نفس الوقت، إذا به يستدير بحركة سريعة، متأهباً للقفز في اتجاهها، ولكن بعد فوات الأوان إذ ان الطلقة اصابته في صدره مباشرة. وصدرت عنها صيحة: «ها، انك ميت الآن.» ولكنها ما ان ألقت نظرة على وجه الرجل، حتى تلاشت صيحة الانتصار لتحل مكانها رجفة ذعر ثم ألقت البندقية من يدها واستدارت لتهرب، ولكنه كان أسرع منها هذه المرة. «أية لعبة تظنين نفسك تقومين بها؟» استطاعت ان ترى بوضوح الصباغ الأحمر الذي سال من رصاصتها والذي تناثر رشاشه على كنزته ذات اللون الأزرق الفاتح وكذلك عينيه ووجنته اليسرى، وكانت عيناه أكثر برودة مما كانت تعهدهما: «والآن أي مشاغبة أنت.» «مر... مرحبا يا زاك.» «تامسین... تامسين وستماكوت؟ يا للحمقاء الصغيرة، ما الذي جعلك تقومين بذلك؟» وأخيراً، استطاعت ان تتمالك نفسها، فأجابت ببرود: «المفروض ان ألقي انا عليك هذا السؤال.» تابعت تقول: «اظنك تعلم بأنك تتعدى على أملاك الغير، فإن أرضك تنتهي حدودها عند الجدول.» وكانت تقول له هذا بلهجة رسمية باردة. فقال من دون اكتراث: «آه، نعم لقد نسيت ولكن أسرتك، على كل حال هي صاحبة لسكومب منذ متى... أربع سنوات؟ ولكننا امتلكناها منذ خمسمائة عام قبل ذلك.» وعندما حملقت مندهشة، تابع يقول: «ما الذي ستفعلينه بهذا الشأن؟ قومي بالمزيد من أساليب رامبو وتخلصي مني دون مساعدة من أحد.» ردت عليه بحدة: «نعم، فهذا يعجبك، أليس كذلك؟ هل لكي امنحك فرصة أخرى لتعاملني بها بهذه الخشونة والعنف؟.» فقال عابساً: «هذا ما أريد القيام به، فأنت لا تعلمين كم أنت محظوظة، فأن ألتفت فأرى شخصاً متنكراً وفي يده بندقية قادما نحوي .. لقد تدربت على كسر العنق في موقف كهذا

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع