الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حلم يتحقق

الكاتبة : ايما ريتشموند
------------------------
الملخص
------------
لو ان خطيب دافينا لم يتركها من أجل فتاة تعتبرها من أفضل الصديقات. لما كانت تعرفت على جويل جيلمان. والآن بعد أربع سنوات من تصادمهما وافتراقهما، يبدو أن الزمن لم يمح ذكرياتهما الماضية، لكن جويل مرتبط بامرأة أخرى وله منها ابنة صغيرة اسمها ايمي. لكن وعندما طلب جويل منها أن تهتم بها، وجدت دافينا بأنه الآن قد أتتها فرصة مؤقتة لتجرب التعامل مع الأطفال، لأن ذلك ما كانت تطمح إليه دائماً.
--------------
الفصل الأول
--------------
«ومع أن الناس يميلون إلى زراعة الأعشاب الفريدة في حدائقهم لاستعالها في أنواع عديدة من المأكولات، مثل: النعناع، والقصعين...» ورفعت دافينا رأسها لتبتسم إلى محدثتها. لكنها تجمدت في مكانها فجأة، وحدقت غير مصدقة بالرجل الذي يقف في الطرف الآخر من الغرفة. كان مستنداً إلى الحائط، وقد بدا عليه التفكير العميق. ثم وكأنه شعر بأنه مراقب، رفع رأسه، فعرفته دافينـا فـي الحال. آه، إنه جويل جيلمان.
تسمرت في مكانها بذهول ودهشة، وأخذت تنظر من حولها بذعر وخوف، مثل الحيوان الذي يقع في مصيدة ويفتش عن منفذ يمكنه من الهرب. فسألتها ماريا بقلق: «هل أصابك مكروه؟ لقد شحب لون وجهك.» «ماذا؟» قالت دافينا ملتفتة إلى ماريا، وبدت ملامح وجهها غير طبيعية فكأنها نسيت حتى من هي، فتراجعت عن دهشتها واستغرابها واستدركت قائلة: «لا. لا. إنني بخير.» لقد كذبت على ماريا، فهي ليست بخير، ولكن ماذا عساها ان تقول غير ذلك؟ فصديق قديم ظهر فجأة من جديد؟ ثم تابعت بارتباك: «يجب أن أذهب! لقد تذكرت بأنني لم أدون بعض الملاحظات الهامة... انني بحاجة إليها لأعمال الغد. آسفة، سأراك في صباح يوم الغد.» أدركت أنها كانت
تتفوه بكلام لا نفع منه، دون أن تفكر بالكلمة التي تقولها، لأن همها الوحيد كان في أن تخرج من هذا المكان وفي أقصى سرعة. وضعت نظارتيها على طاولة قريبة، وحشرت نفسها خارجة بين جمع من السيدات لتصطدم بعد ذلك بالحائط، فابتسمت بخجل وارتباك واعتذرت ثم أسرعت بخطى متعثرة نحو الباب.
وجدت الخادمة في القاعة تقوم بأعمالها المكلفة بهاء فابتسمت دافينالها باعياء قائلة: «اشعر بصداع في رأسي.» «فينا؟» عرفت صاحب الصوت، ولكنها تعمدت عدم الانتباه. وأخذت ترتجف مذعورة لدرجة انها خشيت السقوط على الأرض الشديدة اللمعان والنظافة من المواد التي تستعمل عادة لذلك. ثم تقدمت بحذر وخوف إلى الباب، ولكن يدأ قوية أمسكت بيدها لتمنعها من القيام بخطوة أخرى، تسمرت في لا وقد ظهر مكانها وشعرت كأنها أصيبت بشلل تام، أمامها من جديد.
«فينا؟» انها لا تريد الاجابة، بل تريد أن تصرخ عالياً وأن تقول بأنها ليست فينا وبأنه مخطىء في تصوراته. ولكنه لم يترك يدها، بل أدارها بهدوء لتنظر إليه وجها لوجه، ونظرت ولـم تستطع التفوه بكلمة واحدة، لكنها تغلبت على نفسها ونطقت باسمه فقط دون اية كلمة أخرى: «جويل.» جنس اور لكنه لم يبتسم لها، فأي شخص آخر كان قد ابتسم في مثل هذا الموقف، فكرت دافينا وهي ما زالت تشعر بالخوف والقلق. أي شخص آخر كان قد تركها تذهب في حالها،
وبالأخص اذا كان يدرك بأن هذا هو مطلبها، أي شخص آخر عدا جويل. «يجب أن أذهب.» «ليس الآن.» وجاء صوته كما تتذكره، يتشدق بالكلام بثقة تامة، وكأن ما يقوله أمر يجب أن يطاع. كانت بعضاً من خصلات شعره الأسود كما تتذكره دائماً، تسقط على جانب وجهه المفكر الشارد في معظم الأحيان. ارادت أن تقول له بأن بايرون الشاعر الرومانسي توفي منذ زمن بعيد وأخذ معه الرومانسية أيضاً، وأنها لا تريد الوقوف معه أكثر.
فقال لها مقاطعاً حبل أفكارها: «لقد مر وقت طويل.» كل ما استطاعت أن تجيب عليه: «نعم.» «تبدين بحالة جيدة.» «شكراً لك.» ابتسم بعد ذلك، ولكن ابتسامته لم تكن عذبة ومشجعة كما يجب، لا بل التواء بسيط وساخر بين شفتيه مثل التي تتذكرهـا منه وأكثر، وبقي ممسكاً بيدها، فاستدركت ذلك أخيراً وقالت بتثاقل في نبرة صوتها: «لا. توقف.» «شعر متموج وعينان مشعتان، مثل النمر. كان علي أن أرسم...»
«لا. توقف أرجوك.» «لا!» قال جويل ذلك وتراجع بضع خطوات إلى الوراء، ولاحظت ان النظارات ليست في يده، هل يا ترى وضعها باهمال في أي مكان كما فعلت ت هي. كان الخوف ما زال مسيطراً على حواسها، فكررت قائلة: «يجب أن أذهب.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع