الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حلم الطفولة

الكاتبة : باتريسيا ولسن
------------------------
الملخص
------------
كان ريان لانديز بالنسبة للورين ذلك الصديق الوفي الذي أحبها واعتنى بها لفترة طويلة. ولكنها الآن أصبحت امرأة ناضجة وآخر شيء تريده من ريان هو التدخل في حياتها فكيف يتجرأ ويستجوب زوج المستقبل؟ وكيف يدفعها للذهاب معه إلى كاليفورنيا دون اعطائها الوقت للتفكير؟ وماذا يريد منها بالضبط؟ ان الشخص المتعجرف الذي أصبح عليه ريان لم يكن يشبه اطلاقاً ريان الذي عرفته في طفولتها وسنين مراهقتها.
--------------
الفصل الأول
--------------
«هل وصلنا؟» رمق ستيفن هاورد آرلين الجالسة في مقعدها. كان شعرها الحريري يتطاير في الهواء الدافىء. بادلته آرلین نظراته بعينين سوداوين وهي تبتسم. «ليس بعد. سنصل عند الظهيرة، وسنتناول طعام الغداء في حديقة سويكس بعيداً عن ضوضاء المدينة. ستطعمك أمي حتى التخمة وستعتني بك جيداً.» رمقها من جديد بابتسامة متوترة ثم سألها: «بالمناسبة، كيف سأخاطبها؟ اعني تحت أي اسم؟» اجابته آرلین بسرعة: «سيليا. إذا خاطبتها بالسيدة وينترز فسوف تخسر مصداقيتك عندها فوراً. إنها، عند ذاك، سوف تشعر بكبر سنها وعندها ستلقي اللوم عليك لذلك.»
«ربما، دون انتباه سأقوم بمخاطبتها بالسيدة سميث.» «حاول ألا تفعل ذلك. حاول ان تخاطبها باسم سيليا. على أي حال ان الاسم ليس المشكلة بل ان كلمة سيدة هي التي تزعجها.» فقال ستيفن بإكتئاب: «لسؤ حظها انها ترملت مرتين لا بد انها حزينة جدا!» اعتدلت آرلين في جلستها واخذت تنظر إليه بحدة. «مات والدي عندما كنت في الخامسة من عمري وكان هذا منذ وقت طويل، منذ تسعة عشر عاماً بالتحديد. ومات هاري منذ ست سنوات وهي، الآن، قد تخطت حزنها. على الأقل هذا ما يبدو عليها. يجب أن تتخلى عن الشعور بالاسف عليها وإلا ستراك شخصاً مزعجاً وعندها تنصحني بتركك والانقلاب عليك.»
«حسنا. إذا كانت لامعة وذكية مثلك...» «من این تظن انني اكتسبت هذه الصفات؟» اجاب ستيفن محاولاً اغاظتها: «حسناً، لطالما اعتقدت ان المال الكثير الذي تملكينه والعمل القليل الذي تقومين به هما السبب.»
نظرت آرلين إليه عاتبة، وهي تجيب محذرة: «انا على وشك تقديم زوج المستقبل إلى أمي والشيء الذي اتوقعه منك على الأقل هو الاحترام. إذا قمت بمعاداتي فإنك تعادي أمي ايضاً. فخذ حذرك.» عادت آرلین تغوص في مقعدها من جديد. والهواء يداعب وجهها الجميل وشعرها المتوهج خلف اذنيها. كان وجهها جميل التقاطيع يشع بالحيوية والشباب من بشرتها النضرة وعينيها السوداوين اللتين عكستا تناقضاً جميلاً مع شعرها الفاتح المائل لونه إلى الاحمرار.
اغمضت عينيها واخذت تنصت إلى صوت محرك السيارة. لم تتصور نفسها يوماً بأنها امرأة من الطبقة العاملة الكادحة تعمل لتعيش. فهي ماهرة في كثير من الأمور ولكن لم يستقر رأيها على عمل ثابت ودائم حتى اليوم! فمنذ سنة وهي تعمل مستشارة تجميل في إحدى الشركات الكبيرة والمشهورة في لندن ولكن هذا العمل لم يكن يأخذ من وقتها كثيراً.
انها تشارك في اعمال خيرية كثيرة وبالرغم من ذلك كانت تشعر بالملل والفراغ. إذ لديها مؤهلات كثيرة تخولها القيام بأعمال أكثر أهمية وجدية ولكنها اكتفت بتمضية عدة ساعات في الشركة وبعدها يبدأ الملل وساعات الفراغ الطويلة ولم يكن هذا ذنب احد بل ذنبها، وكانت تعرف. انها في الرابعة والعشرين وحتى اليوم ليست بحاجة لدخول عالم الالتزامات والمكاتب المكتظة أو حتى ان تكون تحت امرة رئيس متشدد يملي عليها ما يجب عمله ويؤنبها عند اللزوم.
يبدو أنها أمضت وقتاً طويلاً في التحصيل العلمي والدراسة دون ان تجهز فعلياً للقيام بأي شيء جدي خارج هذا المجال. انتقالها السريع من مدرسة خاصة إلى جامعة في سويسرا لم يعطها المجال الكافي للتفكير بالمستقبل بطريقة ما، كانت تنتظر شيئاً ما ولا تعرف ما هو بالضبط كانت تقضي معظم وقتها في تزيين شقتها الفخمة في لندن وتجهيزها بأغلى الأثاث. كانت في الواقع تخطو إلى عالم الأغنياء رغم ارادتها فتلهو ثلاثة ايام في الاسبوع من غير ان تكسب نصف ما تنفقه.
أما ستيفن، فكان شخصاً طموحاً يعمل في احد المصارف الكبيرة ولا يزال في بداية طريقه، وعندما يتزوجان يجب أن تقوم بتغير نمط حياتها كلياً وهذا الأمر لم يكن يزعجها بل كانت مصممة عليه. يجب أن توقف هذا الشعور بالضياع الذي يخالجها باستمرار. أمضت وقتاً طويلا تثقف نفسها دون هدف. هل يمكن حقاً للمال ان يجلب المشاكل إلى صاحبه كما كان ستيفن يكرر على الدوام؟

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع