الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : غريس غرين
------------------------
الملخص
------------
التقى غيدون لندسي في مطعم وهذا امر قد يحدث لأي كان. لكن المشكلة أن لندسي كانت برفقة والد غيدون، الكساندر وكانا يتقابلا منذ ما يقارب السنتين. أرادت لندسي التوقف عن ذلك لجل لورا زوجة الكساندر وأصر غيدون على ذلك وعرض على لندسي ما أعتقد أن والده يعرضه عليها. لم يعرق غيدون سر العلاقة التي تربط بين والده وبين فتاة شابة.
لا تستطيع لندسي قبول عرض غيدون لأنها فتاة داماريس وعليها البقاء بريئة ونقية وناصعة السمعة.
--------------
الفصل الأول
--------------
كان اللقاء الأول بين لندسي وغيدوين ستون بأحد
الأيام التي لم تشك لندسي للحظة بامكانية رؤيتها له
اطلاقاً، وفي البداية سيارته هي التي لفتت انتباهها
وليس الرجل نفسه.
كانت سيارته من طراز جاغوار زرقاء اللون براقة تعبر
لناظرها بكلمة غني. انتبهت لندسي للسيارة بسبب جلوسها
قرب النافذة في مطعم اليزابيت فيما كان سائق السيارة
المقصودة يركنها قرب سيارتها. وتلاعبت الابتسامة على
شفتيها لمجرد المقارنة بين سيارة الكاديلاك الرمادية
القديمة خاصتها وبين الجاغوار الرائعة حديثة الطراز.
كانت على وشك التعليق على هذا لالكساندر حين ترجل من
سيارة الجاغوار، كأنا رجل وامرأة رائعا المنظر لدرجة ان
لندسي نسيت للحظة المرافق الذي يجلس أمامها إلى طاولة
الغداء.
في البداية لم تميز لندسي الاثنين، فلم يخطر ببالها
اطلاقاً مجيئها إلى هذا المطعم الصغير في ساسيكس
وطبعاً لم يسبق لها رؤيتهما شخصياً بل شاهدتهما في
الصور العائلية لالكساندر.
نظرت بفضول إلى المرأة الشقراء الانيقة التي ترتدي بذلة
شانيل بلون الزهر، قبل ان تدع نظراتها تستقر على الرجل
الطويل القامة الوسيم الذي كان يرافقها. كان اسمر اللون
وجذاب كالعارضين الذين تعمل لندسي معهم، لكنها أدركت ان
هذا الرجل من النوع الذي لن يهدأ مطولا امام أي عدسة تصوير.
كان هناك عدم استقرار وقلة صبر في حركاته، في طريقة سيره
وبالطريقة السريعة التي رفع بها يده ليدع اصابعه الطويلة
تتغلغل في شعره الأسود الداكن وكأن طاقة ديناميكية هائلة
تضطرم بداخله بانتظار فرصة ما للانطلاق. كان واضحاً من
حركة جسده الرياضي القوي تحت بذلته الرمادية انه في افضل
احواله الجسدية، هذا بالإضافة إلى رأسه الشامخ بكبرياء
وحركة كتفيه الواثقة جعل لندسي تشعر بقشعريرة داخلية.
قالت في نفسها، ان هذا الرجل لن يرغب المرء في الاحتكاك به.
من الأفضل لك ان يكون صديقاً منه عدواً.
عندما اقترب، اتضحت اکثر ملامحه التي تنطق بالصرامة
والتصميم، وكذلك عيناه اللتان تشعان بالذكاء المتوقد
وشفتاه الجميلة التكوين الناطقة بالرجولة. لكن، حتى أثناء
تحديقها به شعرت بدقات قلبها تتسارع دونما سبب، فهذا
الرجل الغريب لم يكن متكامل البنية فقط
الرجال فتنة ووسامة.
لم تنتبه لنطقها هذه الكلمة بصوت مرتفع إلا حين سمعت
الكساندر يقول بصوت قلق: «ما الأمر يا عزيزتي؟»
كانا يسيران بمحاذاة الرصيف المقابل الآن، اي على بعد
ستة أقدام فقط عن النافذة، لكن لحسن الحظ أحدهمـا لـم ينظر
للداخل، رغم ذلك انكمشت لندسي في مكانها مختبئة خلف
الستائر التي تزين نوافذ المطعم. لا، لا يعقل ان يحدث هذا ...
هذا غير ممكن...
«لندسي؟»
شعرت وكأنها ستنهار ، ببطء سحبت نظراتها عن الخارج
وركزتها على الرجل الجالس أمامها.
ادركت ان التعبير داخل عيناه سيتغير قريباً وسيعكس
تعبير الذعر الساكن عينيها بهذه اللحظة. أهذه هي النهاية؟
تساءلت بيأس. نهاية كل تخطيطهم الدقيق، نهاية لقاءاتهم
السرية، نهاية أوقاتهما الغالية معاً... ونهاية محاولاتهم
الحثيثة لعدم جرح مشاعر أحد؟
همست بذعر هائل: «انها زوجتك وابنك، مرا من أمام
النافذة للتو.»
سمعت الكساندر يتفوه بكلمة مستحيل ورأت رأسه
يستدير مباشرة للخارج للتأكد مما سمع... لكن كان الاثنان
قد اصبحا خارج مجال الرؤية
«من فكر للحظة أنهما قد يأتيان إلى هنا؟» قالت لندسي *
ذلك وشعرها الأسود يسترسل حول وجهها وهي تنحني
للأمام استعدادا لمغادرة الطاولة وتابعت بصوت هستيري:
«علينا المغادرة. علينا...»
«اجلسي يا لندسي.» قال الكساندر ذلك بصوت صارم
واضعاً ذراعيه على كتفها ومعيداً إياها إلى مكانها. كان
صوته مضطرباً كصوتها لكن صوته لم يعكس الذعر بل
القبول البليد وتابع: «فات الأوان.»
تنهدت لندسي بارتجاف وعادت إلى مكانها دون ان
تدرك ما الذي تفعله. وجدت نفسها تعبث بفوطة الطعام
بعصبية بالغة ووجدت يد الكساندر تغمر يديها
المرتعشتين