الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الحب الملتهب

الكاتبة : كاتي وليامز
------------------------
الملخص
------------
كانت ماري شابة وساذجة عندما التقت للمرة الأولى رئيسها هولدن غراي ستون … الذي اغرمت به بجنون. ولكن الحب الرومانسي قد تحول بسرعة إلى مرارة واتهامات متبادلة، تخلت ماري عن حبها وقد عاهدت نفسها على أنها لن تعود إليه أبداً. ومع ذلك، وبعد مرور ثلاث سنوات، وجدت نفسها في وضع بائس ولا منقذ لها سوى هولدن. وهكذا تخلت عن عهدها … متأكدة أنها ستندم على ذلك … ولكن ما هو خيارها طالما حياة ابنتهما على المحك؟
--------
المقدمة
--------
_اشعر وكان لامعنى لحياتي . قال هولدن هذا بخشونة فشعرت برجفة من الشوق المتزايد في بحة صوته. قالت ماري بصراحة : _وانا ايضا . قال : _املك هذه الباخرة ولدي الكثير لاجعلك تتوقفين عن العمل,وهكذا تستطيعين قضاء كل وقتك معي. اجابته وهي تضحك : _انها فكرة سيئة جدا. اذ جال في فكرها ماالذي سيحل بها بعد رحيله.
--------------
الفصل الأول
--------------
انها الثانية بعد الظهر الان ,وهنا بالذات ,ماكانت ماري لتتخيل انها قد تتواجد في مكان افضل ,فكان وكانه الحلم. هاقد مضى بضعة ايام على وجودها على متن الباخرة ,ومع ذلك فقد انسابت لتدخل نعمة راحة البال التي كانت نتيجة لوفرة الشمس الساطعة والسماء الزرقاء والطعام الشهي وبالطبع البحر الاخاذ. كانت تقف على متن المركب,بثوبها المعد للعمل,برمودا اصفر اللون وقميص رمادي مع علامة صغيرة على الجيب (غ.ه)اغمضت عينيها عن اشعة الشمس المنعكسة على صفحة البحر لقد كانت دائما تحب البحر. المنطقة الساحلية التي امضت فيها طفولتها ماتزال ذكراها حية في داخلها حتى بعد وفاة والديها. والان اصبحت تفهم كيف تتاثر الناس بتغير الاجواء,ولذلك فهي ترغب بان ترمي كل احزانها جانبا وتعيش ساعتها الحاضرة في مركب متوجه الى اللامكان. لقد كانت ضربة من الحظ الرائع ان توفق بالعمل على متن سفينة هولدن غراي ستون,فلقد سئمت العيش في لندن وكانت اشد ساما في العيش مع عمتها التي لم تشعرها يوما انها سعيدة بوجودها في شقتها الصغيرة اذلك لم تتخل عن اول فرصة ملائمة للهرب قبل دخولها معترك العمل الجدي. عندما تفكر باالامر تعجب لنفسها كيف استطاعت اقناع الوكالة بانها الفتاة المناسبة للعمل على متن الباخرة اذ لم يكن لديها اي خبرة بالعمل كنادلة ,عملها الحالي مع العلم ان العمل هنا مختلف عن العمل العادي في اي مطعم وهي لا تملك الخبرة بالعمل على متن السفن ,مع انها كانت محاطة بمياه البحار طوال 14عاما هي الان في 21من عمرها من دون اي تجارب مفيدة في حياتها ولذلك ذهلت عندما وافقوا على طلبها. قالت عمتها بلهجتها القاسية : _كان عليك الحصول على عمل افضل هنا وذات اجر احسن ,فما هي الغاية من ضياع الوقت قبل البحث عن عمل جدي ؟فالسنوات الاربع في الجامعة كافية لتضييع الوقت,ام انك تعتقدين اننا لسنا بحاجة للل ؟هذا العمل نوع من التهرب من مسؤولياتك اليس كذلك؟ كنت اعتقد انك ستجدين طريقة لتخفيف الاعباء المالية عن كاهلي اعتبارا عما صرفته عليك في السنوات الاريع الماضية على طلات لاتنتهي . حاولت ماري الا تبدو مضطربة فالنقاش ليس ماتهواه عمتها ولقد علمت منذ عهدها بها ,فيجب عليها ان تبقى صامتة ومهذبة عبى اي كلام تقوله لها,فقد اخبرتها تماما انها لاتقبل اي اعتراض. قالت ماري بصدق: _باستطاعتك الحصول على كل ما اتقاضاه من هذا العمل. فعلى الرغم من كل اخطائها لقد فتحت لها بيتها بعد وفاة والديها وسمحت لها بمتابعة تحصيلها الدراسي مع انها تعتقد ان الشهادات لن تحقق لها فائدة ما فهناك الكثير من المتخرجين بدون عمل,وما تحتاجه ليس الا مهارة بعمل ما عوضا عن شهادة عالية في اللغة لاتفيدها بشيء في حقل العمل. قالت عمتها باحتقار: _لم اكن افكر بالامر البتة ولن اريد ان اقول احتفظي به جانبا للايام السوداء وليس لي ان اذكرك بان الحياة مليئة بالايام العصيبة. وهكذا لم يكن الوداع قاسيا, فلقد افترقا موقتا ,مع شعور بالراحة لكيهما وهما تتعانقان,وهاهي الان,بعيدا مع المدى الازرق وشعرها يتطاير معالنسيم على كتفيها ,وحرارة الشمس حولت خديها الى لون ذهبي رائع ,ففي هذا الجزء من المكان كل شيء رائع ,وليس عليها الا تقديم الشاي في قاعة الطعام عند الثالثة والنصف والمساعدة في قاعة الاحتفال في المساء وبالطبع تقديم اي عون في المطبخ عند الحاجة. امضت نصف ساعة على متن السفينة ,تتحدث مع بعض الضيوف الذين باتوا يعرفونها الان ثم عادت الى قاعة الطعام. كانت الباخرة بعيدة عن مظاهر الرخاء ولقد انقذت من وضع مزري من الشركة المفلسة التي كانت تديرها بواسطة المنافس الثري الذي اهتم بها واعاد اصلاحها من جديد,ففي خلال عدة اشهر عادت الى مكانة مناسبة وقد علمت ماري بكل هذا من اشخاص عدة من افراد طاقمها كانوا يعملون عليها في ذلك الوضع المزري كما انهم يشعرون بالامتنان لذلك الرجل الذي خلصهم من الوقوف في صفوفطلبا للمساعدة او العمل وبطبيعة الحل لقد منحها فرصة للابعاد عن عمتها واعطاها اجازة حلم من السعادة قبل الغوص في معترك العمل ,وكم كان يسعدها ان تبدي هذا الاحساس المفعم بالامتنان لذلك المالك المجهول وكانه على وشك القيام بصفقة فخمة ولايملك المال الكافي لتحقيقها كما سمعت عنه . يقدم الشاي في قاعة الطعام مع بسكويت محلى بالكريما الشهية مما يدعوك الى اخذ اكث من قطعة قبل تذوقها وكل انواع الشاي ,البعض لم تسمع به قبل انضمامها الى هذه الباخرة ,شاي بطعم الفواكه ,شاي من الشرق الاقصى ,كما كل الشاي المعروف في بريطانية وكل هذه الانواع كانت معروضة للعيان. ترعرت ماري على طر ق قاسية وصارمة فيما يتعلق بالطعام وتابعت عمتها هذا النمط من الكميات القليلة من الطعام على مبدا الكمية القليلة تكفي اما الكبيرة فتذهب هدرا,واعتادت على التهام كل مايقدم لها وان انت لاترغب به! غير ان الحياة الجامعية اعطتها فرصة لتتخلص من هذه القيود الصارمة ولكنها كانت تعيش مع عمتها لاسباب مادية ,وكانت واضحة معها كل الوضوح بان كل ماتعطيه الجامعة من فرصة للتحرر ينتهي امام بيتها الاحمر الصغير . هنا في باخرة (ه_غرستون)كانت متعجبة من الافراط في الطعام. فبعد تقديم الطعام لكل المسافرين,واخذ الطاقم حصة من الاكل كان يبقى الكثير منه للرمي ولو قدر لها ان تتعرف على هذا الممول الثري بما ان لااسم له في الطاقم,لربما استطاعت تخليصه من كل هذا الاسراف. اخذت الاعمال تتوالى في المطبخ فالطهاة قد حضروا طعام العشاء ,ووضعت الحلوى على الاطباق تحت الطلب . نظرت جيسكا احدى الفتيات من عمر ماري والتي تعمل مثلها نادلة اليها وهي تشير باصبعها الى معدتها وسالتها: _بما تشبهين هذا؟. قالت بصوت واضح: _حسنا لم اكن مجتهدة في مادة العلوم الطبيعية,ولكن اعتقد ان هذه هي معدتك. اجابت وهي تضحك: _انها ليست فقط معدتي بل معدتي الجشعة,فهي لاتستطيع مقاومة كل هذه الاطعمة. ناولتها صينية من الحلوى لتضعها على المائدة. _كيف ساتمكن من العمل اذا كنت التهم كل هذا الطعام . قالت ماري وهي تضحك: _تستطيعين تدبر الامر ستبدين اسمن طبعا ولكن ستبقين رشيقة الحركة . كانتا تضحكان معا وتتبادلان الصواني ,كانت جيسكا تمزح وماري تصغيي اليها مبتهجة ي بطبعها متحفظة خجولة ربما بسبب تربيتها وهنا على الباخرة, لاوجود للخجل,فالطاقم اعتبرها صديقة قديمة بسبب وجودهم معا اربع وعشرين ساعة في اليوم,فالشعور بالمشاركة امر لم تختبره من قبل كونها الطفلة الوحيدة للعائلة لقد كانت سعيدة ولكنها وحيدة. دائما بمفردها وعندما انتقلت الى العيش مع عمتها لم يتغير شعورها بالوحدة ,بالطبع كان لها اصدقاء في المدرسة وفي الجامعة ايضا ولكن طفولتها كانت تفتقر الى الصداقة ولقد اصبح الاعتماد على النفس جزء من شخصيتها وبينما كان رفاقها يتبادلون النكات والمزاح كانت تنتحي جانبا تراقبهم ولاتفكر مطلقا في مشاركتهم كل هذا الطيش . ولكن كان ينتابها شعور غامض وغريب بسبب الجمال الذي تملكه,وشعرها الاشقر الطويل وعيناها الواسعتان البنيتان وملامحها الدقيقة حاول الكثير من الشبان التودد اليها,لكنها لم تكن في عجلة من امرها للبحث عن فارس احلامها . في الحقيقة ان هناك امر لم تعترف به حتى ولالنفسها بان جميع من التقتهم في الجامعة لم يجعلوها تشعر باي احساس بالحب فهي تعلم ان الحب سيكون رائعا وعلى الرغم من اراء عمتها المتحفظة ,فهي لن تغير رايها. امتلات طاولة الطعام بالاواني واباريق من عصير الفاكهة وقوالب الحلوى والاكواب واخذت قاعة الطعام تضج بالمسافرين الذين كانوا يتوافدون على طلب مايرغبون من الماكولات الشهية,ومما لاشك فيه انهم بعد ثلاثة اسابيع من التجوال على متن السفينة سيزداد وزنهم قبل العودة الى ديارهم ولكن كان هذا اخر مايفكرون به,على اعتبار ان شعارهم تمتع الان وعاني لاحقا. اخذت ماري تهتم بالاطاولات الممتدة امامها تتحدث مع الضيوف وتلبي طلباتهم من الشاي او القهوة. سمعت صوتا وراءها يقول: _من الممكن ان اطلب كوبا من المياه المعدنية. كان صوتا رقيقا متكاملا جعلها تتورد خجلا ,استدارت بسرعة وفتحت فمها لتتكلم ,بكل تهذيب طبعا ,ولكن التصقت الكلمات بحنجرتها. كانت تحدق بتاثر برجل ذات وسامة لم ترى مثلها في حياتها,كان يملك عينان رماديتان ممتزجتان باللون الازرق كلون البحر في الشتاء,واهداب طويلة كثيفة سوداء وشعر اسود داكن ,اما ملامحه فقد كانت قاسية اكثر مما هي جميلة كل شيء فيه ينم عن السلطة. شعرت ماري بانها مازالت تحدق به بدهشة فانتبهت وقالت: _اننا نقدم عدة انواع من الشاي اللذيذ وايضا قهوة وعصير اذا اردت. _انتم تقدمون كل ذلك ,حقا ؟. لقد شعرت بالاستياء والحرج,واخذت تستعيد ماتعلمته في حال ان احد المسافرين حاول ازعاجها. _اذا اردت اعلامي اين طاولتك يسعدني ان احضر لك قائمة الطعام مع كل انواع العصير الموجودة هنا. _كم انت كثيرة الاهتمام . وشعرت بارتباك تجاه ابتسامة جعلت قلبها يخفق بعنف. تحرك باتجاه احدى الطاولات كانت تراقب خطواته المختالة ثم جلس واشار باصبعه باتجاهها فاقتربت منه بحذر . قال : _اريد ابريقا من الشاي لاثنين _اه ,طبعا. اخفضت راسها وشعرت بخيبة امل كبيرة اذا انه مع احد وهذه حقيقة فلا يبدو انه من النوع الذي يسافر بمفرده ,كما انه ليس بحاجة لمطاردة النساء ليحظى بصداقتهن. قال وهو يحدق بها: _لديك الوجه الاكثر شفافية ارى الافكار تطفو عليه بوضوح ,كم تبلغين من العمر ؟17 اما 18 ؟. _انني في 21ولااعتقد انني استطيع المضي في التكلم معك. _في 21؟امر غريب؟. _ماهو الامر الغريب؟. _معظم النساء في هذا العمر يصبحن متخمات بالتجارب ولكن تبدين كورقة بيضاء لم يكتب عليها شيء ,هل انا مخطئ؟. مرة ثانية شعرت بالارتباك والحيرة فهذا النوع من الكلام لم تسمع به من قبل . قالت بانزعاج ظاهر: _لم افكر بالامر البتة ,والان استميحك عذرا. استدارت واتجهت ناحية المطبخ شاعرة بعينيه يتبعانها . امسكتها جيسكا قائلة : _من هو ؟ومن اين اتى ؟ لم يكن هنا الليلة الماضية انا متاكدة من ذلك. _لااعلم من يكون . _الم يقل لك اسمه ؟فقد تكلمتما معا وقتا طويلا ,لاشك انه اخبرك باسمه. _اطلاقا . _الشخص الغامض امر جميل. قالت ماري وكانها تذكرها : _انه ضيف ولديه صديقة. هذا الرجل اثر بها من غير ان يحاول ذلك,ولقد شعرت بالارتياح لانه ليس بمفرده وان علاقتهما يجب الا تتعدى انه ضيف على هذه الباخرة وهي نادلة. عندما عادت الى قاعة الطعام,فوجئت ان صديقته لم تكن شقراء وفارعة الطول كما كانت تتوقعها بل امراة ناضجة في الخمسين من عمرها ذات مظهر ارستقراطي. التقت عيناه بها وابتسم تظاهرت كانها لم تره. عندما اخذت ابريق الشاي لهما ,لم تستطيع النظر الى وجهه . قال بنعومة وهي تضع الابريق على الطاولة: _الاعتقد انني اعرف اسمك؟. _ماري ستيفنز ياسيدي. قال باهتمام : _ماي ستيفينز اسم غير عادي . نظرت اليه منزعجة ان تكون هدفا لتسليته اما المراة الجالسة الى جانبه فكانت تحدق بها ببرودة. امسكت السيدة بذراعه وهي تقول: _عزيزي دع الفتاة وشانها ,اشك انها تستطيع تحمل مزاحك. نظرت اليها نظرت غير محببة ,لقد كانت جذابة ولاشك انها في شبابها كانت رائعة الجمال. اجابت ماري : _بالطبع استطيع فانا اتقاضى راتبي من اجل الاهتمام بكل الامور على الباخرة بما فيها روح السخرة التي لااجدها مسلية بالفعل. اجابت السيدة بصوت لايخلو من العجرفة: _لااهتم البتة بمعالجتك للامور ياصغيرتي. واحست ماري بان عليها الاعتذار فهذا ماتعلمته ايضا قبل البدء بالعمل ,فالزبائن دائما على حق حتى عندما يخطئون . _اني اسفة حقا. اشارت السيدة بيدها بطريقة ان هذا الامر لن يحدث ثانية وتنهدت ماري براحة,فعملها مهم بالنسبة لها ولاتريد خسارته لانها لم ترق لاحد الضيوف. نظرت السيدة الى الرجل بجانبها وقالت : _هولدن هل تريد شيئا اخر ؟. هولدن اسم غير عادي كان جالسا على الكرسي باسترخاء ويداه متشابكتان اصابع طويلة وذراعين قويتين يكسوهما شعر اسود يظهر على ساعته الذهبية. قال : _في هذه الحالة عليهم التعامل معي اذا لم يعجبهم الامر. لم يكن من النوع الذي يقبل الرفض لاوامره ,علمت ذلك بسهولته ومن طريقة اصداره للامر. ترددت ماري بعض الشيء ثم جلست _لاتقلقي لن يحدث شيء اذا جلست وتحدثنا قليلا,ولكن اخبريني هل انت دائما بهذهالعصبية ؟. _وهل انت دائما بهذا التسلط؟. ضحك وقال: _كل الوقت. _في هذه الحالة اشعر بالاسى على الذين يعملون عندك. قال ببرود: _انه لامر مريح ان مرافقتي ليست هنا ,لانها كانت ستستاء من هذا الكلام كثيرا. _واعتقد انك تستمتع الى كل كلمة تقولها؟.قالت ماري ذلك وهي تشعر بالخوف ,فان لم تنتبه لكلامها فهذا يعني انها ستخسر وظيفتها ماعلاقتي بهذا الرجل؟.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع