الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب في الأدغال

الكاتبة : جينيفر تايلور
------------------------
الملخص
------------
لا يمكننا تغيير أي شيء يا غابيز فأنت لن تتغيري، لقد أتى كل منا من بلد مختلف “. كان دويل يلهو بالخطر بكل صلابة وخشونة … ولم يكن لديه وقت لفتاة صغيرة غنية مدللة، ومن اللحظة التي نزلت فيها غابرييل من الطائرة، بدا واضحاً أنها استرعت انتباهه ثروتها المميزة، فكيف له أن يعلم أنها تخفي في أعماقها ضعفاً؟ ولكن غابرييل صممت على مواجهة التحدي. لقد أحدثت غطرسته وكبرياؤه ردة فعل في نفسها، قوية … ولكن أهذا بدافع من الغضب؟
--------------
الفصل الأول
--------------
كانت الشمس شديدة الحرارة. فرفعت غابرييل شعرها الكثيف عن عنقها واخذت تمسح الرطوبة بمنديلها المطرز الحواشي، ثم عادت تدسه في جيب تنورتها البيضاء الحديثة الطراز وهي تشمل بنظراتها الأرض المنبسطة امامها، إلى حيث كان الرجل الذي أمضى نصف الساعة الأخيرة جالساً على برميل زيت، عصا بسكين في يده. يبري في كان يبدو عليه الراحة التامة بالرغم من الحرارة الشديدة مثل هذا اليوم. ومن غير مبرر، شعرت بحدة في مزاجها. بدأت تجتاز الأمتار القليلة التي تفصلهما لتقف امامه. سمع وقع خطواتها على العشب الجاف المغبر، ولكنه لم يرفع نظراته إليها، واستمر يبري العصا بالسكين . الحاد المخيف. ازداد شعورها بالحدة حين قالت: «كم سیستمر هذا العمل؟» عند ذلك رفع بصره ينظر إلى وجهها الغاضب، لحظة قصيرة عاد بعدها إلى الاهتمام ببري العصا التي في يده، وهو يقول: «إلى أن تنتهي هذه، لماذا لا تذهبين للجلوس في الظل، يا آنسة مارشال؟ يبدو عليك وكأنك تعانين من حرارة الجو.» لم تكن تعاني من مجرد الشعور بالحرارة، وإنما كانت تشتعل في داخلها، ولم يكن ذلك من تأثير حرارة الجو فقط، فمدت يدها ثم اختطفت منه العصا وألقتها على الأرض وعيناها تبرقان غيظاً. «لقد استأجرك جدي لتوصلني بالطائرة إلى حيث يعيش، وأظن أنه عليك أن تقوم بشيء يستحق الاجر الذي تناله.» وقف الرجل ببطء ما اشعرها، رغم غضبها، بشيء من القلق، كان يحيط بهذا الرجل شيء غامض. لقد تملكها هذا الشعور منذ اللحظة التي وقع فيها بصرها عليه في مطار مدينة مكسيكو رغم أنه لم يتكلم كثيراً، كما ناولها رسالة من جدها تعرفها به، ثم صحبها إلى سيارة الجيب القديمة تلك والتي كانت واقفة في الظل في الناحية الأخرى من الأرض الفسيحة. لقد أوشكت على رفض السفر في تلك العربة القديمة المظهر، لكنها عادت عن رفضها بعد ان نظرت، إلى وجهه ولم تفهم سر شعورها بالحذر منه. قال: «لقد استأجرني جدك لنقل حمولة إليه. وانت، يا آنسة مارشال مجرد حمولة أخرى.» لم تصدق أذنيها. ألا يعلم من هي؟ فقالت: «انك مخطىء جدا في التحدث إلي بهذا الشكل. الديك فكرة عما قد يحدث لك إذا أنا أخبرت جدي كيف كنت قليل الأدب معي؟ لن يكون هناك من سيستأجرك لنقل الحمولات إذا قال جدي هنري مارشال کلمة بهذا الصدد.» «قليل الأدب؟ انا لا اتذكر انني كنت معك كذلك، أيتها الآنسة. فهذه ليست بقلة الأدب التي تصدر عني، عادة، وحين اقصدها فعلا. اظن أنه كان على احد ما أن يفهمك قدرك منذ زمن طويل ويجعلك تدركين انك لا يمكن أن تكوني متفوقة على الآخرين لمجرد أن أسرتك تملك من الأموال ما لا تعرف ماذا تفعل به.» «أيها الوقح...» وارتفعت يدها تحاول صفع الرجل الذي لم يحاول تجنبها. بل ابتسم ببطء وعيناه في عينيها بطريقة جعلتها تشعر فجأة بالخجل. واخذت تنظر إلى كفها، حولت نظراتها بعد ذلك بعيداً ولكنه أجبرها على النظر إليه حين قال: «انها المرة الأولى والأخيرة التي تفعلين فيها هذا ثم تفلتين من العقاب. مفهوم؟» ادركت انها لن تستطيع التخلص منه بسهولة، فجذبت نفساً عميقاً وهي تحاول جهدها ان ترفض الإجابة، ولكن نظرة واحدة إلى ما يبدو في عينيه من حزم، انبأتها بأن ذلك سيشكل غلطة أخرى، فأجابت: «نعم.» «حسناً، يبدو أننا بدأنا في التفاهم الآن. ولنسمها الخطوة الأولى لتفاهم اكبر بيننا. هل يمكن ذلك يا آنسة مارشال؟» وبدا أن كلامه هذا يبطن شيئاً ما، لم تستطع إدراك كنهه. بعد ذلك أسرعت عائدة إلى حيث كانت جالسة على كومة الخشب. كان الغضب الشديد يعصف كليا في داخلها. ما الذي جعل جدها يستأجر رجلاً كهذا؟ كان عليه أن يكون اكثر عناية بالإختيار. فقد كان هذا تصرفاً آخر غريباً يضاف إلى ما أخذ يقوم به هنري مارشال مؤخراً، وقد ابتدأ بإعلانه عن تقاعده ومن ثم سفره إلى البرازيل لكي يستخرج حجر الجمشيت الكريم من المناجم. اسندت رأسها إلى الخلف على جذع الشجرة، ثم اغمضت عينيها و هي تفكر في كل هذا

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع