الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

عاصفة الحب

الكاتبة : صوفي وستون
-------------------
الملخص
------------
لقد أنقذ بول برانكو حياة ميريندا من الأخطار التي كانت محدقة بها . . . ولكنه الآن، وبعد أن أنقذها، يؤكد بأنها تحاول أن تغير مجرى حياته وترشده إلى الطريق المستقيم. بينما وبالمقابل كانت ميريندا تعتقد أنه رجل من الصعب الوصول إلى قلبه لنظرته التي تختلف اختلافا كلياً عن سواه. فكيف ستتوصل في النهاية للفوز بذلك الرجل الذي يصعب ارضاؤه؟
--------------
الفصل الأول
--------------
أخذت الرياح الهوجاء تهز مصراعي النافذة محدثة اصواتاً مخيفة، فشبكت ميريندا ذراعيها حول نفسها وهي ترتجف، وتحاول جاهدة في نفس الوقت ان تقنع نفسها بأنها خائفة مما تحدثه هبوب العاصفة من اصوات مخيفة تقشعر لها الابدان.
ثم قالت بصوت عال تحاول ان تطرد الخوف عنها، مع انه لم يكن هناك معها من احد في هذا البيت الصغير: «انها المغامرة التي طلبتها يا فتاتي، فها انت فيها، استجمعي قواك وتمتعي بها.» عصفت الرياح من جديد محدثة اصواتاً مرعبة انها من دون شك، صوت تكسير أغصان شجرة في الغابة التي تحيط بالبيت، قد سقطت عن الشجرة وارتطمت بالأرض فأحدثت صوتاً رهيباً. وتساءلت، ماذا لو سقط غصن من تلك الأغصان الضخمة على السطح الحديدي البسيط الصنع للبيت؟ ارتعشت عندما فكرت بذلك وتمنت لو أن والدها يعود.
فقد ترك البيت في الصباح الباكر أمس غير مبال بهواجس وخوف ميريندا بأن الجو ينذر بعاصفة شديدة، وذلك لأنه كان قد خطط لهذه الرحلة في النهر بقاربه منذ اشهر. وحمل القارب بالمؤن والكتب المترجمة وكله عزم وتصميم ليقوم بهذه الرحلة، دون ان يفكر ويخاف على سلامته الشخصية ولا لتوسلات ابنته القلقة عليه.
عاد مصرعا النافذة يهتزان بقوة فارتجفت كل اعضاء ميريندا، وشعرت في نفس الوقت بشيء قد لمس قدمها، فقفزت من مكانها بخوف شديد، ونظرت إلى الأسفل بحذر، ذلك لأنها كانت قد تعلمت خلال مكوثها في الغابة لخمس سنوات خلت، ان تأخذ حذرها من تلك الحيوانات الصغيرة التي قد تلمس قدمها. لكن خوفها تلاشى عندما وقع نظرها على احدى الهررة الصغيرة التي ولدت حديثا، فضحكت ضحكة خفيفة وحملتها بين يديها. وقالت لها: «مرحبا يا صغيرتي، هل اضعت مكان امك الهرة؟»
كان عمل الهرة الأم، ان تنقل صغارها طوال النهار من الباحة الخارجية للبيت إلى مكان ما اختارته في اعلى التلة. وكان جاو قد اخبر ميريندا بأن هذا العمل الذي تقوم به هذه الهرة، هو إحدى الدلائل التي تنبىء بقدوم العاصفة، وقد تنبهت بغريزتها بما قد يحدث فانتقلت إلى مكان اعلى. اما تلك الهرة الصغيرة، فيبدو عليها بأنها لم تدر أنهم قد تخلوا عنها، فأخذت تتودد إلى ميريندا وتطلق مواء وهي تتحسس برأسها الصغير وجهها تلتمس الدفء والحنان، ثم وقد اطمأنت اخذت تخرخر بصوت خفيض.
فقالت لها ميريندا: «يسعدني ان اراك مرتاحة ومطمئنة.» ولم تخرجها من البيت بل شعرت بأن هذه الهرة الصغيرة قد تكون خير مؤنس لها في وحدتها. كان البيت الصغير يغرق في الظلام، ذلك لأن جـاو كان قد اعطى تعليماته لها قبل ان يرحل، ان تغلق النوافذ بمصاريعها وان تفصل التيار الكهربائي تجنباً للحريق
الذي قد يحدث من جراء تلك العاصفة الهوجاء. واضاءت الشموع التي كان لهيبها يتراقص ويكاد ان ينطفىء نورها كلما اهتز البيت الصغير من جراء هبوب العاصفة المجنون. تذكرت كلام جاو وهو يطمئنها قائلاً: «لا تخافي، ستكونين على احسن مايرام.»لكنها شعرت بأنه لم يكن بما فيه الكفاية مطمئناً عليها. فقد بقي معها وقتاً طويلاً ولـم يفارقها الا بعد ان الحت عليه كثيراً. لأن لديه عائلة قرب النهر عليه ان يرعى شؤونها.
وكانت قد قالت له: «طبعاً سأكون على احسن ما يرام، لقد تم بناء المدرسة هنا لأنه مكان امين ومريح. لا تقلق علي، فلن يحصل لي اي مكروه يا جاو. فلطالما عانينا من عواصف شديدة مثل هذه قبل اليوم.» والحقيقة، انه منذ مجيئها مع والدها إلى هذا المكان الموحش، واجها اشد الرياح والعواصف الرعدية والمصحوبة بأمطار غزيرة لا تهدأ حتى تحول الأرض إلى وحول يصعب المشي عليها، ومع ذلك كله نجت من تلك الكوارث الطبيعية. وكانت في كل مرة وقبل ان تهب تلك العواصف، تحتاط لذلك فتضع ألواح خشبية فوق السطح وتحتفظ بالمواد الغذائية... بينما كان والدها لا يبالي
بالخطر المحدق بهما، ولا يتكلم سوى بالمهمة التي هو بصددها. تذكرت ميريندا ذلك، لكنها لم تذكر بأنها واجهت عاصفة مثل هذه التي تواجهها الآن بقساوتها وضراوتها. كان جهاز اللاسلكي الوحيد لديها قد تعطل قبل خروج جاو. حاول اصلاحه بشتى الطرق، ولكنه لم يتمكن من ذلك، فأقنعته عند ذلك ميريندا بالرحيل لأن عائلته بحاجة إليه

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع