الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

عدوي العزيز

الكاتبة : أليسون يورك
-------------------
الملخص
------------
طالما انت موظفة لدي فأنا مسئول عنك .” ماركوس ويكفورد لم يخف مشاعره الجامحة اللامسؤولة تجاهها. وبينما كانا مسافرين معا في الريف الفرنسي الجميل تعمد أن يراقبها عن كثب مثل الصقر. ولكنه، كان رجلا قاسيا جرح قلب شقيقتها دون رأفة. وأدركت اليكس أن عليها أن تبقيه بعيدا عنها مهما كلف الأمر. . . أو أن تنجرف و تقع في حب عدوها اللدود
--------------
الفصل الأول
--------------
نهضت الفتاة فجأة من وراء حاجز نبات الشعار الذي ما زال يخفي الجزء الأسفل من جسمها، كانت بشرتها البرونزية اللون تتلألأ تحت انعكاس الضوء على المياه العذبة التي تغطيها من الجدول الذي يصب في البحيرة عند تلك النقطة. الراكب، الذي اقترب بسكون إلى ضفة البحيرة، دون أن يرى أو يسمع، كبح جماح حصانه، وأخذ يراقبها عبر جدول المياه الضيق الذي يفصل بينهما. فكر وطيف ابتسامة يعلو شفتيه... أوندين. إنما أوندين من لحم ودم، وليست حورية الماء التي تتحدث عنها الأسطورة. كانت حقيقة، وامرأة بكل معنى الكلمة.
كانت هناك إلى جانبها شجرة مقطوعة نحيلة الأغصان، وكان جذعها وأغصانها المشوهة تؤكد على جمال ذراعي الفتاة الذهبيتين والمستديرتين اللتين رفعتهما لتبعد شعرها عن وجهها الذي كشف عن عنق جميل جداً، ثم تركته يتراخي مجدداً. كانت الشمس تظهر من خلال ضباب الصباح الرقيق مشرقة بأشعتها النحاسية اللون، ضاربة النار المنبعثة من الشلال الكثيف، النحاسي الداكن اللون المتساقط بوفرة فوق الأكتاف الهيفاء. استبد به شعور قوي وسريع لرؤية الوجه الذي يحيط به ذلك الشعر النابض بالحياة، والساقين اللتين تساويان بالتأكيد جمال هذين الذراعين. لكنه كبح ذلك الشعور بسرعة. لم يكن
في نيته أن تستدير هذه الأودين الحقيقية وتراه يتلصص عليها. ستبقى تلك اللحظة على ما كانت عليه، إحدى الصور الأبدية في الكامارغ التي سيحملها معه إلى موطنه. إلى سوسکس. ساق حصانه، ثم استحثه ليعدو بسرعة، غير آبه لرذاذ المياه الناجمة عن وقع حوافر حصانه فيها. استدارت اليكس ليوارد باتجاه الشمس وراءه، باحثة عن سبب الصوت المفاجيء الذي أثار انتباهها وظللت عينيها الخضراوين بيدها الرطبة. وظهرت على شفتيها ابتسامة عفوية عندما رأت سروال الجينز الأبيض، القميص البيضاء، الحصان الأبيض وشعر عنقه وذيله الأبيض
المتطاير. فكرت... الراكب الأبيض، ودون وعي منها أسمته كما أسماها. أجفلت سرعته النُحام عند ضفة الماء البعيدة. فنهضوا من أعشاشهم الطيبة وهم يصيحون بصوت أجش، وأخذوا يدورون في توتر، ثم طاروا باتجاه البحر، أعناقهم ممدودة، أرجلهم متدلية، وريشهم الزهري اللون قد بدا مشرقاً بشكل رائع مقارنة مع زرقة السماء.
إنطلاقهم الصاخب تسبب بدوره في إزعاج مجموعة من الأحصنة البرية التي، حتى تلك اللحظة، كانت ترعى بأمان. فشقوا طريقهم في المياه الضحلة حيث الكثير من القصب، وأخذوا يعدون بسرعة في اتجاه الفتاة حتى بللها رذاذ المياه نتيجة لعدوهم. كان منظراً لا ينتسى حيث الأمهرة تركض بين حوافرهم المسرعة. وشعر أعناقهم وذيولهم تتطاير كما شعر عنق وذيل حصان الراكب الأبيض، وأنوفهم المتسعة المتوهجة. كان الراكب، الذي بدا الآن كظل صغير في الأفق، قد اختفى
عن الأنظار تقريباً. وكانت قبعة الحارس السوداء التي كان يرتديها، الشيء الوحيد المغاير في ملابسه البيضاء، قد انزلقت لتستريح على كتفيه، فرأت الفتاة وميض شعره الأشقر بينما كان يستقيم باتزان فوق سرج حصانه. وكان لبضع لحظات قصيرة جزءاً من سحر هذا المكان المقفر، جزءاً من شيء افتتنت به. لكن ذلك كان كافياً لنسج أحلام اليقظة. إن شخصاً في بلد غريب ومن دون مال كما هو حالها، حيث أن مالها وتذكرة السفر الخاصة بعودتها إلى انكلترا قد سرقا منها، يجب أن يتعامل مع الأمور العملية، وليس مع رحلات على متن التخيلات.
عادت بعزم إلى كوخ الحارس حيث أمضت ليلة غير مريحة إطلاقاً. ما عليها القيام به الآن هو الانتهاء من ارتداء ملابسها ثم المباشرة بالعمل على مخطط النجاة الذي اقترح عليها الليلة الماضية عندما أحضرت إلى الكوخ. إن نجح المخطط، ستتمكن من العودة إلى انكلترا. وإن لم ينجح، فذلك يعني العودة إلى التقشف. حيث أنها بالتأكيد لن تتصل بوالديها هاتفياً. فهما بالكاد تخطيا صدمة من إحدى بناتهما ويستطيعان الاستمرار بدون مشاكل من الأخرى. قد تساعدها السفارة، لكن، كيف ستتمكن من الوصول إليها
وهي لا تملك من المال شيئاً، ولا حتى ثمن فنجان من القهوة وقطعة كرواسان لتناول فطور هذا اليوم؟ كانت اليكس، بعد نحو ساعة، واقفة تتفحص اللائحة على مدخل النادي، وقد ارتدت سروالأمن الجينز وقميصاً أخضر اللون، وحملت حقيبتها الصغيرة وقد تدلت من فوق كتفها الأخرى حقيبة من الدفيل. نعم، هذا هو، نادي مالمونت.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع