الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

زفاف العمة كوني
Aunt Connie’s Wedding

الكاتبة : ماري فيرايللا
------------------------
الملخص
------------
فقط وصيفة للعروس
كمراهقة كانت كارول آن تشعر بالاختناق من بلدتها النائية ومن الشاب الذي يعيش بجوار منزلها، كانت تهتم بجف وربما كثيرا، لكنها لا تستطيع البقاء في بلزغروف ميسوري وأن تصبح زوجة طبيب البلدة بينما العالم كله بانتظارها… الآن، بعد ثماني سنوات، عادت كارول آن لحضور زفاف عمتها. ومنذ اللحظة التي رآها فيها الدكتور درام، عاوده ذلك الحب العاصف والقوي. وهذه المرة لن يسمح لها جف بالهروب والرحيل بعيدا عنه. نعم أجراس الزفاف ستقرع في بلزغروف وان سارت الأمور كما كان مخطط لها، فلن تكون العمة كوني هي العروس الوحيدة في البلدة
--------------
الفصل الأول
--------------
كانت الرحلة كلها من المطار كمن يقفز قفزة كبيرة في الماضي البعيد. كل شيء مازال على حاله. مرت ثماني سنوات والبلدة لم تتغير مطلقا. فقط هي التي تغيرت. قادت كارول آن ولسلي سيارتها المستأجرة الفضية اللون متجهة نحو منزل عمتها شعرت وكأنها تتحرك ببطء شديد، وكأن كل شيء امامها يتمدد تماماً كما تفعل الهرة قرب موقد الشتاء.
وبعد قليل لم يعد هناك امـامـهـا الا المنزل. شعرت بالفرح والقلق معاً ، حاولت ان تبعد ما تشعر به. آنها سعيدة لوجودهـا هـنـا اخيرا، لكنها تريد ان تكون على بعد الفي ميل، حيث تعمل بـأمـان وهـي تكتب مقالتها الجديدة. ستكون الامور على ما يرام. تنهدت كارول آن بعمق. مازال هواء شهر تموز حار ورطب، لا، لم يتغير شيء ابدا.
فتحت باب السيارة، واجبرت نفسها على الابتعاد، شعرت باشعة الشمس القوية. دارت کارول آن حـول سيارتها لتفتح الباب المقابل. قالت:«هيا يا عزيزي، هـا قد وصلنا.» ووضعت يداً باردة حول براندون ما ان تحرك بمقعده. ساعدته على النزول، واستدارت لتنظر الى المنزل، كجندي يواجه المجهول، او الاسوء، المعلوم . ووقفت جامدة مكانها.
سمعت صوت براندون وهو يقول منزعجاً:«ماما، انت تشدين على يدي.» ابتسمت له معتذرة وهي تترك يده. حاولت ان تهدأ من توترهـا، كانت تعمل جاهدة لتجعل ابنها يشعر باستقلاليته، فإن رأى القلق واضحا في عيني والدته، سيجعلها هذا تعود معه الى اشهر مضت من التردد والخوف.
رفعت رأسها قليلاً فتمايل شعرها الاشقر وابتسمت بفرح وحماس:«آسفة.» كان براندون يحدق باتجاه المنزل ولم يلاحظ المجهود الذي بذلته أمه لاجله اغمض عينيه قليلا بسبب الشمس وقال:«هذا هو؟» لم تستطع ان تعلم ان كان قد شعر بخيبة الامل ام لا، قالت:«نعم، هذا هو.»
نظر براندون ولسلي جوله بعناية كي يقيم كل ما حـولـه. لـقـد كـان هـادئـا جـدا لـطـفـل في السادسة من عمره، كما وانه شديد الملاحظة، وكونه الرجل الوحيد في حياة والدته جعله يعتقد ان عليه التصرف بحكمة وحذر دائما. وهذا ما يقلقها. نظر براندون الى الوراء، فـالـطـريـق الـتي تصل الى المنزل ذات الطبقات الثلاث محاطة بالاشجار، اشجار مـن الـسـنـديـان وكـأنـهـا جـدار تمنع حرارة الشمس الحارقة، شعر براندون وكأنه يعيش مغامرة، فالمنزل لا يشبه اي منزل راه من قبل. ففي المكان الذي يعيش فيه، في جنوب كاليفورنيا، قرب الشاطىء، المنازل هناك مليئة بالالوان المشرقة، اما المنزل الذي يقف امامه الآن يبدو وكأنه هنا منذ زمن بعيد، حتى قبل
وجود الديناصور. يبدو قديماً ومشرقاً ولـكـنـه قـديم جدا. وهذا ما جعله يشعر ان البالغين فقط يستطيعون العيش فيه. هز رأسه واخذ يـحـفـه بـأظـافـره، بعدهـا استدار نحو والدته وقال:«هل حقاً عشت هنا؟» هزت رأسها وقالت:«لمدة ستة عشر سنة.» ما ان قالت ذلك، حتى شعرت وكأن تلك السنين تعود اليها، وتصلـهـا بـاحساس اعتقدت انها دفنته للأبد. لقد سافرت الفي ميل هذا الصباح لتصل الى هنا. قالت لنفسها وقد فقدت الصبر، اذا لما تشعرين بكل هذا الضيق لاجتياز العشرين خطوة القادمة، كارول آن؟ فليس هناك ما يخيف، فقط الناس وخاصة واحد
منهم. لمـعـت عـيـنـا بـرانـدون مـا ان رأى ارجـوحـة قـديمـة معلقة بغصن في شجرة السنديان، ربما علقت هناك منذ الابد، لتتأرجح بنعومة في الهواء الناعم، لديه مجموعة كاملة من الالعاب في الناحية الخلفية من مـنـزلـه، لكن هذه الارجـوجـة، ربما بسبب مظهرها القديم، بدت له خاصة جدا.
رغب في ان يـجـربـهـا فـتـقـدم خـطـوة الى الامـام، ليكتشف ان أمه لا تزال تمسك بيده، تنهد وبقي مكانه. قال:«وكيف تركت كل هذا؟» اراد ان يعرف. لمئات الاسباب المختلفة، لأنني اردت ان اطير بدلاً من ان امشي. لانني لم استطع التنفس هـنـا. لانني اردت ان ارى ماذا يوجد وراء هذه التلال، وراء الافق وقوس قزح.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع