الكاتبة : ناتالي فوكس
------------
الملخص
------------
ما أسهل القول قبل الفعل. لم ترفض فران طلب شقيقتها لإيصال اسطوانات الكمبيوتر وتسليمها لمديرها في فرنسا. لكن الذي لم تتوقعه ولم يكن في الحسبان هو أن تأخذ مكان شقيقتها هيلينا وتصبح المساعدة الخاصة له. ومع أن فران رفضت طلبه، ولكن جوردان باري اصر على موقفه ولم يعتبر رفضها جوابا نهائياً. كان رجلا صعباً وكثير الطلبات، ولكنه جذاب جداً، ففهمت فران سبب ميول شقيقتها إليه . . إضافة إلى العمل معه وبرفقته، فقد تمكنت من أن تتجول في أكثر مدن العالم سحراً وجمالاً
------------
الفصل الأول
------------
وقف جوردان باري إلى النافذة التي تطل على مدينة باريس، وهو متوتر الأعصاب قلق، دون أن يستمتع بروعة ورونق الغسق الذي صبغ السماء بلون ارجواني بديع. كانت أفكاره متجهة إلى المؤتمر الطبي الذي سيبدأ صباح يوم الغد، بينما كان مساعده الأيمن سيلاس ماتيوس يراقب تحركاته وهو لا يدري كيف يتمكن من مساعدته.
نظر جوردان في ساعة يده وقطب حاجبيه، ثم أخذ يروح ويجيء في الغرفة، وكأنه نمر مفترس مسجون في قفص. قام سیلاس عند ذلك ومشى في الجناح الفخم من ذلك الفندق إلى طاولة ليسكب كوبين من الشراب المنعش لكليهما.
«اهدأ، یا جوردان وتفضل إشرب هذا الشراب.» وقدم له إحدى الكوبين. استدار جوردان نحو مساعده المسن والبدين، وتناول الكوب منه بعصبية ظاهرة. بدت عيناه الرماديتان تومضان بغضب وترقب، ثم جرع كمية كبيرة من كوبه وأخذ يحدق بعد ذلك في قعره قائلا: «إذا لم تصل نتائج تلك الفحوصات المخبرية هذه الليلة، فستكون أعمال الثلاث سنوات المنصرمة والمتواصلة، دون نتيجة، سوى مضيعة للوقت.
فأنا لا أستطيع أن أدير المؤتمر قبل استلام تلك النتائج والمحاضرة فيها غدا.» ان هذه التركيبة الجديدة للدواء الهرموني والتي عمل جوردان عليها بتجارب لفترة طويلة، ستكون بمثابة صفقة كبيرة له. كما وان شركة باري للأدوية، شركة عظيمة، ولكنه أراد من التركيبة الجديدة لذلك الدواء، أن يجعلها أعظم وأرفع شأناً. لم يقم بذلك بدافع غرور العظمة، انما من أجل محبته واحترامه ووفائه لذكرى والده الذي أسس شركة باري للأدوية مع جهود واخلاص موظفيه.
والذي أخر وصول تلك النتائج المخبرية، عطل أصاب جهاز كومبيوتر شركة باري للأدوية وفقدان العديد من الأوراق المهمة، وعمل فريق الشركة طوال الليل بشكل دؤوب ومتواصل على إعادة تأمين تلك النتائج وارسالها إلى باريس من أجل المؤتمر.
لكنها لم تصل في موعدها المحدد، وهذا ما أقلق جوردان وجعله متوترا ضيق الصدر. فأخذ سيلاس يراقبه باهتمام وعطف، انه يحترمه ويقدره تماماً كما كان يقدر والده روبرت باري من قبله، والذي كان طبيباً، بينما ابنه جوردان رجل أعمال، وقد تولى أعمال شركة باري للأدوية من بعد والده وأوصلها إلى أعلى المستويات. لذا، فهذا الدواء الجديد سيحقق له نصراً كبيراً وعظيماً.
وبحركة عصبية، أخذ جوردان يمرر بأصابع يده على شعره الداكن والكثيف، ثم وضع نظارتيه الطبية على عينيه وحمل بعض الأوراق قائلاً بحنق: «لنراجع هذه الحسابات يا سيلاس... واعتقد ان تلك النتائج المخبرية ستصلنا. من المؤكد ستصلنا.» «من فضلك، اسمي فرانسين كاين، و...».