الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

طيف من الحلم

الكاتبة : آرلين جايمس
------------------------
الملخص
------------
الحب لا يقاس بالسنوات. هذا ما اعترفت به شارلوت الفتاة الصبية اليافعة بعد لقائها برجل بالغ الخبرة في احدى جزر الكاريبي. حيث تدفقت أمواج العاطفة في قلبها، لكنه كسر هذه الأمواج برفضه لها
--------------
الفصل الأول
--------------
كان الجميع يجبون شارلوت مارتن وفقاً لاعمارهم، ذكـورا او انـاثـا، مـفـتـونـيـن بـسـلـوكـهـا او بـقـوامـهـا الممشوق ، او باستعدادها لأن تعير ثيـابـهـا الثمينة لكل من في حاجة الى ثوب مميز لموعد خاص. كـان اصـدقـاؤهـا يـتـفـاوتـون مـا بين صبية صغار ومـتـقـاعـديـن وحـيـديـن. والجـمـيـع وضعوا ثقتهم في شـارلـوت. فـسـاعـي الـبـريـد يـحـدثـهـا عـن اصـابـتـه بالمرض، والمسؤولة عن نظافة المكتب تصف لها بتفصيل مرهق ولاداتـهـا السبع. أمـا الـبـقـال الارمل
فكان يطلب نصيحتها بشأن ابنته العنيدة المراهقة. كما كان الغـربـاء أحياناً يسكبون مشكلاتهم في اذنها المتعاطفة! لكن يا ترى هل لدى شارلوت مشكلات خاصة بها!لو كان الرد بالايجاب فهي لم تذكرهـا لاحد، فافترض معظم الناس ان الطريق مفروش بـالـورد أمـام فـتـاة جميلة مثلها في الحادية والعشرين من عمرها، تشغل وظيفة مرموقة وتقتني مفكرة مزدحمة بالمواعيد.
الـذيـن عـرفـوهـا لفترة طويلة ادركـوا تـدريـجـا انـهـم يكادون لا يعرفـونـهـا، وانـهـا بـرغم ما تبدو عليه من روح اجتماعية منشرحة، متحفظة للغاية. فحتى آنیتا موراي، صديقتها الحميمة، لم تكن تطلع على مشاعر شارلوت الدفينة – او على سبب علاقاتها
القصيرة المحيرة مع الرجال الذين تعرفت بهم. كانت انيتا وشارلوت تتقاسمان شقة في لندن. وقد
عاشتا معاً حتى الليلة التي كشفت فيها شارلوت عن ذاتها. كـانـتـا فـي غـرفـة نـومـهـا، تـتـبـادلان أطراف الحديث، وشارلوت تحزم حقيبتها.
الـوقـت شـتـاء، غير ان الملابس الـتـي تـنـاثرت على فراشها الآن كانت ملابس صيفية كلها جديدة – فيها عدد من السراويل القصيرة – الشورتات – وأثواب الاستحمام وأثواب الشاطيء وأخرى بلا أكمام بينما وضعت فـوق خـزانـتـهـا جـواز سفر ونظارة شمسية وانبوبة ضخمة من الكريم الذي يضفي على البشرة سمرة خفيفة تحميها من أشعة الشمس. وكانت انيتا مسترخية أمامها على الفراش الآخر، تـراقـبـهـا وهـي تلف صنادلها في ورق شفاف، فبادرتها قائلة:
« يا لك من فتاة هادئة رصينة، لو كنت مكانك لكنت الآن في شدة الانفعال. فكري في الامر! غدا في مثل هذا الوقت ستكونين هناك.» وت مـرت لحـظـة ولم تجـب شـارلـوت. ثـم قـالـت بـصـوت خفيض:« انا لا أشـعـر بـالـهـدوء ... بـل أشـعـر بالفزع.»
هبت انيتا جالسة مرددة كلمة شارلوت:« فزع؟» لم تكن شارلوت من النوع الذي يـبـالـغ في الوصف. فهي لم تكن لتستخدم هذه الكلمة في وصف حالة بسيطة من الاضطراب العصبي الذي يحدث في الدقائق الاخيرة قبل السفر. قضمت شارلوت شفتيها لدى رؤية التعبير على وجه أنيتا، وهـي تـتـأرجـح مـا بـيـن إحـسـاس بـالـنـدم على اعترافها، وإحساس بالراحة لأنها أقدمت على هذا
الاعتراف، منذ ان حجزت تذكرة سفـرهـا وهـي في حال من القلق والتردد المتصاعدين. أحست من قبل بـالـرغـبـة في ان تشرك رفيقتها في ورطتها، لكنها تراجعت في كل مرة. أما الآن ولـيـلـتـهـا الاخيرة في انكلترا، ولم يبق على سفـرهـا سـوی سـاعـات تـواجـه بعدها التزامها النهائي، أحست برغبة جارفة لتصرح ما في نفسها الى شخص تثق به. «ماذا تعنين يا شارلوت؟»
« حسنا ... هذه ليست عطلة عادية.» « لماذا تقولين ذلك؟» في فترة أعياد رأس السنة. عـنـدمـا ذكـرت شارلوت أنها ستأخذ إجازتها في شهر شباط/فبراير وتسافر الى جزر الـبـحـر الـكـاريـبـي فـكـرت أنـيـتـا أنـهـا تمزح. فقضاء العطلات الشتوية في جزر الهند الغربية أمر قاصر على الاغنياء فقط وليس أمرا متاحا للفتيات
العاديات – حتى لو كن مثل شارلوت شققن طريقهن في العمل من موظفة آلة كاتبة إلى سكرتيرة خاصة ذات كفاءة عالية تتقاضى راتباً مجزياً. عندما أدركت أنـيـتـا أن تلك لم تـكـن دعـابـة، جاء رد فعلها الثاني بصورة شك في أن صديقتها ربما لن تتحمل بنفسها نفقات عطلتها هذه.
فشارلوت تستطيع إذا أرادت ان تتناول عشاءها في المطاعم الفاخرة غير مرة في الاسبوع الواحد. فإلى جانب شكلها الجميل الذي يؤكده ذوقها الرفيع في الملبس، كان هناك شيء من الغموض يكتنفها، الامر الذي يثير فضول الرجال. وكانت وظيفتها تجعلها على صلة بالعديد من رجال الأعمال الموسرين

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع