الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

مطاردة السعادة
The Pursuit of Happiness

الكاتبة : آن بيترز
------------------------
الملخص
------------
قطعت سوزانا جاغر نصف العالم، باحثة عن والدها الذي لا تعرفه، وباحثة عن منزل لم يكن لها يوماً، كادت أن تصل إلى حدود فقدان الأمل عندما ساعدها غريب عنها لتجد طريقها في بلد جديد، غريب جعلها تتساءل ان كان لها مكان في حياته. المراسل الأجنبي جفري كينت الذي أمضى سنين عديدة متجولا في العالم ومتجنبا الارتباط والعلاقات الجدية، تغير كل هذا عندما التقى بزائرة جميلة خجولة أرته ما الذي يفتقده ومنذ وقت بعيد. لكن ما الذي يستطيع تقديمه شخص مرتحل مثله إلى فتاة حلمت طوال عمرها بمكان تنتمي إليهز
--------------
الفصل الأول
--------------
كم افتقدك. انني بعيد عنك منذ شهر فقط، وهذه اقصر فترة فراق بيننا، ومع ذلك تبدو وكأنها الى الابد. محيط كبير، وعالم جديد يفصلنا... وهذا ما يجعلنا بعيدين بطريقة ما، فالسياسة، والستار الحديدي او اسوار برلين لن تقدر ابدا.. تذكري مع حبي، هاري. احبك الى الابد
«عذرا، آنستي... فتحت سوزانا عينيها، شعرت بالارتباك، واغمضت عينيها من وهج اشعة الشمس في مقصورة الطائرة. كانت مضيفة الطائرة تميل نحوها مع ابتسامة اعتذار، قالت:«اعتقد انك بحاجة لبعض اقراص الاسبرين؟» «آه، نعم.» جلست مستقيمة، واخذت الدواء بـراحـة يدها، «شكرا لك.» ابتلعت الدواء وهي تحرك شفتيها بانزعاج وبسرعة شربت الكثير من الماء «شكراً جزيلاً.» رددت بامتنان، محـاولـة وبـانـتـبـاه ان تـلـفـظ الـكـلـمـات بـصـورة جيدة:«اعتقد انه من الافضل ان انام قليلا.» قـالـت المـضـيـفـة:«افضل دواء للـصـداع، مـا رأيـك باستعمال غطاء للعيون؟»
تجهم وجه سوزانا بحيرة وقالت:«استمحيك عذراً... للعيون؟» «غطاء.» قال الرجل الجالس بقربـهـا وتـابـع بـاللغة الالمـايـنـة «فـرد تـكلنغ» واشار الى نـظـارتـيـه «فرستش؟» تفاجأت من تدخله، فاستدارت سوزانا لتحدق به كانت لغة الرجل الالمانية سيئـة بـالـتـأكيد، لكن بالطبع، لقد فهمت مـا يـقـولـه، قـالـت:«اتتكلم اللغة الالمانية؟» هز رأسه وابتسم لها ابتسامة ساحرة «ليس بالمهارة التي تتكلمين فيها الانكليزية.»
«آه.» اضطربت من نظرات الرجل اليها، ومن لمعان عينيه الخضراوين، بسرعة اعادت اهـتـمـامـهـا الى المضيفة التي لا تزال واقفة بقربها:«آه، نعم، الغطاء سيكون مناسبا، شكرا لك.» «سأعود على الفور.»
غادرت المضيفة فتراجعت سوزانا على مقعدها واغمضت عينيها. «هل انت مصابة بالصداع؟» جـارهـا مجددا. لم تـكـون سـوزانـا راغـبـة بـالـتـحـدث، «مم.» ابقت عينيها مغمضتين، متمنية ان يفهم ملاحظتها. لكنه لم يفعل.«اعلميني ان لم تكن اقراص الاسبرين كفاية.» وتابع باصرار: «لدي دواء اكثر فعالية في حقيبتي ومرحب بك ان احتجته.»
دواء اكثر فعالية... شعور من التوتر سيطر عليها. هل يعقل ان يكون هذا الرجل احد افراد العصابات
الاميركية التي صادف ان شاهدتها في الافلام؟ متظاهرة بعدم المبالاة، ادارت رأسها الى الجانب الآخر واخذت تنظر اليه من خلال اهدابها المنخفضة. شعره بني مائل الى الاحمرار، متموج وطويل عيناه جميلتان وخضراوان من تحت نظارتيه، مخادع؟ كان وجهه جانبيا، لذا فلا تستطيع ان تحكم. لكنها تفکر، ان نظرتها السابقة الى انفه الصغير وشفتيه الرقيقتين جعلته يبدو قاسيا، ومن المحتمل... لاحظ انها تراقبه. نظرت سوزانا الى الامام، وقد احمرت خديها «سيكون الدواء مفيدا، شكرا لك.» تلعثمت وهي تتكلم. قـال بمرح:«انت على الرحب والسعة.» وهـذا مـا زاد من اضطرابها. مما لا شك فيه ان الرجل قد اساء فهم نظرتها اليه وقد تخيل انها تراه جذابا، واعترفت على مضض، انه كان رجلا جذابا وخطرا بطريقة ما.
من المؤكد انها تحسده على السهولة التي يتصرف بها. وهذا جعلها تشعر انه وبدون شك ليست رحلته الاولى في الطائرة. لديه مظهر المسافر الدائم. على الاقل هكذا سوزانا تتخيل كيف يبدو المسافر الدائم، مستريح مسترخ يرتدي جينز ناعم وباهت اللون من كثرة الغسيل، وينتعل حذاءً مفتوحاً. كنزة سوداء رفع اكمامها حتى كوعيه، وتنهدل على جسمه ببساطة. انها مصنوعة من الصوف الناعم ومن النوع المميز في الاناقة.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع