الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

ليتك تحبني

الكاتبة : دونيز روبن
------------------------
الملخص
------------
حلمت لوسي غريشام بالذهاب إلى قبرص لكن وضعها المادي لم يسمح لها. إلا أن الحظ كان إلى جانبها حين تعرفت إلى أدريان أوليفنت لتذهب معه إلى قبرص وتكون مرافقة لوالدته المسنة. اندهشت حين رأت أدريان ليس بالرجل السعيد مع أنه يملك الكثير من المال فحاولت الاستفسار عن سبب حزنه وقبل أن تعرف الحقيقة وجدت نفسها مغرمة به.
--------------
الفصل الأول
--------------
سارت لوسي غريشام بطريق قصر النيل في القاهرة في ذاك الصباح الحار من شهر مايو، وشاهدت المشاهد اليومية لجـمـوع الـنـاس التي تعبر الطريق، بعضـهـا بـالـعبـايـات البيضاء المعتادة والملاءات السوداء، والأخرى الأكثر ثراء بسياراتها الفارهة والطرابيش الحمراء التقليدية. شاهدت لـوسـي هـذا وكـل مـا يـنـبـض بـالحـس الـقـاهـري... وشعرت بالاحباط والكآبة كان عليها وداع كل هذا عليـهـا وداع مصر وكل الشرق الاوسط... وعـمـلـهـا في الـسـفـارة كسكرتيرة طوال السنة والنصف الماضية.
كل ذلك انتهى. زياراتها الاخيرة الى طبيب العيون كانت الحد الفاصل. ضوء شمس الصيف الساطع والتركيز المرهق على الطباعة اصاب عينيها بإرهاق شديد. وعليها الآن السعي لتبديل عملها. ذهبت الى السفارة البارحة للمرة الاخيرة. وعليها الآن انتظار المركب الذي سيقلها الى انكلترا. بحـزن تـابـعـت لـوسي سيرهـا وهـي لم تمـانـع ابـدأ السير بالشمس الدافئة الحارقة. احبت الشمس تماما كما احبت مصر. لم تشعر يـومـا بـالحنين الى موطنها هنا، كمعظم الفتيات الأخريات، لعل السبب في ذلك يعود الى عدم وجود عائلة لها هناك، عائلة تشدها الى موطنها الاصلي. والدها كان طبيبا في «مقاطعة البحيرات» وقد توفي قبل
أما والدتها فقد توفيت فور ولادتها لها. وقد تدربت لوسي على الاختزال واعمال السكرتاريا واللغات وكانت بالغة السعادة بالمجيء للعمل في السفارة في القاهرة حيث عرض عليها ذلك. كانت فترة عملها هنا، فترة استمتاع وسعادة، بطريقتها الهـادئـة الخـاصـة، فـهـي فـتـاة خـجـولـة تجد صعوبة في التعرف الى الاصدقاء لعل لوسي كانت صعبة الإرضاء والشاب الوحيد الذي حاز على اهتمامها كان زميلا لهافي السفارة،لكن لم يلبث ان تم نقله الى أنقره.
لم تكترث لوسي لذلك. فالأمر لم يكن جديـا اصلا. جل همها كل تلك الألوان والحيوية في العيش خارج انكلترا، فقد عشقت الصحراء والرحلات عبر النيل، روعة الغروب والشروق، الاهرامات وكل ما يحيط بالحضارة الفرعونية القديمة من جمال وغموض. خططت للذهاب الى قبرص هذا الصيف، قبرص التي يسمونها «جزيرة الحب». سمعت لوسي الكثير عنها واصبحت متشوقة جدا لزيارتها و قد ادخرت المال اللازم للذهاب إلى هناك اما الآن فيبدو ان حلمها هذا لن يتحقق، فعليها إدخار كل قرش لإعـالـتـهـا في لندن لحين استعادة راحة نظرها لمعاودة عملها لاحقا. اما هذا الصباح فقد قررت دخول احد مكاتب السفريات والسؤال عن الحجز الى قبرص. وقد آمدها العاملون هناك بالعديد من الكتيبات عن الجزيرة. نظرت الى صورة كبيرة لقلعة كيرينيا الشهيرة، على شاطىء البحر، وأشجار الزيتون الخضراء الممتدة حتى
اضطرار الأنسة للسفر عائدة الى بلادها لإجراء عملية جراحية ما، وأنها على الارجح لن تتمكن من العودة.» «وكيف ستستبدلها سيد اوليفيت؟» « هذه هي المشكلة، لدي ٢٤ ساعة فقط لايجاد الشخص المناسب. ولن انجح بذلك بالطبع. لذا علي وضع إعلان بهذا الشأن وايجاد من يهتم بأمي موقتاً. ولحسن الحظ ان لديها حاليا بعض الخدم في المنزل.»
تسمرت لوسي في مكانها. لم يكن بوسعها الا التنصت على ما يدور، مجرد ذكر اسم كيرينيا كان كافيا. يا لها من فرصة رائعة لمن سيحل محل الآنسة ليتل تلك ويكون مرافقا للسيدة العجوز في فيللا كيرينيا... استدار السيد اوليفنت وغادر المكتب، رمى لوسي بنظرة قصيرة غير مهتمة. هناك شيء ما محير بأمره، قالت لوسي لنفسه وهي ن نحو مكتب الموظف. «من كان ذاك؟» «السيد ادریان اولیفنت.» قال الموظف واضاف متباهيا بمعرفته: «الجميع يعرفه، يعمل في تجارة النقل بحرا عبر الشرق الاوسط بأكمله ويملك فيللا في قبرص.» قالت لوسي ببطء:«اجل اعلم ذلك، لم استطع الا ان استمع لحديثكما,»
«ان كان بوسع احد الحصول على مقعد في الطائرة المتجهة الى قبرص الآن، فهو الذي يستطيع ذلك، يـالـنفـوذ المـال والمكانة. لكني لست واثقا من امكانية ايجـاده لمرافقة مناسبة لوالدته بفترة قصيرة كهذه.» قالت لوسي فـجـأة:«آه لكم اتمنى التقدم لهكذا وظيفه.»

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع