الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

لن تخدعني

الكاتبة : سارة وود
------------------------
الملخص
------------
عادت جيسيكا إلى أفريقيا بداعي العمل، لكنها صدمت برفض رئيسها لها كونها أنثى. فأذلها وأبدى عدم اعجابه بمؤهلاتها. نشبت بينهما عداء لكنها لم تعترض لعله يكتشف كفاءتها بنفسه. حاولت التقرب منه ففشلت وعندما قررت الابتعاد فشلت أيضا. لأن قلبها رفض تنفيذ الأوامر
--------------
الفصل الأول
--------------
- انـهـمـكـت جـاكلين كثيراً بتهيئة حـاجـاتـهـا خـلال الاسـابـيـع الـتـي سـبـقـت سـفـرهـا الى افريقيا ، فبدت كلعبة اوتوماتيكية تدور بجنون واضطراب وسط دوامة من نشاط متزايد . فلا بد لها من الحصول على تأشيرة الدخول اللازمة ، واجراء التلقيحات وشراء ما يلزم ، وحزم الحقائب ، وتوديع الاصدقاء . استقرت جاكلين في الطائرة . وما من شيء امامها الا ان تـأكـل وتشرب وتـنـام . وفـجـأة اعـتـراهـا قـلـق غامض . مما لا شك فيه انهـا ارادت العودة الى غانا ولكن ترى هل ستصمد امام تحديات عملها الجديد ؟ وهل ادركت تماماً ما تزج نفسها به . فالعيش في بلد
غريب بمفردها لكسب قوت يومها ، يختلف تماما عن العيش فيه مع والديها وقعت جـاكـلـيـن عـقـد عـمـل لمدة سنتين ، ولكنها لم تـقـابـل بـعـد الـرجـل الـذي سـتـعـمـل معه . نظرت من نافذة الطائرة المحلقة بمحاذاة الساحل الافريقي الغربي ، فرأت غابة استوائية خضراء . كانت الشمس تميل للمغيب مشبعة الدنيا بتألقها الذهبي ، ومتيحة للظلام ان يـحـل مـكـانـهـا خلال دقائق . لم تستطع جاكلين ان تطرد افكارها المزعجة وقلقها . ترى هل بلغت ثقتها بنفسها مرحلة الغرور عندما قبلت عملها الجديد كمساعدة ادارية في شركة الانتاج الغذائي الدولي المحدودة ؟
اعـادت في ذهـنـهـا كلمات كريسترفر جينكز رئيس الشركـة الـذي قـال لـهـا اثـنـاء المـقـابـلـة الـتـي جـرت بينهما «انه عمل مزعج يا آنسة، اريد ان يكون الامر واضحاً.»
رنت هذه الكلمات في اذنيها كموجات من الفزع ، فقالت لنفسها لا تكوني مضحكة ، فهذا النوع من العمل لا يحتاج الا الى الثقة بالنفس ، والاصرار ، وبعض الخبرة . وهذا متوفر لديك كانت جاكلين تدرك بمرارة ان مظهرهـا لا يـوحـي بمنطلق ايجابي ، ولهذا تملكها شعور طبيعي بعدم كفاءتها. كـم تمـنـت لـو ان مـظـهـرهـا يـتـنـاسـب مـع اعوامها الثلاثة والعشرين ، لكن الكثيرين يعتبرونها مجرد طالبة مدرسة سيما وان شعرهـا ذهـبي مجعد وعينيها زرقاوان ، وقامتها لا تتجاوز الخمسة اقدام وسنتمترين . لم يكن باليد حيلة الا اذا قيمها رئيسها الجديد كشخص فعال من دون النظر الى هذه الصفات الشكلية .
نظر جينكنز الى جاكلين عاقداً ما بين حاجبيه نظرة اقلقتها عندما استفسرت عن شخصية رئيسها الجديد ماتيو سيمونز وقال : «انـه قـاس يـا آنـسـة ، مجـد ومـنـكـب عـلـى الـعـمـل ، وسيتطلب منك بذل كل ذرة من امكاناتك . » حسنا انها قاسية ايضا ، ومجدة ومحبة لعملها، فأهلاً وسهلاً بماتيو سيمونز هذا الذي سيتطلب منها تسخير كل امكاناتها شعرت جاكلين بيد السيدة تورنر التي كانت تجلس
الى جـوارهـا، تـلـمـس ذراعها ، فنظرت الى عينيها الرماديتين الصافيتين . كانت السيدة تورنر مفعمة بالحنان والصداقة . «تبدين متعبة يا عزيزتي .» «اشعر بألم في رأسي سأرى ان كـان لدى المضيفة بعض الاسبرين.» نهضت جـاكـلـيـن مـن مـكـانـهـا متخطية السيدة تورنر وزوجها الاشيب لتبحث عن المضيفة ، فبدت الطائرة لـهـا تـالـفـة كـركـابـهـا ، اذ مضى على مكوثهم في داخلها عشر ساعات . تمدد معظم ركـابـهـا بـاسطین اقدامهم وايديهم بلا حيوية ولا نشاط . اخذت جاكلين الاسبرين من المضيفة
وابتلعته مع قليل من الماء . ثم ناضلت وسط الزحام كي تعود الى مكـانـهـا ، واخذت تفكـر بمـا يجول في ذهن السيد والسيدة تورنر لمعت عينا السيد تورنر البنيتان بضحك قائلاً :
«سنصل بعد وقت قصير . » كان السيد تـورنـر مـزارعـا مـن مينسوتا اصطحب زوجته في هذه الرحلة التي تطلبت منهما شجاعة كبيرة ، كي يـشـاهـدا حـفـيـدتـهـمـا المـولـودة في أكرا وما ان علما ان جاکلین امضت اعوامها الدراسية في افريقيا ، حتى انهالا علـيـهـا بـوابـل من الاسئلة ، عن
الشعب والطعام ... والطقس ... وطرحا عليها بعض الاسئلة الشخصية فيما اذا لسعتها افعی مثلا ؟ او هل اصيبت بالملاريا؟ وكيف وصلت الى غـانـا اول مرة ؟ وهل كان والدها موظفا ؟ «لا .. لا.» ضـحـكـت جـاكـلـيـن قـائـلـة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع