الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : بيني جوردن
------------------------
الملخص
------------
في الوقت المحدد وكيل الأعمال ولف جايمسون وجد أخيرا موفعا مميزا لناد ريفي على وشك بنائه. كل ما عليه عمله أن يقوم بإنشاء ملعب غولف كبير للمستقبل.
الجميع باستثناء ساج كرايدر، وافقوا على البيع، إلا أن المناقصة التي فرضت لم تعجب ساج ففضلت الاحتفاظ بأرضها المزروعة لشغفها الكبير بالأعشاب البرية.
ساج وقفت عائقا في طرسق وولف…هذا ما كان واضحا غير أن طبيعته لم تتلاق مع شغف ساج الجارف للحياة بكل ما فيها من مباهج…خصوصا حب الطبيعة الذي يشبه أي حب آخر…لا يختلف عليه اثنان.
--------------
الفصل الأول
--------------
اقفلت ساج كرايمر سماعة هاتفها، ثم اتكأت
على وسادتها، وأخذت تدور اصابعها حول عنقها
العاجي. كانت قد تعبت إثر عناء يوم طويل أثناء
قيامها بعملها. داهمها الوقت، فإذا بالساعة تدق
الرابعة. كان بين يديها ما يكفي من نصوص
لذلك اليوم. الآن، بات عليها إعادة قراءة وصياغة
نصا لها موضوعه الأعشاب. تبسمت عندما قرأت
عنوانه «نصيحة ساج». الموضوع يدور حول نوعية
الأعشاب، بدأ عملها هواية ومن ثم اصبح كتيباً
اختارته ليكون دليلا وطلب منها القيام بكتابة مقالات
ينشرها في صحيفته. فيما بعد، تم اكتشاف عملها
من قبل بضعة صحافيين اختاروها لتعمل في نقابة
الصحافة لشهرين ونيف. قال مدير الجريدة بأن
قراء صحيفته يبدون اهتماما بالموضوع. لم يتحقق
أي شيء، لكن يبدو أن المستقبل واعد. فبدأت تفكر
في جمع مقالاتها في كتاب. إنها هوايتها!
شعرت ساج بالرضى لاختيارها الموضوع الرابع
المدرج على لائحة النصوص: اكتبي مقالا للجريدة.
إن القيام بإدراج اللوائج يعني العمل بشكل جماعي
وهذا أمر تعتبره مناسبا.
لملمت ساج أوراق البحث المبعثرة على الطاولة ومن ثم
أعادتهم الى الملف الخاص بهم كتب عليه البابونج.
حمل ثقيل يرافقها على مدى أيام مع مستشارها
باکستر وشركائه. نادرا ما كان يمر يوم دون اللجوء
الی شکر حظها على قرار اتخذته بترك من عملها
المضني والروتيني، تدق السابعة، ترتشف قهوتها،
تهرع الى المحطة تتصل بمقر عملها، تحضر
الإجتماعات المعقودة، تشغل خط هاتفها لتهدىء
روع زبائنها، وعليها تحضير التقارير المتوجبة
عليها. تتناول وجبة سريعة في مكتبها الخاص، ان
لم يكن ينتظرها غداء عمل. كانت ساج تعمل على
مدار الساعة من دون انقطاع، وكانت تكمل ما تبقى
لديها من عمل في المنزل. ولم كل هذا وعلام!؟ وهل
العالم يبدو أفضل ان هي فسخت عقد عملها
مايك باكستر؟
كان لديها ما يكفيها. حين تقاعد رئيسها باکستر،
حل مكانه إبنه مايك، وكان مايك مختلفا في إدارة
شؤون عمل والده. خلال شهر كامل، اتضح لها ان
الأمور سوف لن تسير على أكمل وجه مع
المبتدىء اليافع. إذ ان نمط عمله لم يكن ليتماشى
مع نمطها المتبع في تسيير أمور العمل. فهو يحب
المال حبا جما. كان مايك قد أضاف إلى عائدات
الصحيفة، لكن على حساب شهرتها.
كانت وفاة جد كرايمر قد دفعتها إلى الاستقالة، فقد
ترك لها مزرعته في نيويورك. وكما في كل المزارع
المنتجة لمشتقات الحليب وأنواعه، فأن العمل كان
ماديا بحتا. وجاره الذي كان يسكن شمال نيويورك،
ترك عمله في المزرعة وانتقل للعمل في المدينة. نشأت
مزرعة ماك غريغور، إلا انها سرعان ما عرضت
للبيع، لكن لم يتحقق الحلم. آن استطاعت ساج
خلال سنتين في حال تیشرت امكاناتها المادية ان
تشترى العقار المطروح للبيع، فإنها ستسعى لإقامة
اسطبل للخيول خاص بها. جار باکستر، جون
نيوتون الذي يسكن جنوبي نيويورك، كان قد أعلن
انه مستعد للبيع في حال حصل على المبلغ المناسب
وقد اعجبت المزرعة أحدهم، إلا ان ساج كانت على
يقين بأن امرا كهذا لن يحصل.
كانت مزرعة والد ساج لازالت تعمل، لكن لا تنتج
بشكل كاف. وكان يتوجب على ساج ان تعمل في بيع
الأعشاب. فقد سخرت مهاراتها العلمية كلها لصقل
هوايتها وكانت تقوم بعملها على مدار الساعة، مما
جعلها ترزح تحت وطأة حمل ثقيل، لكنها أحبت ما
كانت تقوم به.
كانت حجرة مكتبها الخاص، تذكرها بوظيفتها
السابقة. بدأت بإنشاء مزرعة خاصة بها متخصصة
بالأعشاب مع بعض الفروع الإضافية، عرضت للبيع
لاحقا وكذلك للإيجار بطريقة مغرية جدا. حفظت
ساج جميع سجلات زبائنها على أقراص خاصة
بالكومبيوتر الخاص بها