الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

في قلبي رغم الجميع
Strange Intimacy

الكاتبة : آن ميثر
------------
الملخص
------------
كان ريف ليندسي إيرل أوف إنفركالدي مالك الأراضي، ولكن الأيام التي كان فيها للنبيل الحق في الزواج من أية فتاة تعجبه في قريته، تلك الأيام قد غيبها الزمن، ولكن ريف لم يكن يدري بهذا. ولكن إيزوبيل جاكوبسن كانت أرملة تكافح وحدها في تربية ابنة مراهقة غير منضبطة
------
***
------
اتراه يظنها هدفاً سهلا؟ أم امرأة وحيدة تواقة إلى من يوليها اهتماماً؟ كان رجلاً بكل معنى الكلمة، ولكنه في نظر الآخرين يعتبر غريب الأطوار، ميالاً إلى مخالفة العادات. ولم تستطع إيزوبيل أن تجد سبباً آخر يجذب ريف إليها.
--------------
الفصل الأول
--------------
لم تكن إيزوبيل متأكدة متى بالضبط أدركت غلطتها. لقد كانت الشكوك ساورتها، في البداية، بالطبع، ولكنها استطاعت أن تتغلب عليها. فقد كان انتقالها من شقة في حي إيرلس كورت في لندن محيطها الذي ألفته، إلى أعالي جبال سكوتلندا، كان انتقالها ذاك خطوة جريئة في الحقيقة. حتى ولو كان ذهابها بناء على دعوة من صديقة. حتى ولو كانت هناك وظيفة في انتظارها ملحق بها بيت مريح. أما رأي ابنتها كوري بها، فهو أنها مجنونة، وربما كان هذا رأي أمها نفسه حتى دون اعتبار لشكوى ابنتها ذاك المستمر. ولكن، بالرغم من الرأي الشائع، فقد كان لموقف كوري نتيجة واحدة، وهي اقتناع أمها بأن ما تقوم به هو الصواب. ذلك أن كل ما يساعد على انفصال ابنتها ذات الثلاثة عشر ربيعاً عن تأثير تلك المجموعة الضالة في مدرستها، لا بد أن يكون صواباً.
ومع ذلك، فقد واجهت إيزوبيل متاعب هذا الانتقال بشيء من الهلع. وفي الحقيقة، لقد واجهت اكثر المشكلات التي صادفتها، منذ وفاة زوجها ادوارد، بمثل هذا الشعور. لأنه كان أثناء حياته، يصر دائماً، على اتخاذ القرارات نيابة عنها. لهذا كان استئصال نفسها وابنتها كوري من البيت الوحيد الذي عرفته في حياتها، كان هذا يمثل بالنسبة إليها مشروعاً بالغ الضخامة
ولكن، في ذلك الحين، لم يكن أحد يتوقع موت ادوارد. فقد كان في الخامسة والأربعين من عمره فقط، فهو كان يحافظ على صحته ولا يقترب حتى من التدخين. فقد كان من أركان مجتمعه. وحين فتحت إيزوبيل موضوع امكانية انتقالها إلى اسكوتلندا اعلنت والدته، دون تردد، آن من المؤسف ان إيزوبيل لم تكن هي التي كانت تقود السيارة
عند وقوع الحادث حين سحق الونش رافع السيارات، السيارة التي كانت وزوجها، تستقلانها ما تسبب عنه مقتل ادوارد وخروجها هي برضوض طفيفة. ذلك أن ادوارد، حسب قول والدته، كان أمامه الكثير ليقوم به في الحياة، لم تحاول حتى مشاركته أحلامه وطموحاته بينما هي الخاصة. وقد اعترفت إيزوبيل، إنما بينها وبين نفسها، أن هذا صحيح. وهو ما عنفت نفسها لأجله مراراً منذ موت ادوارد. كانت إيزوبيل قد أمضت طفولتها في الأسفار مع أبيها متنقلين بين أجزاء العالم القاحلة المجدبة.
وعلى كل حال، كانت لادوارد وجهة نظر مختلفة، رغم أنه، عند زواجهما، كان قد طمأنها إلى أنه لن يرغمها على القيام بأي شيء. ولكن أربعة عشر عاماً، والمجادلات العديدة التي حدثت بينهما في ما بعد، جعلت إيزوبيل تتأكد من أن وعده ذاك كان هباء.
وكان هذا هو السبب الأساسي لعدم حصول التوافق بينها وبين والدته. أم أنه كان لعدم توافقهما ذاك، سبب أبعد من هذا؟ ذلك أن السيدة جاكوبسن والدته، لم تكن تريد لابنها أن يتزوج قط. فقد كانت سعيدة تماماً برعايته بنفسها وتوفير اسباب الراحة له. أما كوري تلك اليتيمة المراهقة التي لا تملك درهماً باسمها، والتي كانت تحاول التعود على فكرة موت والدها، فهذه لم تدخل في حسابها مطلقاً. وعند مراجعتها للماضي، كما سبق وقامت بذلك مراراً أثناء الأشهر التي تلت موت ادوارد، كان على إيزوبيل أن تعترف بأن حماتها كان لها وجهة نظر في ذلك. ربما كان
كبير السن بالنسبة إليها. أو ربما كانت هي تتطلع إلى بديل لأبيها في شخصه. وعلى كل حال فقد كانت السنوات التي أمضياها معاً سعيدة في أغلبها. على الأقل تماثل سعادة أكثر اصدقائهما المتزوجين. لقد عصف موت ادوارد المفاجيء بهن جميعاً، بما فيهن كوري التي كانت قد أمضت السنتين الأخيرتين من حياة أبيها، وهي تقوم بكل ما من شأنه بعث الخيبة إلى نفسه، ذلك أنها منذ تركت المدرسة الخاصة، التي كانت جدتها السيدة جاكوبسن قد أصرت على وضعها فيها، لتتابع دراستها في المدرسة المحلية الرسمية، منذ ذلك الحين أصبحت الفتاة الصغيرة تمثل مشكلة لذويها، وبطبيعة الحال، زعمت والدة
ادوارد أن ذلك كان نتيجة لحرمان أمها إيزوبيل لها من هويتها، وذلك بوضعها حيث تسير على المنهاج الدراسي للدولة. أما إيزوبيل، وكذلك ادوارد حين يكون بعيداً عن تأثير أمه، فقد كان لهما في ذلك رأي آخر. وكان رأي إيزوبيل، إزاء تقارير ناظر مدرسة ابنتها المتكررة والتي تتحدث عن تقصيرها الدراسي، وغيابها المتعدد عن المدرسة من دون عذر، واستعمالها كلمات غير مهذبة، بما في ذلك سرقات طفيفة من الحوانيت، وكل تلك
الأشياء التي كانت كوري ترتكبها، كان رأي إيزوبيل هو أن هذا مجرد جنون. وبدلاً من أن تحاول الصغيرة الحصول على علامات جيدة تؤهلها لدخول الجامعة، كما كانت أمها تأمل، فقد قامت بكل ما بإمكانها لكي تدخل الأسى إلى قلبي والديها. والأكثر من ذلك أنها لم تكن لتشعر بالخجل من ذلك. بل، على العكس، كانت تسر بالسمعة السيئة التي اكتسبتها من جراء ذلك. وكان ادوارد يفكر أحياناً بأنه ربما كان عليهما أن يسمحا لوالدتها بمتابعة عونها لابنتهما في المدرسة الخاصة ولكن إيزوبيل كانت قد أقنعته بالعكس. بعد أن
أثبت تدخل والدته في حياة ابنتهما فشله إزاء تحجج كوري بكلمات جدتها في كل مرة تشذ فيها عن الطريق. وكان أن جمع بين الأم وابنتها، حزنهما المشترك لوفاة ادوارد، کما لم يحدث منذ سنوات، ما جعل لدى إيزوبيل أملاً في أن الحادث الذي أودى بحياة زوجها ربما كان قد نتج عنه خير ما. ذلك أن كوري ابتدأت تدرك كم هي قصيرة الحياة. وربما كان هذا الخير مؤكداً لو لم تعد حماتها للتدخل مرة أخرى.
قبل وفاة ادوارد، كانت إيزوبيل تقوم بوظيفة نصف دوام، وذلك في مكتب محام، ولأنها تزوجت صغيرة السن، وحملت على الفور، كان عليها أن تنتظر إلى حين دخول كوري إلى المدرسة، لكي تبدأ بأخذ دروس في مهنة السكرتاريا. ولم يكن ادوارد يريدها أن تعمل على كل حال، ولكنها لم تستطع اقناعه بالقبول إلا بعد أن أدرك ما تكلفه ملابس وأحذية ابنته من ثمن مرتفع
وقد استمتعت إيزوبيل بالعمل، إذ لم يكن يسرها أن تمضي أيامها في تناول القهوة مع حماتها، أو الإستماع إلى ثرثرة صديقات حماتها واغتيابهن أولئك اللواتي يتقيدن بالسير على منوالهن من ضبط السلوك. وكانت إيزوبيل واثقة بأنها هي ايضاً قد تعرضت لنفس الإنتقاد عندما ابتدأت تعمل في مكتب غوردون إيزاكس. ولكن مواعيد عملها لم تكن متشددة. وكانت دوماً موجودة عندما كانت كوري تعود من المدرسة.
وعلى كل حال، لقد غيرت وفاة إدوارد أشياء كثيرة. ففي هذا الضيق المادي الذي وجدت نفسها فيه، ادركت ان مثل هذه الوظيفة، بنصف دوام، لن تجديها شيئاً. ومبلغ التأمين لم يكد يغطي مبلغ رهن شقتهما. فماذا عن الطعام والتدفئة والنور في الوقت الذي زاد فيه التضخم فارتفعت الأسعار؟ وهكذا أدركت ضرورة حصولها على وظيفة كاملة تغطي كل هذه النفقات. في هذه الأثناء إقترحت عليها حماتها السيدة جاكوبسن الانتقال للاقامة معها في منزلها ذي الطراز الفيكتوري في شارع سانت جونس وود والذي كان بالغ الاتساع بالنسبة إليها بمفردها،كماقالت، مضيفة أن ليس ثمة موجب يحملها على العمل في الوقت الذي كل ما تملكه هي سيؤول، بعد
موتها، إلى حفيدتها كوري، على كل حال. فصحبتها ستسرها... وكذلك مساعدةكنتها لها في أعمال المنزل، فهي متأكدة من أن هذه هي رغبة ادوارد بالضبطلو أنه مازال حياً. عند ذلك أدرك إيزوبيل الذعر. ذلك أنها لم تستطع ان توافق على فكرة انها ستكون في ذلك المنزل مجرد خادمة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع