الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : كاي ثورب
-------------------
الملخص
------------
تعتقد أنه ما عليك سوى أن تشير بإصبع يدك لتسرع السيدات إليك”.
كان برت ساندرسون رجل أعمال ناجح وثري كما أن فندقه الكاريبي كان واحد من هذه الأعمال الناجحة.
كان يهتم أيضا بالحسناوات الجميلات اللواتي لم يرفضن مرة له طلبا. أما ليزا فقط رفضت أن تكون من هذا الصنف لكن يبدو أن برت كان قد قرر وانتهى الأمر
--------------
الفصل الأول
--------------
«اعطني ماتحملين من مال!» امرها اللص ذو البشرة
الداكنة.
حاولت ليزا ان تحافظ على رباطة جأشها واجابت بكل
هدوء:« انا لااحمل مالاً.»
لم يكن من الصواب ان تخرج بمفردها في هذه الساعة
المتأخرة من الليل، حتى ولو كان شارع رئيسي في هذا البلد
الغريب. عندها شعرت بالرهبة في قلبها خاصة وانه لم يكن
من احد يسير قريباً منها مما يمكنها ان تستنجد به.
كرر الرجل قوله مهددا:« قلت لك اعطني ما عندك من مال،
والا اخذته منك عنوة!»
لقد كانت ليزا صادقة عندما قالت له بأنها لا تحمل مالاً،
ولكنه من الواضح لم يصدقها فأخذ قلبها يخفق بشدة وقد
شعرت بالخطر الذي يحدق بها، عندها قامت بمحاولة
فاشلة لتهرب منه، فأوقفها بقسوة وقد احاط باحدى يديه
خصرها، وباليد الأخرى اطبق على فمها كي يمنعها من
الصراخ، ثم سحبها الى زقاق ضيق.فكرت ليزا عند ذلك
بخوف شدید، انها وقعت في خطر لاتدري ما قد يكون نوعه،
وحاولت جاهدة الافلات منه، ولكن كل محاولاتها باءت
بالفشل.
سمع في تلك الاثناء هدير سيارة تقف الى جانب الطريق،
جعلت الرجل يتنبه الى أنه هو الآخر قد وقع في خطر شديد.
وخرج رجل من السيارة وصاح باللص الذي يمسك بليزا،
فما كان منه الا ان دفعها فسقطت على الأرض، ثم ولى هارباً
في الزقاق الضيق.
كانت ليزا في تلك اللحظات الرهيبة، ترتجف خائفة بينما
كان الرجل الغريب الذي خلصها من ذلك اللص، يقترب منها
بخطوات ثابتة، وعندما اصبح قريباً منها، انحنى ليساعدها
في النهوض.
ثم قال بنبرة جافة:« لاخطر عليك مني، هل اصبت بأي
اذی؟»
اجابت وهي تحاول ان تستعيد كرامتها وكأن ما أصابها
آلمها في الصميم: « لا ، لم أصب بأية خدوش، ولكنني متوترة
بعض الشيء.»
« لايدهشني ذلك.»
قالت وقد لاحظت فمه يلتوي اشمئزازاً:« انه كان يلاحقني
لاجل المال فقط.»
«طبعاً، فالحسناوات صاحبات الشعر الأشقر والعينين
الزرقاوين لايسلمن من قطاعي الطرق هنا.» وتابع يقول
دون ان يمنحها فرصة لتعلق على قوله:« في اي فندق
تنزلين؟»
اجابت ليزا:« في فندق امباسادور بلازا.»
رفع حاجبيه الداكنين وقال:« انه يبعد كثيراً عن هذا
المكان.»
قالت وكأنها تعترف بخطئها:« خرجت للتنزه سيراً على
الاقدام ويبدو انني ضللت طريق العودة.»
اجابها بسخرية واضحة: «تتنزهين سيراً على الأقدام، هنا
في سان جوان؟ هل أنت ساذجة الى هذه الدرجة، ام أنك
متهورة لاتدرسين الأمر قبل ان تقدمي عليه؟»
اجابت بكل ما أوتي لها من فظاظة:« لاهذا ولا ذاك، كل ما
في الأمر انني أخطأت وكفى.»
« انه خطأ كاد ان يكلفك غالياً.» ثم اشار الى حيث تقف
سيارته وتابع يقول:« هيا، سأعيدك بنفسي الى الفندق.»
كان في السيارة سائق ببذلته الرسمية، ففكرت ليزا انها ربما
نجت بنفسها من خطر لتقع في خطر اشد هولا من الأول، لكن
الرفض في هذه الظروف لن يفيدها ولا بأي شكل من الأشكال،
وسيكون تصرفاً طائشاً وغبياً صدر عنها، خاصة وانها لا
تعرف في اي مكان يقع الفندق الذي تنزل فيه.
وجد الرجل بعد صمتها انها وافقت على ان يعيدها الى
الفندق بسيارته، فسحبها من يدها وساعدها على الدخول
الى المقعد الخلفي، ثم دخل هو ايضاً وجلس الى جانبها
قائلاً للسائق:« الى فندق امبا سادور بلازا.»
وبعدما ارتاح واستند بظهره الى الجلد الفاخر للسيارة،
حول نظره الى ليزا، واخذ يتفحصها بنظرات ثاقبة وكأنه
يريد أن يتعرف بالتفصيل الدقيق على ملامح وجهها.
ثم سألها فجأة:« كم تبلغين من العمر؟»
لم يكن لها من خيار سوى ان تجيب قائلة:« انني في الثالثة
والعشرين من عمري، اذا كان هذا يفيدك بأي شيء.»
« هذا يعني انك ناضجة ما فيه الكفاية لتستشيري عقلك.
وانصحك بأن تكوني اكثر حذراً وادراكاً حتى تبلغي سن
الرابعة والعشرين. فالمرأة لا يمكنها ان تضمن سلامتها
حتى في بريطانيا وفي ايامنا هذه.»