الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

أسيرة الماضي
Guilty Love

الكاتبة : شارلوت لامب
------------------------
الملخص
------------
أحبت جينيفر زوجها، لكن داني تغير. غضبه ويأسه الزائد منذ الحادثة اتخذ منحنى وحشيا. وقعت جينيفر أسيرة كابوس وعرف فيليب هالكوم ذلك. كانت العلاقة بين جينيفر وفيليب دائما علاقة مهنية، لكن المظاهر الخارجية بدأت تتداعى الآن. ثم كانت مأساة رهيبة مزقت حياتهما
***
سأل فيليب بهدوء: «ما الأمر يا تيد؟» نظر إليه تيد وقال: «اعتقد من الأفضل ان نهبط. ذلك الحقل الذي تحتنا يفي بالغرض، انه منبسط جدا، تمسكا جيداً واجلسا بهدوء ولا تلمسا شيئاً.» كانت سرعتهم في الهبوط أكثر مما كانت خلال التحليق وكانوا يهبطون بطريقة غريبة، بحركات دائرية غير منتظمة مع انحدار جانبي. ثم ارتطمت الطائرة بالأرض وللحظة لم تعرف جنيفر ما كان يجري...
------------
الفصل الأول
------------
«اخشى ان علي ان اطلب منك من جديد ان تعملي لوقت متأخر الليلة، يا سيدة كراتش.» كانت جنيفر مأخوذة بعملها كثيراً لدرجة انها لم تلحظ دخول رئيس عملها إلى مكتبها، فجعلها صوته الخفيض تجفل.
التفتت اليه بسرعة، فابتسم لها فيليب هالكوم احدى ابتسامته المتوانية المتهكمة وقال: «أعصابك مضطربة جداً لم اقصد ان اجعلك تفقدين صوابك من شدة الخوف!» حدقت به بنظرة فيها مزيج من السخرية والالم، فقد كان كلما دخل إلى غرفة يجعلها تجفل. كان من النوع الذي يجعل معظم العاملين يجفلون. حتى الآن، ومع انها اصبحت تعرفه جيداً لم تكن تقوى على الهدوء عندما يكون موجوداً. بدا وكأنه يجعل الجو مضطرباً اينما وجد، فقد كان صارماً،
وعيناه كانتا وكأنهما تستطيعان قراءة ما يجول داخل نفس الطرف الآخر، الامر الذي كان يربك الآخرين، لكنها لم تكن قادرة على اخباره أي شيء من ذلك، لذا قالت ببساطة: «آسفة، كنت شاردة الذهن. ماذا قلت يا سيد هالكوم؟» رردد كلماته قائلاً: «اريدك ان تعملي لوقت متأخر الليلة.» فعضت جنيفر على شفتها السفلي. لقد ازعجها الأمر. لاحظ فيليب تلك الحركة الصغيرة التي خانتها فنظر إليها بعينين لاذعتين وسألها: «ايوجد مشكلة في ذلك؟»
كان هناك مشكلة دائماً عندما كان يريدها ان تعمل لوقت متأخر، لان داني كان يغضب في كل مرة يحصل ذلك، لكنها عندما وافقت على العمل اوضح لها فيليب هالكوم أنه يجب ان تكون مستعدة للعمل ساعات اضافية، وليس مجرد العمل من التاسعة إلى الخامسة، فكيف بامكانها التذمر الآن؟ حتى أنه كان هو نفسه يعمل بشكل منهك على نحو اثنتي عشرة ساعة يومياً معظم الايام. كانت عادة تجده في المكتب عندما تصل في الصباح وتتركه هناك عندما تغادر، إلا إذا كان مسافر في رحلة عمل أو مشغولاً في إحدى الحقول مع فريق من فرق البناء على احد المشاريع العسيرة، حيث يعمل، كما استنتجت، بجد اكثر لساعات طويلة. قيل ان عمال البناء كانوا يشحبون عند رؤيته يهاجمهم ان كانوا يتلكأون في العمل أو يقومون بخطأ سخيف. وكان كل من في الشركة يقدره ويحترمه، إلا انهم كانوا جميعاً
متفقون ان العمل مع فيليب هالكوم ليس بالامر السهل. كان الوجه الايجابي لعملها ان لديها الكثير من اوقات الفراغ في الايام التي لا يكون فيها بحاجة اليها، وكانت تكسب من المال أكثر بكثير مما كانت تكسبه في أي وقت مضى. وقد اعتادا، هي وداني، على الحصول على ذلك المال الاضافي كل شهر. فاشتريا اثاثاً جديداً، بياضات، ستائر، وادوات طعام، وشيئاً فشيئاً بدأت شقتهما الصغيرة تبدو كما ارادتها جنيفر ان تكون، ولم تكن لتكسب قط ما تكسبه الآن في أي مكان آخر. وكان ذلك هو السبب الذي جعل داني لا يرغمها على التخلي عن هذا العمل، رغم انه ينزعج كثيراً من الساعات الاضافية التي كان عليها ان تعملها
لذا هزت جنيفر رأسها، وكبتت تنهيدة كادت تطلقها ثم قالت: «لا، لا توجد مشكلة. يمكنني العمل الليلة. لكن هل عندك فكرة في أية ساعة يمكنني الانصراف؟ إذ علي ان اطهو طعام العشاء لزوجي.» تساءل فيليب بجفاء: «ألم يحن الوقت بعد ليتعلم ان يطهو طعامه بنفسه؟ أو ان يشتري لنفسه طعاماً جاهزاً في طريق عودته من العمل إلى المنزل؟» ضحكت جنيفر رغماً عن ارادتها لتلك الفكرة وقالت: «ان داني ليس متحمساً لتناول الطعام الجاهز وهو يحب طعام
المنزل.» كان يحب ان يجدها بانتظاره عندما يعود إلى المنزل، وان لم يجدها، كان يخرج احياناً ثانية باتجاه المقهى لتناول فنجان من القهوة. ماتت ضحكتها، وقد ملأ الحزن عينيها. اتكأ فيليب هالكوم على طاولتها، وهو يراقب تعابير وجهها المتغيرة. كان وجهها يفصح كثيراً عما يخبىء في نفسها. نظرت جنيفر إليه فرأته يحدق فيها وقد تؤرد خداها وكأنها عرفت ما يجول في خاطره. سألها بطريقة ساخرة تنم عن عدم موافقته قائلاً: «وافترض انك تقومين بكل اعمال المنزل، أيضاً، وغسل وكي الثياب؟» بدأت كلامها قائلة: «هذا ما اعتاد عليه داني، فوالدته كانت تقوم بهذه الأعمال.» ثم توقفت عن الكلام متجهمة، وقد غضبت من نفسها لأنها بدت وكأنها تعتذر عن زوجها. فحياتها الخاصة شأنها ولا دخل لفيليب هالكوم بها، فهي تحب داني، واهتمامها به كان يجعلها سعيدة
وأشار فيليب هالكوم قائلاً: «كلاكما تعملان دواماً كاملاً.» قالت مدافعة: «اجل، حسناً... لم يعتد داني ان يهتم بنفسه. لقد كان طفلاً وحيداً كانت امه في منتصف العمر عندما ولد، لذا كانت فرحة جداً أن يكون لها طفل، وحرصت على الاهتمام به كثيراً، فقد كانت سعيدة في افساده.» قال: «وانت استمريت على هذا المنوال؟» لم تجب على ذلك. رأى شعور الاستياء باد على وجهها، فأغمضت عينيها لتخبىء افكارها عنه. تمكن فيليب من
معرفتها نمط حياتها، وبدا من الواضح انها لم تكن سعيدة بتلك الاسئلة مع ما تضمنها من انتقادات عن زوجها. وبالطبع كان لديها كل الاسباب لتشعر بتلك الحالة، لم يكن لديه الحق بالتدخل أو حتى بالتعليق. فزواجهما كان شأناً يعنيهما. فان ارادت ان تجعل من نفسها خادمة، لما عليه ان يمنعها. لوى فمه بمرح مفاجيء، ورغم ذلك لم يغير الموضوع. انه لا يستطيع الا ان يحاول تحسين كل ما يجده ويراه بحاجة لذك. سألها: «هل تعيش أمه بالقرب منكما؟ الا يستطيع تناول العشاء معها؟» وكان يبحث دائما عن حل عملي لأي مشكلة، وذلك ما جعله ناجحاً في اعماله. انه يعرف كيف يجعل الأمور تعمل، الآليات، المال والناس. اجابته جنیفر بارتباك: «أمه ماتت.» تأوه فيليب، وقال: «آوه، اسف لسماع ذلك. لقد فقدت والدي واعرف أية فجوة تنتج عن ذلك، حسناً، اذا، ألا يستطيع اصطحاب والده للعشاء خارجاً؟»
اجابته: «لقد توفي والده عندما كان داني طفلاً.» وظهرت عليها نظرة الحزن تلك ثانية. نظرة حولت لون عينيها إلى لون غريب، كما الصخور الاردوزية عند تساقط المطر. فكر فيليب هالكوم، وهو ينظر إلى ذلك التغيير. ذلك فضولياً لدرجة جعلته يسألها: «متى ماتت بقي مع أمه؟» تقدم قليلاً، ليجلس على حافة طاولة مكتبها. بدت جنيفر متحيرة وهي تجيبه: «منذ سنتين.» لماذا هو مهتم لهذه الدرجة بعائلة داني؟ لقد اعتادت على اسلوب فيليب هالكوم الفظ في العمل وتهكمه، الا انها لم تره يوماً بمزاج كهذا.
وفكر فيليب بصوت مرتفع متمهل: «اذا لا عائلة له الآن سواك.» فيما كانت عيناه غارقتين بالتفكير. ألهذا السبب افرطت بتدليل زوجها، لتواسيه، وتعوض له فقدان أمه؟ اجابته بصوت منخفض: «لا. ليس له احد سواي.» كان هناك شيء مؤثر بطريقة قولها ذلك. انها تعمل عنده منذ ستة اشهر ولم يتبادلا أي حوار شخصي من قبل. لم يكن يعرف لماذا يطرح أسئلة حول حياتها الخاصة الآن، لا بد ان جزءاً منه اعترض على الحكمة في اظهار الكثير من الاهتمام بها، ومع ذلك استمر بالتحديق بها، وعيناه تشعان بالفضول. ماذا كانت تفكر؟ ماذا تعني تلك النظرة في عينيها؟
كان هناك شيء يبدو كالاطفال فيها، ورغم ذلك بدأ يشعر ان هناك أسراراً مدفونة وراء نظرتها، وكان فضوله متى استيقظ من الصعب ان يسكن بسهولة

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع