العروس الأسيرة
Captive Bride

الكاتبة : روزماري كارتر
-----------------------
الملخص
------------
أريدك أن تصبحي زوجتي “. كان كايل قد سألها الزواج مرة و مرتين، وهذا خير دليل على صدقه. ألم يجد ربه أن يقول لها أنه يحبها فيثبت لها مدى حسن نيته؟ لم تكن ليان لتشك في ذلك قبل سبع سنوات حينما شهدت قصة حبهما نهاية مأساوية ومؤلمة. لم تر ليان وجه كايل منذاك الحين، فكيف تتأكد من أنه لم يظهر فجأة إلا بغية الانتقام. وما هي الدوافع الشخصية التي حدت بها إلى الموافقة على هذا الزواج؟
------------
سأل كايل ليان: «اتتزوجين مني؟ » ما لبثت تلك الكلمات أن أفعمت قلبها سعادة ما بعدها سعادة، فلم يتبادر إلى ذهنها إلا أن تقول «نعم» وقد شغفها سحر عينيه. رفعت ناظريها فاذا به يرنو إليها. سألها ثانية: «أتتزوجين مني؟» سرعان ما عادت بها الذكرى إلى الماضي، فمدت يديها محاولة الابتعاد عنه. «أبداً!»
------------
الفصل الأول
------------
ما ان لاح السياج الأبيض حتى خففت ليان ديبوا من سرعة سيارتها. كانت قد امضت في قسم العلاقات العامة التابع لمصنع الألبسة الذي تعمل فيه يوماً حافلاً بالعمل.
غالباً ما كان القلق يساورها في تلك الفترة من بعد الظهر، حينما تعود إلى البيت، فترى جدها ينتظرها عند نافذة بيتهم الصغير. بيد أن هذا اليوم مختلف عن سائر الأيام، فقد تم بيع المزرعة في أول الأسبوع، وهي تدرك ان المالكين الجدد باتوا على وشك الوصول والاستلام، وأن المسألة لم تعد إلا مسألة وقت. كانت ليان تجهل أسماءهم لأن البيعة دبرت عن طريق شخص ثالث، لكنها وعدت مارتن سيمبسون المحامي بأن تسلمه المفاتيح كلها غداً.
كانت هذه فرصتها الأخيرة كي تودع المكان، الذي كان يوماً مسكناً لها، وداعاً خاصاً. مالت الشمس نحو الغروب فيما كانت تقود السيارة عبر المداخل المترامية المسماة هـاي فـالـي. والمكللة بقنطرة من حديد تمتد من عمود إلى آخر.
أجيال وأجيال من عائلة ديبوا عاشت في تلك الأرض مذ قدم بيار ديبوا من فرنسا إلى جنوب افريقيا قبل حوالي مئتي وخمسين عاماً، لذا يبدو من المستحيل ان يصدق أحد ان هذه الأرض قد انتقلت إلى عائلة أخرى.
قادت ليان السيارة ببطء على طول الطريق المؤدية إلى المنزل الأساسي والمظللة بأشجار السنديان الثخينة الجذوع التي كان بيار ديبوا قد غرس بعضاً منها بنفسه.
وترى على أحد أطراف المنزل باحة فسيحة من القرميد شهدت في الماضي حفلات ضخمة سمعت عنها ليان الكثير من الحكايات، باحة ازدحمت فيها عربات الخيل التي كانت تنقل الضيوف القادمين من كيب تاون، ولما استلم جداها هذا العقار، كانت الخيول قد استبدلت بالسيارات كوسيلة للنقل، إلا ان افراد العائلة لم يفتقروا إلى فسحة لايقاف السيارات قرب المنزل.
أضحت الباحة القرميدية خالية، وبدا المنزل وكأنه مكان مهجور لم يقطنه أحد منذ زمن. كانت النوافذ في أسفل الجزء الأعلى من الجدار المتباهي موصدة ومغلقة، وقد نمت النباتات نمواً سريعاً وكست الحائط، فما من أحد يشذبها، تساءلت ليان ان كان المالكون الجدد سيحبون هذا المكان كما أحبته عائلة ديبوا قبلهم.
ترجلت من السيارة ومشت نحو المنزل. أخذت المفتاح المزخرف الرأس وأدخلته في قفل الباب الخشبي الضخم.
وما ان سارت في المدخل العتيق حتى انتابها شعور بأن النهاية أزفت، وبأن تاريخاً انقضى... ان أتت إلى هذا المنزل بعد اليوم، فهي لن تدخله إلا كضيفة.
راحت تتنقل ببطء من غرفة إلى أخرى، ما من زاوية في هذا المنزل إلا واحتضنت ذكرى من الذكريات التي تألقت بأثاثها الأنيق ولوحاتها الثمينة وسجادها الفاخر، والمطبخ الريفي، ومكتب جدها المكتنف بجدران مزدانة بألواح خشبية، تتوسطه طاولة مصنوعة من الخشب القديم، وغرفة النوم التي رقد فيها والداها لسنوات قليلة.
بلغت ليان غرفتها العتيقة. لو أغمضت عينيها، لارتسمت في مخيلتها صورة سريرها بأطرافه الأربعة، يعلوه غطاء مضرب زهري اللون، الستائر المزدانة بالكشاكش والرف الذي وضعت عليه مجموعة دماها الصغيرة.
سارت نحو النافذة وفتحتها، لفت نظرها شق ظاهر على العتبة الخشبية. انه الأثر الذي تركه حذاء كايل حينما دخل هذا الأخير إلى غرفتها ليلا، وزلت قدمه، فخشيا ان يكون الصوت الذي أحدثه سقوطه قد أيقظ جدها. وظل المنزل غارقاً في السكون، لكن كايل لم يتأخر لأنه كان هو وليان يخافان من أن يدخل جدها عليهما، فما لبث ان غادر الغرفة عبر النافذة مرة أخرى.
كايل... يكبرها بست سنوات، طويل القامة، أسمر البشرة، نحيل القد، فيه الكثير من الوسامة والمرح، وقد اغرمت به ليان حتى الجنون. كانت آنذاك في ربيعها السابع عشر وقد ألفت نفسها منجرفة في موجة عاتية من الهوى لم يقويا هي وكايل على مقاومتها.
صاح جدها المجنون على أثر الحوادث التي حصلت في تلك الليلة الرهيبة: «هذا هو الهيام! هيام فتاة بشخص فظ لا يأتي نفعاً، ولن يرقى أبدأ إلى مستواها!»
لم تقو ليان على مناقشة جدها، وقد صدمت وبلغ منها الحزن والألم كل مبلغ. بعدئذ، لما أصبح بوسعها ان تمعن التفكير ثانية، كان كايل قد رحل من دون ان يرسل اليها عنواناً تستطيع أن تتصل به عليه. مرت سبع سنوات وليان لم تهم بأحد مثل هيامها بكايل

تحميل الرواية من هنا