الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع
الكاتبة : سارا وود
-------------------
الملخص
------------
انه ماهر في انتقاء الأزياء…جذاب ومثير. قوي ومخادع في شخصيته. ليسنزو كذلك يؤمن أن جدة ميرديث قد ابتزت زبونه الثري من عائلة كورزيني.
قررت ميرديث أن تبرهن لليسنزو أن ادعاءه كاذب…لتصل إلى حقيقة ما طالبت به جدتها….لكن أولا كان عليها الاختيار بوضوح بين أن تدفع ليسنزو داخل القناة الكبرى أو أن تقبل ببرودة عناقه
--------------
الفصل الأول
--------------
«أعذريني... عفواً.»
ابعدت میردیث نظرتها الحسودة عن العائلات التي تسلم
عى بعضها البعض في المدخل الطويل واستدارت نحو
الرجل الذي كان يتكلم مع انها كانت متأثرة جداً، ثار
ياهها الرجل الواقف امامها.
هناك انسجام رائع الجمال به من رأسه حتى قدميه. كان
يرتدي معطفاً من الصوف الناعم يناسب لون عينيه الداكنتين
ما الشال الحريري الانيق لونه فاتح كلون شعره. وهذا، ما
فاجأها، كان يشبه لون الذرة. الوان متشابكة منسجمة. أمر
مذهل.
سألت: «هل يمكنني ان اساعدك؟» محاولة ان لا تجعله
يشعر بدهشتها الواضحة في عينيها الزرقاويين. تحدث
بالانكليزية معها لأنه نظر الى قبعتها المصنوعة باليد،
ومعطفها الرخيص الثمن، فهي مما لاشك فيه غير ايطالية،
قرر ذلك بوضوح. لابد ان هذه المرأة هي انكليزية!
ابتسمت له، فأنارت الابتسامة وجهها.
قال بنعومة: «هل هذه الطائرة آتية من لندن؟»
لم يعجب ميرديث ردة فعله لأن الناس عادة لا تبقى عدائية
مع نظراتها الصديقة. كان يتكلم بلهجة محايدة... لكن يخفي
تحتها غضب قوي يسيطر عليه. اقتربت منه اكثر، وقالت:
هذا صحيح. لقد عمت الفوضى في برنامج الطيران، اليس
كذلك ؟لقد تأخرنا في الوصول على الموعد اكثر من يوم
بسبب عاصفة ثلجية عنيفة.»حاولت ان تعادل بأوزان
الحقائب الست التي تحتوي ثيابها، شعرت بمسكات
الحقائب تترك اثراً على يدها.
ادار الرجل الايطالي رأسه، من الواضح انه كان يتذكر
طباعه قال بحدة:« شكراً لك.» كان يمسك بيده بطاقة وهو
ينظر الى باب الخروج للقادمين وكأنه يتوقع ان يدخل منه
ألد اعدائه.
سألت ميرديث: « لا اعتقد انك كنت بانتظاري؟» متمنية
بحرارة ان لا يكون.
قالت براحة: «اه. حسناً، لم افكر بذلك.» وهي تشعر بعدم
الارتباك بسبب تصرفه الوقع. كان من المفروض ان
ينتظرها احد ما من قبل مصرف دو أورو، وهذا الشاب
الاشقر بالتأكيد لايشبه موظف في مصرف ... مع انه قد يكون
السينيور كورزيني . اصبح وجهها حزيناً فجأة، وتطلعت
الى الغرفة الخالية بقلق، وتذكرت سبب مجيئها المعيب.
الابتزاز. انه عمل مشين. مجرد التفكير به، جعلت قدميها
ترتجفان والحقائب تسقط من يديها المتعبتين . حاولت
ميرديث يائسة ان لاتسقط ثيابها من الحقائب لتجد ان قدميها
تنزلقان بسبب الثلج الذي دخل الى القاعة.
«انتبهي!»
شعرت للحظة او اكثر بحماية يدين قويتين ثم سقطت فوقه
وهي تشعر بالصوف الناعم لمعطفه.
رفعت رأسها، وهي تشعر بدفء في وجهها من جراء
الصوف الناعم في معطفه، احست على الفور بنفس بارد
كالثلج على جبينها. لا بد انه مليء بالعضلات تحت تلك الهالة
من الاناقة المفرطة.
قالت معتذرة:«آه، كم هو مخجل!إنني آسفة.» اصطدمت
ميناها بنظراته الباردة:«معطفك الجميل...»
ارتجفت رموشها، وابتعدت عنه لتلتقط اغراضها
المتبعثرة، وهي تعلم كم تبدو مرتبكة.
سألت بقلق:«اعذرني... هل يحتاج معطفك لتنظيف؟»
متمنية ان لا يرسل اليها الفاتورة. فلديها مايكفي من
المشاكل أمامها، من دون التفكير بصرف اية اموال اضافية
من مدخراتها القليلة.
زاد وجهه تجهماً، وقال بلهجة غاضبة:«نعم.» واخذ يدفع
ببعض ثيابها في الحقائب.
رأت ثيابها امامه فقالت:« ارجوك، يمكنني ان افعل ذلك
بنفسي...» وهي تشعر بالوضع السخيف الذي اوقعت نفسها به.
نظر اليها بتعال ، لكنه استمر في حزم اغراضها،وبدا
وجهه ينم عن استخفاف واضح بها.
قال محذراً:« راقبي اين تضعين قدمك في المستقبل.» وقف
وهو يسند حقيبتين الي قدمه. انحنى ليلتقط البطاقة التي كان
يحملها ثم قال غاضباً وهو ينظر حوله في القاعة الفارغة:
« هل انت آخر القادمين؟»
«نعم، لقد مزقت حقيبتي بسبب الحزام الحديدي.»ارادت ان
تفسر له سبب توزع امتعتها على عدد كبير من الحقائب
الصغيرة, ابتسمت وهي تتذكر كم ساعدها المسؤول ثم
قالت:« اعطوني هذه الحقائب، وقدم لي رجال الجمارك
فنجاناً في القهوة، ومسحوا دموعي و...»