الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب لا ينسى
A Man To Remember

الكاتبة : جودي أودنيل
------------------------
الملخص
------------
اعتقدت السي أنها تعيش بسعادة وأمان وستتزوج من حبيبها كيث، لكن الصدفة جعلتها تدرك أن كل الأيام التي كانت تعيشها كانت وهما. فمجيء ايان إلى المعرض الذي تعمل فيه ايقظها بشكل مفاجيء، فقد أعلمها أنها خطيبته وكان سيتزوجان منذ وقت لكن اختفاءها فجأة ألغى هذا الزواج. بدأت السي تفكر: هل كانا حقا حبيبين، وان كان ذلك صحيحا فلماذا لا تتذكره؟
--------------
الفصل الأول
--------------
ظهر من الضباب كغراب ضخم مسافر. تـراجـعـت الـسـي نـاش خـطـوة الى الوراء بـطـريـقـة لا ارادية، على الرغم من الامان الذي يحيطها بصالة الـعـرض. كـانـت تـحـدق مـن الـنـافـذة في واجـهـات المباني الرمادية المليئة بالمتاجر المختلفة في جادة سيزبراي. الضباب الكثيف الذي يلف ساحل شمال كاليفورنيا يخفي جمال المباني المليئة بالألوان في ذلك الشارع الجميل. وتبدو أغصان الاشجار المزروعة على جوانب الطريق وكأنها خيوط عنكبوت، في تلك العتمة. لم يحن بعد موسم الاصطياف، لذلك يبدو الشارع كله مهجورا حتى ظهر رجل.
شتت الضباب والجـو الـكـثـيـف بمروره في الشارع مقترباً من متجرها. كان الرجل كله محاط بالسواد. حتى شعره كان اسود، سواد داكن يمتص نور النهار. ومع انه لا وجود لنسمة من الهواء، كان ذيل معطفه الطويل يتهادى وراءه بخطواته الواسعة والتي تقربه منها.
بدا وكأنه سيمر من امامها، متابعاً سيره، لكنه وقف في وسط الـطـريـق امـامـهـا. وحـدق الى داخـل صـالـة العرض، بدت وكأن عينيه تقتحمان ملاذها. خطت السي خطوة اخرى الى الوراء متمنية الا يكون رأها تراقبه. لكن تحركها وضعها مباشرة تحت الاضواء التي تعكس انوارا على اللوحات في المعرض. تحرك رأسه الى الوراء وكأنه صعق من رؤيتها. ولفظ
اسمها. السي. ارتجفت من الخوف ما إن ادركت انها موضوع وهدف تقدمه. وقبل ان تتمكن من التصرف، قطع الطريق بأربع خطوات وفتح الباب. استدارت السي نـحـوه. ورنين الاجراس على الـبـاب التي ترنم بفرح لدخول المشترين، ضربت بقوة ما ان اغلق الباب وراءه. اظهرت نظرة عينيه عن ارتياح يائس. كانت شفتاه بلا لون وصدره يعلو ويهبط كدليل قوي عن عمق عاطفته. يظهر التوتر في وقفته، وقبضتاه مسمرتان على جانبيه، وكأنه لا يثق باندفاعه. هي فعلمت ان عليها الهروب، لكنها بقيت مسمرة مكانها من جراء نظرة عينيه اللتين تشبهان منتصف اما الليل.
قال، والشوق يظهر بوضوح في وجهه: « السي، يا للصدفة، آلي. لقد بحثت عنك منذ زمن طويل.» يقي فض دفن وما ان انهى كلامه حتى اقترب منها. وضع يديه على ذراعيها، وضمها اليه. شهقت السي وشعرت برعب حقيقي ما ان ادركت مقصده. حاولت ان تبتعد لكنها لم تتمكن. ابعد رأسه وهـو يـقـول: «لقد افتقدتك كثيرا.» وضع يديه على وجهها ومرر اصابعه في شعرها. «يا السي. لو كنت تعلمين... كدت أجن. لم استطع ان اصدق انك لست هناك.» وسألها:«لماذا؟ فقط قولي لي لماذا. لماذا اختفيت من دون اية كلمة؟» نظر اليها بقوة وكأنه حقاً يعرفها بقلبه وروحه. أحقا؟ احقاً هي تعرفه؟
طال شكها للحظة وهـي تـرفـع يـدهـا المرتجفة الى وجهه. اغمض عينيه من لمستها.مرتاحا من كل ذلك التوتر الكبير، وغاب عن وجهه ذلك الغضب، اخذت السي تتأمله، باحثة عن علامة تؤكد لها انها تعرفه. ملامح وجهه واضحة. وبعينين ثاقبتين ادركت ذلك، تحـمـل تـعـابـيره وذقنه وأنـفـه دمـاء غـريـبـة. مع ان بشرته تفتقد للون الداكن. على العكس، رأت السي انه ابيض البشرة وشعره اسود داكن واشعث، يحيط بذلك الوجه. فكرت، وجه وسيم، واكثر من ذلك. وجه لغريب. اليس كذلك؟
قالت:«لا.. اعرف.» فتح عينيه بقوة. رأت لمعان في عينيه يماثل عينيها، وأدركت انه يعتقد انها ترد على سؤاله. ببطء، هز رأسه وكأنه غير مصدق. سألها: «ما الامر، آلي؟ هل حصل شيء ما؟» مـا ان انهى كلامه، حتى شعرت السي بشيء في صدرها وكأن قوتين تتصارعان في داخلها. تحاول احدها السيطرة على الاخرى. تجمعت أصابعها بلا ارادة منها، فتركت اظافرها القصيرة علامات على خده. ما الذي حصل فعلا؟
ابعدت يدهـا وكـأنـهـا احـترقـت عـاد الـيـهـا الشعور بالغرابة. فحاولت ان تبتعد عنه. شد بقبضته على ذراعها: «ما الذي حدث، السي؟ اخبريني!» «دعني!» ادركت ألسي انها تتصارع مع العقدة التي وجدت في داخلها اكثر من صراعها معه. ومع ذلك عليها الابتعاد عنه.

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع