الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

حب جديد
Something New

الكاتبة : كارلا كاسيدي
-----------------------
الملخص
------------
تركت الحياة اليومية الرتيبة للمدينة الصغيرة، في أعماق معلمة المدرسة إيف وينتروب، رغبة عارمة تجاه شيء جديد مثير. ووصلت إلى مبتغاها حين دخل برايس ماكسويل المدينة يهدد بموتوسيكله، مرتديا جاكتة جلدية سوداء وعلى وجهه ابتسامة ماكرة شيطانية. ولم يكن القادم الجديد جاراً لإيف فقط، وإنما كان المدير الجديد للمدرسة. نهاراً، كانت أساليب برايس تهز الأساليب القديمة البالية لمؤسسي المدرسة. وليلاً، كانت عاطفته الجياشة تغري إيف على السير في الطريق الوعر. وإذا ما استمر برايس في طريقه هذا، فإن مدينة باوكين أوكلاهوما، والآنسة إيف وينتروب لن يعودا كما كانا أبداً
-------------------
أعتقد أن لديك شيئا يخصني
-------------------
شيء يخصك؟» ونظرت إيفا إليه مشدوهة ولاحظت كيف بلل المطر شعره، مما جعل ملامحه الجريئة تبدو مفعمة بالحيوية. تماسكي يا فتاة، وبخت بذلك نفسها وقلبها يخفق مضطربا. وتطلع بريس ساخرا، مما جعلها تلاحظ أنه يحمل سلة من الملابس المغسولة بيده. أجل، وأعتقد أن هذه الملابس لك.» وأومأ إلى القطعة البارزة في السلة والتي كانت قطعة من ملابسها الداخلية ذات القماش القطني الأبيض. وظهر في عينيه بريق نظرة غير محتشمة مما جعل وجهها يمتقع للحظة ثم يعلوه الاحمرار. للحظة واحدة، طائشة، أرادت أن تنكر بشدة أن هذه الملابس الداخلية العادية لها. ولسبب جنوني، أرادت أن يعتقد أنها ميالة إلى ارتداء الملابس الداخلية المثيرة. لكن هذا الجنون اختفى بالسرعة التي ظهر فيها.
------------
الفصل الأول
------------
لاتعمد إلى قص شعرك عندما تكون غاضبا أو مستاء تمنت أيفا وينتروب لو أن أحدا أسدى إليها بهذه النصيحة قبل نصف ساعة، عندما التقطت مقص، وشرعت تقص شعرها. وما بدا أنه عملية تهذيب شعر بسيطة قد تحول إلى تشويه شعر رأسها بنسبة كبيرة.
-------------------
أرعبتها رؤية انعكاس صورتها في المرآة، وهي تلحظ وقوف خصلات شعرها الناتئة المتفاوتة فوق رأسها. مأساة، ما الذي فعلته؟ لقد بدت وكأنها عجوز شمطاء. قفزت من مكانها عندما دق جرس الباب. مبهورة لما أحدثت من تشويه في شعرها، ومضت لترى من الطارق وما زال المقص في يدها.
-------------------
أول ما استرعى انتباهها في الرجل الواقف عند عتبة الباب، شعره الأسود الداكن، الكثيف. كان شعره أطول بكثير من شعرها، مع جعدة عند كتفيه. تمنت على الفور لو كان هذا شعرها هي هل هذه الشقة المزدوجة للإيجار؟» بدا صوته خافتا كصوت الرعد الآتي من بعيد. واستبانت منه لهجة منطقة الساحل الشرقي. حولها صوته فجأة من إعجابها الشديد بشعره لتلاحظ على الفور أشياء أخرى حول مظهره الخارجي. صفاء عينيه الزرقاوين اللتين لم تر لهما مثيلا. وجذعه القوي
-------------------
تحت السترة الجلدية الضيقة السوداء. قسمات وجهه، التي بدت وكأنها نحتت بإزميل، كانت تنم عن قساوة حياته وقد خففت من حدتها الغمازة الظاهرة على كل خد. توردت وجنتاها وقد أدركت أنه ينتظر منها جوابا فقالت وهي تشير بالمقص إلى الباب الملاصق لشقتها: «أوه، كلا، إنها الشقة المجاورة.» ابتسم ابتسامة مثيرة بعثت الرعشة في جسد ایفا، وأومأ إلى شعرها قائلا: «هل فعلت ذلك عن عمد، أم أن رأسك كان أقرب من اللازم من مفرمة اللحم؟»
-------------------
فنظرت إليه بغيظ. هل تراها أساءت فهم ما قال؟ «أرجو المعذرة.» أمعن فيها النظر من رأسها حتى أخمص قدميها مما جعلها تشعر أن قميصها القطني المريح قد تحول إلى غلالة رقيقة، وسروالها الفضفاض قد تقلص: «إذا كان هذا هو الطراز الذي ستتبعينه لشعرك، لا شك أنك بحاجة إلى ملابس أخرى تتماشى معه.» فردت وقد أشعرتها فظاظته بالإهانة: «أعتقد بأنك وقح .»
-------------------
فمال برأسه إلى الوراء ضاحكا، مبديا بياض أسنانه الساطع. وقح؟ تبدين وكأنك خادمة عجوز لمعلمة مدرسة.» تمالكت ایفا نفسها وقد تملكها الحنق، ورمقته بنظرة باردة: «إنني معلمة مدرسة.» عقد جبينه، ورفع حاجبيه السوداوين بفضول. «ولكن هل أنت عجوز شمطاء؟» فأغلقت الباب في وجهه بعنف آملة أن يصيب طرف أنفه الهش وهي تقول بحدة: «ذلك ليس من شأنك.» وتمتمت وهي تعود مندفعة إلى مكانها أمام المرآة في الحمام: يا لصفاقة هذا الرجل.» وتمنت أن يكون السيد وليامس، مالك المنزل، من الذكاء بحيث لا يؤجر الجانب الآخر من الشقة المزدوجة إلى هذا الرجل الفظ. هل كان ينقصها جار يرتدي الجلد، ثرثار وشیطان بغيض وكأن ما تحفل به حياتها من متاعب، ليس كافيا؟
-------------------
الحديث عن المتاعب...» وحدقت مرة أخرى في انعکاس صورتها في المرآة. لم يكن أمامها خيار سوى الذهاب إلى مصففة شعرها لإصلاح التشويه. مدت يدها إلي الهاتف، وفي غضون دقائق كانت تأخذ لنفسها موعدا وفيما خرجت من الباب الأمامي، كان السيد وليامس والمهرج، مرتدي الجلد، يخرجان من الباب المجاور. وقال وليامس: «آه، آنسة وينتروب، أود أن أعرفك بجارك الجديد.» فأجابت دون أن تعنى بالنظر إلى الرجل الذي بدا أنه سيقيم قريبا منها: «لقد التقينا من قبل.» وتكلفت ابتسامة إكراما لصاحب المنزل ما لبثت أن تلاشت وهي تنظر بذهول إلى دراجة نارية ضخمة قابعة في الممر الخارجي والتي بدت وكأنها وحش متوعد بوميض أقسامها المطلية بالكروم، كذلك خزان الوقود المطلي بألوان النار المشتعلة.
-------------------
رمت صاحب الدراجة بنظرة وهي تلحظه مرة أخرى، سترته الجلدية. لو كان هناك رأس جمجمة مبتسما أو ما يشابهها، مرسوما على ظهره، لافتعلت بلا ریب شجار مع السيد وليامس. فهي لا يمكن أن تسكن بجوار عضو في عصابة سائقي الدراجات

تحميل الرواية من هنا

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع